|
أروقة محلية طبعاً ينتظرها الكثير من العمل والجهد من أجل إنجاز ما حملت من مهام في مقدمتها ان يكون العمل بمستوى التحديات التي تواجه بلدنا الصامد بوجه المؤامرات التي يحوكها أعداؤنا في الخارج. وعندما نقول أن يكون العمل بمستوى التحديات هذا يفرض بالضرورة ان تستمد الحكومة قدرتها على ذلك من خلال جعل ثقة الناس بها من أولوياتها، خاصة إذا ما علمنا أن مواطننا واع جداً يستطيع أن يفرق بين ماهو ثمين وغث، بمعنى أنه لابد أن تعمل الحكومة بروح فريق العمل الواحد لتجاوز سلبيات المرحلة السابقة، لأنها كانت ومازالت تمر على بلدنا الغالي. ونعتقد أن الكلمات التي ختم بها السيد الرئيس كلمته التوجيهية عندما قال: المواطن هو البوصلة والمهم أن يشعر المواطن بمواطنته، لاحظوا كم هو كلام كبير كبر قامة سيادته، وقامة سورية الشامخة التي تتموضع في قلب كل عربي. إذاً المرحلة دقيقة تستوجب التحرك وبسرعة دون تسرع في معالجة كل القضايا التي أدت إلى الحالة التي عشناها في المرحلة السابقة، وهي في غالبيتها قضايا تستحق المعالجة الفورية، لأنها قضايا تهم الناس بمختلف شرائحهم في المدن والأرياف وليكن إيماننا بأن الوطن أغلى ما في الكون فعندما نفهم ذلك نستطيع أن ندخل الثقة إلى نفوس المواطنين الذين هم بالأساس مبرر وجود أي مسؤول في الدولة، وعندما نفهم ذلك نكون قد فهمنا جيداً معنى المواطنة التي يفترض أن ينظر إليها كل مسؤول يقوم بعمله على أنها أساس كل شيء بغية الوصول إلى مرحلة التوحد بين الحكومة والشعب، وان انعدام حالة التوحد هذه تخلق شعوراً بالإحباط وهذا ما لانريد الوصول إليه. بكل الأحوال المهام التي حددت للحكومة، والتي تنطلق في محتواها من الدروس والعبر التي مرت على بلدنا خلال المرحلة السابقة وما نتج عنها من سلبيات ولم تكن معالجتها بالمستوى الذي كنا نطمح بالوصول إليه، لكن باعتقادنا أن الحكومة الجديدة تعي خطورة المرحلة انطلاقاً من كون أحد أهم ما يجب أن تصل إليه هو ثقة الناس بها وبما تقوم به من أعمال تعود بالفائدة على المواطن والوطن في آن معاً، خاصة أنها - أي الحكومة الجديدة-تعرف جيداً أن المواطن واع جداً وأن هذا المواطن يعرف جيداً أن بلده تمر بمرحلة دقيقة جداً، وأن المناعة الداخلية هي التي تسقط المؤامرة التي تحاك ضدها. من هنا تأتي أهمية التعامل مع حاجات الناس وفي مقدمة هذه الحاجات الأمن والطمأنينة وأن يعيش إنساننا عزيزاً كريماً، تلك هي الدروس والعبر التي يجب أن نتعلمها جميعاً أياً كان موقع وجودنا.. |
|