|
دمشق فلا داعي لأولئك المختصين الذين يتصدّون لهذه المسألة أن يعيشوا همَّ قضية اختراع البارود المُخترع أصلاً ، وما كان لنا أن نتحدّثَ بشأنها لولا التعثّر الكبير الذي بات يحيق باللجنة التي جرى تشكيلها بين عدة مختصين في هذا المجال ومن عدة جهات علمية وميدانية. سنة وأكثر من أربعة أشهر – حتى الآن – ولم تستطع اللجنة التي شكلها وزير الصناعة لإعادة دراسة ومناقشة المواصفة ( 3062 / 2009 ) بغية تعديلها بعد ظهور خلل فيها، ولكن الآراء لا تزال متضاربة حول الاستقرار النهائي لها كيف ستكون، وفي تقرير حول هذه المسألة استُعرض فيه أهمية اعتماد هذا النوع من الأنابيب ومساوئ القساطل البيتونية، والمسار الذي جعل هذه المواصفة في حالة من التقاذف بين رأي هنا وآخر هناك. يشير التقرير إلى الاعتراض الذي جرى من قبل أحد الصناعيين على المواصفة الصادرة بتاريخ 2/8/2009 والتشكيك بنزاهة اللجنة التي قامت بدراسة وإخراج هذه المواصفة ما دفع وزير الصناعة لتكليف لجنة جديدة من المختصين في هذا المجال وهم من ذوي الخبرة الطويلة في دراسة وتنفيذ وإجراء تجارب على أنابيب بولي إتيلين ذات الجدار المقوى لمشاريع الصرف الصحي . ويشير التقرير أن اللجنة الجديدة بدأت أعمالها في شهر 11/2009 وكان هناك تعاون وتفاهم بين رئيستها وأعضائها في إعادة دراسة ومناقشة المواصفة 3062/2009 وفي شهر شباط 2010 تم التوصل إلى اتفاق مبدئي على تثبيت المواصفة بالشكل المناسب، ولكن فجأة في الاجتماع التالي تبدل موقف رئيسة اللجنة 180 درجة فأصبحت تعاكس الأعضاء وتعارض وتؤخر تثبيت المواصفة، وبعد أن حاولوا مناقشتها قامت بتاريخ 24/2/2011 بحل اللجنة لاغية من طرفها وحدها المواصفة التي جرى الاتفاق عليها والمتطابقة مع المواصفة الأوروبية المعدّلة، ويرى التقرير بأن المشكلة الحقيقية تتمثّل بأن رئيسة اللجنة لها دافع آخر وكأنها لا تستوعب الضرر الذي ستسببه في إصدار مواصفة متدنية تؤدي حتماً إلى التسرب وتلوث مياه الشرب الجوفية فضلاً عن الخسائر الناجمة عن ذلك . ولسخرية الأمر – يقول التقرير – إن إصدار المواصفة المتدنية ستحرم الجهة التي تنفذ حسب المواصفة السورية الحالية والمواصفة الأوربية والأمريكية وغيرها، ستحرمها من العمل . بصراحة المسألة فنية بحتة، ولسنا قادرين على تقييم الصحيح فيها من الخطأ، غير أن عضوي اللجنة الدكتور سمير برزاوي، والمهندس حسام البعلبكي، أيدا ما أتى به التقرير، وأن عدم الأخذ بالمواصفة الأوروبية المعدّلة سوف يرتب الكثير من الخسائر لأن مشاريع الصرف الصحي التي ستنفذ دون التقيد بهذه المواصفة ستبقى عرضة للخراب والتلف، واستغرب البرزاوي والبعلبكي كيف أن اللجنة قد أقرت المواصفة الصحيحة ثم تراجعت عنها رئيسة اللجنة، ولم يستبعدا أن يكون هنالك مآرب غير نظيفة من رئيسة اللجنة. في هيئة المواصفات والمقاييس التقينا المهندسة سميرة عليان رئيسة اللجنة التي نفت بدورها نفياً قاطعاً أن يكون هنالك أي مآرب أخرى موضحة للثورة أنه صحيح قد تم الاتفاق على المواصفة ولكن وردتنا إلى الهيئة آراء وملاحظات أخرى لم يكن بالإمكان إغفالها وهذا ما جعل المدّة تطول لإصدار هذه المواصفة، وعموماً فنحن في الهيئة حريصون على عدم الخطأ وعدم الظلم، مشيرة إلى أنها تميلُ نحو اعتماد المواصفات الأوروبية كما هي وعلى مبدأ التبنّي، ولكن وعلى كل حال كان في هذه المواصفة ثغرة واحدة تم تلافيها، أي أننا اقترحنا اعتماد المواصفة الأوروبية مع ملحق وطني يراعي الجانب الاقتصادي والملف اليوم أمام المدير العام للهيئة وسوف يبتّ فيه قريباً. |
|