|
عين المجتمع هؤلاء الأطفال الذين تسميهم المنظمة أطفال سلسلة المفاتيح يعودون إلى منزلٍ خالٍ ويفتحون بابه بنسختهم الخاصة من مفاتيح البيت، وهم في نظر آبائهم لم يعودوا صغاراً يحتاجون إلى رعاية الكبير. فهم يستطيعون تحضير فطورهم أو غدائهم، وحماية أنفسهم من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها طفل وحده في منزله، ولديهم الكثير مما يشغلهم من واجبات مدرسية، وبرامج ومسلسلات تلفزيونية، وتصفح إنترنت، وألعاب الفيديو، والمحادثة مع الأصدقاء. ومن تحتفل به وسائل الإعلام هو هذا الطفل. الطفل العارف الذي لم يعد محتاجاً إلى طفولته كما تقول المشرفة على الدراسة كاي هايموتز في كتابها مستعدون أم لا: ماذا يحصل عندما نعامل الأطفال ككبار صغار؟ . ففي الأفلام والمجلات ومعظم القنوات التلفزيونية والإعلانات يرى الأطفال صوراً لأطفال آخرين في عمرهم وقد تخلوا عن طفولتهم، واكتسبوا معرفةً وخبرة تفوق أعمارهم، وتعاملوا مع العالم المحيط بهم باستقلال وجدوى. يدرك الصغار أنهم الجيل الأول الذي تتخلى معهم ثورة الاتصالات عن جِدّتها، بل وعن ثوريتها أيضاً، لتصبح جزءاً عادياً للغاية من حياتهم كما هي السيارة للجيل الأكبر من آبائهم وربما أجدادهم. ولهذا، علينا أيضاً أن نضع في الحسبان أن انشغال الآباء عن أطفالهم حالما يظنون أنهم قادرون على رعاية أنفسهم بأنفسهم ليس هو السبب الوحيد لضعف تأثير الأهالي في حياة أطفالهم، فبعض الآباء والأمهات يشعرون أنهم أمام عالمٍ جديد لا يمتلكون أياً من مفرداته. بحر من المفردات والمعلومات والأدوات التكنولوجية لم تكن في حياتهم من قبل، ويتعامل معها طفلهم الصغير بكفاءة تفوق كفاءتهم بكثير. ولذلك نجد أن سلطتهم الأبوية تصاب بشيء من الضعف، وتترك مجالاً لسيطرة الطفل ورفاقه في المدرسة على قراراته تماماً. |
|