|
شؤون سياسية ونقل السلاح والإرهابيين إلى داخل سورية وتوفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية المسلحة الملطخة أيديها بدماء الأبرياء، حيث قام تيار المستقبل وهو تيار سياسي لبناني مسلح معروف بارتباطه الوثيق وتبعيته لممالك البترودولار وعلى رأسها السعودية بأداء كل ما هو مطلوب منه في هذا المجال، فهذا التيار الحاقد على سورية وعلى المقاومة بسبب خروجه من السلطة وظف كل وسائل إعلامه وأبواقه وكتابه الموتورين في معركة كان هدفها النيل من سورية وصمود جيشها وشعبها وقيادتها، وتزوير الحقائق على الأرض وخلق أجواء من التوتر والتصعيد تقود لبنان إلى الفتنة ومن ثم العمل على نقل هذه البضاعة الفاسدة إلى سورية من بوابة طرابلس. فمنذ بداية الأزمة وهذا التيار يحشد أنصاره من السلفيين والعناصر الإسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في مدينة طرابلس وعدد من المدن الأخرى بهدف التهجم على سورية والإساءة إلى مكانتها ودورها، بذريعة الوقوف إلى جانب الشعب السوري، في الوقت الذي كان فيه هذا التيار مسؤولاً عن مئات الاعتداءات الدموية ضد العمال السوريين في لبنان على مدى سنوات عديدة. منذ عشرة أيام، ونتيجة الإفلاس والفشل الذي يعانيه أتباع هذا التيار تم تأجيج الوضع الأمني في عدد من المدن اللبنانية من بينها مدينة طرابلس والعاصمة بيروت على خلفية توقيف عنصر مرتبط بتنظيم القاعدة، واستهدف عناصر الجيش اللبناني بالإرهاب بنفس الطريقة التي يستهدف فيها الجيش السوري على يد العناصر والعصابات الإرهابية ، وهوجمت أحياء وتيارات سياسية في طرابلس وبيروت لأنها تختلف مع حزب المستقبل في الموقف من سورية، وقد قرئت هذه الاعتداءات الممنهجة على الجيش اللبناني في إطار الضغط على الحكومة ومؤسسة الجيش لتغيير موقفهما من الأزمة السورية ومن ثم الانخراط الكامل في دائرة التآمر الدولي الذي يستهدف سورية ومن ثم المقاومة في لبنان. فطيلة الأشهر الماضية حاولت الحكومة اللبنانية أن تنأى بنفسها عن الأزمة السورية، كما حاول الجيش اللبناني القيام بواجبه في منع تدفق السلاح والإرهابيين إلى الأراضي السورية كجزء من اتفاقية التعاون والتنسيق بين البلدين، فلم يرق لأطراف المؤامرة هذا السلوك، فعمدوا إلى تفجير الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس ومن ثم تم نقل المعركة إلى بيروت حيث قامت عناصر مسلحة تابعة لتيار المستقبل بمهاجمة الأهالي وأحزاب سياسية تدعم المقاومة في الطريق الجديدة لجرها إلى الفتنة، في وقت كان فيه نواب تيار المستقبل يستخدمون خطاباً طائفياً فتنوياً تحريضياً خلال تشييع في منطقة عكار من أجل صب الزيت على النار المشتعلة. المراقبون للحدث اللبناني وتشعباته رأوا في هذا التصعيد المفتعل في بيروت محاولة للتحرش بحزب الله «المقاومة اللبنانية» وجرها على طريقة 7 أيار 2008 إلى اقتتال داخلي يجعلها مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي، وعلى إثر ذلك يقوم الجيش اللبناني بالانسحاب من طرابلس وأحيائها المتوترة لإطفاء الحرائق في العاصمة، وعندها تقوم المليشيات المسلحة التابعة لتيار المستقبل والتي ظهر أعضاؤها في اشتباكات مسلحة بباب التبانة والطريق الجديدة وحلبا بالسيطرة على عاصمة الشمال «طرابلس» وتحويلها إلى ملاذ ومنطقة آمنة وقاعدة لانطلاق المعارضة السورية المسلحة، ومن هناك يتم نقل السلاح والإرهابيين إلى داخل سورية من أجل تأجيج الأوضاع الأمنية والإجهاز على خطة أنان التي رفضتها المعارضة منذ البداية. ما يعزز هذا التحليل وهذه الرؤية هو حمولة «لطف الله2» سفينة السلاح التي ضبطها الجيش اللبناني وهي قادمة من ليبيا باتجاه طرابلس بقصد تهريبها إلى سورية، بالإضافة إلى عدد كبير من حالات ضبط أسلحة مهربة عبر لبنان إلى سورية، وما يزيد من مصداقية هذا التحليل أيضا هو زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى بيروت ولقائه عدداً من شخصيات وقوى ما يسمى 14 آذار التي ما تزال تحلم بالعودة إلى الهيمنة والسلطة من بوابة إسقاط سورية وضرب حزب الله، وعلى رأي البعض فإن وراء كل زيارة يقوم بها مسؤول أميركي من عيار فيلتمان إلى بيروت مصيبة جديدة يجب أن يحذرها اللبنانيون. أجواء الفتنة والتحريض ضد الحكومة والجيش اللبنانيين يعمل عليها مسؤولو تيار المستقبل، وكأنهم تلقوا أمر الساعة من أسيادهم في السعودية لتأجيج الأوضاع في لبنان، على أمل التأثير على مجرى الأحداث في سورية، من منطلق أن لبنان خاصرة سورية الرخوة ويمكن جره بسهولة إلى أتون الحرب الأهلية، وعندها يمكن أن تشتعل المنطقة ومن ضمنها سورية، إلا أن أصحاب المشروع السعودي الأميركي الصهيوني في لبنان أعجز من أن يحققوا مآربهم المريضة، لأن المقاومة اللبنانية التي أفشلت مخططات إسرائيل وحروبها تعي جيدا أهداف هذه المخططات الشيطانية وهي قادرة على إفشالها، وقد أدرك اللبنانيون أهمية تلاحم الجيش والشعب والمقاومة في تحصين لبنان وحمايته مما يحاك ضده في الدوائر العربية والغربية الطامعة. |
|