|
شؤون سياسية بين السلطة والعدو المحتل .وفي هذه الاثناء يبدأ العد التنازلي لموعد السابع والعشرين من ايار – المحدد من قبل حركتي حماس وفتح - للبحث في تشكيل حكومة اسمها حكومة الوحدة الوطنية والتي قال اتفاق القاهرة الجديد إن مدة ولايتها لن تتجاوز الاشهر الستة لكي تشرف في هذه الاثناء على انتخابات تشريعية ورئاسية مقبلة إن سمحت الظروف . الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجه الى اوباما خطاباً يطالبه فيه بالضغط لاستئناف المفاوضات المتو قفة بين السلطة وحكومة العدو التي أصبحت قبل أسابيع موحدة باجتماع الليكود وكاديما الحكومة التي ضمت ثلاثة من جنرالات الاحتلال . ما يهمنا هنا مقاربة الاتفاق الجديد بين حركتي فتح وحماس الذي أبرم في القاهرة برعاية مصرية . ينص الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة – وحل حكومة سلام فياض الموسعة – والشروع بتهيئة اجواء مناسبة لاجراء الانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع تليها كما يفترض انتخابات رئاسية . اذاً يبدو الاتفاق في مضمونه مجرد محاولة اقتسام السلطة لاأقل ولا أكثر . أسباب الانقسام في الساحة الفلسطينية لم يجر النقاش حولها على ما ذكر وهي الاسباب التي من اجلها حدث الشقاق والانقسام بين رام الله ( فتح ) وقطاع غزة ( حماس ). فهل اتفق الطرفان مثلا على ايقاف الحرب على النشطاء المقاومين في الضفة واطلاق سراح المعتقلين منهم لدى السلطة والعكس صحيح أي هل تطلق حماس سراح المعتقلين لديها من نشطاء حركة فتح ؟ هل تم الاتفاق على انهاء التعاون الامني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية ؟ هل اتفق على استراتيجية موحدة للسلطة والحكومة ؟ هل تم الاتفاق مثلا على تبني الكفاح الشعبي المسلح ( وليس فقط المقاومة الشعبية ) التي تعني ما تعنيه من ابتعاد عن السلاح المقاوم كحق مشروع من حقوق الشعب الفلسطيني ؟ مَنْ من الحركتين سيتنازل للطرف الثاني ؟ هل تنازلت حركة حماس عن ممارسة المقاومة المسلحة ام ان فتح تخلت عن شعار المفاوضات وليس غير المفاوضات ؟ هل تمت الموافقة على استراتيجية التحرير الكامل لثرى فلسطين الطهور ؟ وما الموقف من ( المبادرة العربية للسلام ) التي تخلى فيها المعنيون العرب عن حق العودة لأن القرار 194 لايعني تنفيذ حق العودة الى فلسطين المتحررة من البحر الى النهر – بل ان القرار ملتبس وهو ينص على حق للعودة دون ان يؤكد الى اين العودة وتحت أي سلطة ؟ هل تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ام مصالحة ؟ وهل المطلوب فلسطينيا هو المصالحة ام الوحدة ؟ وهل يرى الطرفان أن القوات قد حان لسحب المبادرة العربية عن الطاولة ؟ ان موطن قوة الموقف الفلسطيني الذي يشكل رافعة للمواقف العربية يكمن في الوحدة الوطنية وليس فقط بالمصالحة بين حركتي حماس وفتح . الاتفاق على ما بدا كان محاصصة بين الحركتين الكبيرتين الفلسطينيتين فما مواقف القوى والحركات والاحزاب الفلسطينية الاخرى مثل الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة والصاعقة وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية ؟ ان الاتفاق معرض للانهيار في أي لحظة مادام ليس ثمة توافق على استراتيجية وسياسة السلطة والمنظمة التي ما تزال على حالها حتى بعد ضم حركة حماس اليها – أي انها ليست في واقع الحال الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني – هناك اطياف وحركات واحزاب وقوى فلسطينية كثيرة خارج المنظمة . واذا كان المطلوب الانضمام الشكلي اليها فهو ايضا محض خديعة لن يقبل بها شعب فلسطين . شعب فلسطين متمسك بثوابته الوطنية ( العودة حق – القد س الموحدة عاصمة دولة فلسطين – والتحرير يجب ان يكون كاملا وشاملا مع اطلاق الاسرى وازالة الاستيطان والمستوطنات نهائيا – وفلسطين حدودها من البحر للنهر ) . هذا ما يناقض تماما استراتيجية الاحتلال وما جاء برسالة نتنياهو الذي يقول ( دولة منزوعة السلاح على اجزاء من الضفة – الإبقاء على الاستيطان – والقدس هي العاصمة الابدية الموحدة لاسرائيل وحدود اسرائيل تمتد الى غور الاردن ) . الاتفاق الجديد معرض للفشل كحال سابقاته من الاتفاقيات فثمة عوامل خارجية ايضا ضد الوحدة الوطنية الفلسطينية منها الموقف الاميركي والاوروبي اضافة لموقف العدو – الذي يجد في الصف الفلسطيني ما يدعمه خوفا على مصالحه الانانية الضيقة . |
|