|
مراسلون ففي منتصف عام 1921 هب الشعب لمقاومة المستعمر فانطلقت الثورات بجميع أشكالها للدفاع عن تراب الوطن وحريته, حيث كانت الثورة الفكرية التي قام بها أبناء دير الزور ونجح من خلالها قادة الثورة في بث روح المقاومة لدى الثوار ومحاكاة المستعمر بالأساليب التي جعلته يدرك أن قوته ستندحر وهزيمته ستتحقق من منطلق الحرية وحب الوطن.. وتكاملت هذه الثورة مع ثورة الكفاح المسلح التي امتدت على طول ضفاف الفرات وشارك فيها جميع أبناء المحافظة مسجلين انتصارات خلدها التاريخ للأجيال لتكون شاهدا على أن الشعب الذي يؤمن بالحرية لايقهر، فكانت انطلاقة ثورات البوخابور في 28 أيلول عام 1921 والبوسرايا بقيادة رمضان الشلاش، والعنابزة بقيادة حمود الحمادي، وثورة مدينة دير الزور، وثورة البوكمال والميادين والنسورية وثورات أخرى امتدت على أرض الفرات واستطاع الثوار خلالها تسجيل انتصارات كبيرة، جعلت قادة الحملات الفرنسية يقرون ويعترفون انهم لاقوا شعباً يعرف معنى الحرية ويعرف كيف يصون قدسية وكرامة وطنه.. لم تكن البطولات محصورة بهذه المنطقة أو تلك وإنما كانت هناك ثورات أخرى قامت هنا وهناك شهدتها قرى ومواقع تتصل ببعضها البعض لتشكل بذلك نسيجاً متكاملاً ومتيناً استطاع صانعوه أن تكون ضربتهم واحدة وهدفهم واحداً ألا وهو تحقيق الجلاء مهما كان الثمن. لقد كانت الثورات لحمتها وسداها من أبناء الفرات، وكانت دماء الشهداء تروي كل شبر من أرض الوطن حتى استطاعت انتزاع الحرية من براثن الاستعمار، فالنضال والعمل الثوري كان واحداً طالما هو ضد المستعمر، وإرادة الدفاع عن الوطن الذي اختلف الواقع فيها بين الحالات الجماعية والفردية يبرر سلوك كل المناضلين في مفهوم الوطنية. شمس الحرية حين أشرقت في وادي الفرات بخروج القوات الفرنسية من أرض الوطن بعد احتلال دام /25/ عاماً قدم الفراتيون خلالها التضحيات الجسام، كانت بداية مرحلة جديدة لحياة أخرى أوجدت نضالاً جديداً يهدف إلى نهوض تنموي شامل في كافة المجالات الاقتصادية والخدمية والثقافية والاجتماعية السابع عشر من نيسان سيبقى شاهداً حياً في عقول وقلوب أبناء الوطن ومنهم الفراتيون الذين يستمدون القوة ورباطة الجأش وحب الوطن من ملاحم بطولات أسلافهم الذين دحروا وأسقطوا عظمة الجيش الفرنسي ولقنوه درساً لا يزال يمخر في الذاكرة, وذلك من أجل الوطن وحب الوطن وكبرياء الوطن وعزته. |
|