|
مجتمع وخير مثال على ذلك هو موقف البطلة ( بستان شلغين) أرملة المجاهد هايل شلغين التي أقدمت على بيع مصاغها الذهبي ومئة رأس من الغنم وقامت برهن قسم من أرضها لتشتري به سلاحاً وذخيرة للثوار الذين جاؤوا من لبنان الشقيق للمشاركة بالثورة وهذا مازاد من حقد الفرنسيين عليها كي لاتصبح قدوة لغيرها. فتلك المرأة الجبلية البسيطة استطاعت أن تقف في وجه المستعمر لأنه حاول أن يغتصب وطنها فقد كانت الملجأ الأمين للثوار لذلك وجه الفرنسيون حملة مؤلفة من 4000 جندي تساندها الطائرات والمدفعية بقيادة الكولونيل أندريه وكان عدد الثوار الذين تصدوا لهذه الحملة بحدود 300 مجاهد وقد جرت معركة عنيفة أسقط الثوار ببنادقهم طائرتين وكبدوا الفرنسيين العديد من القتلى والجرحى لذلك قرر أن ينتقم من ثوار قرية صميد لما أبدوه في هذه المعركة من بسالة نادرة فأمر بتهديم بيوت المجاهدين المعروفين وكان من بينهم بيت المجاهد (هايل شلغين) وذلك حقداً وانتقاماً من أرملته المجاهدة بستان شلغين التي كانت تقدم الذخيرة والمؤونة يومياً للثوار في معاركهم. وبعد احتلال صميد طلب أندريه أن يتعرف على المجاهدة بستان شلغين بعد أن هدم لها دارها فرفضت أن تقابله في دارها وبعد أن ألح في طلبها جاءت وقابلته في زريبة الحيوانات قائلة هذا المكان يليق بأمثالكم لأنكم مستعمرون وذنبنا الوحيد أننا ندافع عن وطننا فقال أندريه للمجاهدة بستان شلغين إذا تراجعت عن موقفك بدعم هؤلاء الخارجين عن القانون فسوف نعوض لكِ بمبلغ يعيد دارك أحسن مما كانت عليه فهل تتراجعين عن موقفك ومّديده لمصافحتها ظناً منه أنها لوصافحته لكانت علامةعلى تراجعها عن موقفها فما كان منها إلا أن أخفت يدها خلف ظهرها وقالت وما وقفت هذا الموقف إلا من أجل وطني ولن أتراجع عنه ولايمكن أن أمد يدي إلى عدوي، فإن وطني أولى بأن يبني لي منزلي ولسنا بحاجتكم فوضع قبعته على رأسه وأدى لها التحية العسكرية احتراماً منه لصمودها ووطنيتها فقد حظيت المجاهدة بستان شلغين باحترام القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ومن جميع السوريين حيث عمدوا إلى تكريمها في كل مناسبة ولاسيما بإطلاق اسمها على إحدى المدارس في مدينة صلخد. وضمن هذا السياق تقوم الأمهات في وقتنا الحاضر بأداء دور فعّال لدفع الفتنة ودرء المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب سورية وإننا نعوّل عليهن في هذا الظرف الصعب الكثير لبذل المزيد من الوقت والجهد لتوعية أبنائهن وبناتهن وبيان حجم المؤامرة التي تحاك ضد بلدنا وشعبنا كيلا ينساقوا خلف شرذمة لاتريد إلا الشر لنا ولبلدنا، وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً ذكرى استقلال سورية الحبيبة نرفع أسمى آيات التقدير لكل أمهات شهداء العزة الذين قدموا أرواحهم قرباناً لكي يحافظوا على استقلال وعزة بلدهم ولكي تبقى بلدنا حصناً منيعاً على الأعداء والعملاء والخونة.. |
|