|
عين المجتمع ، و يستهدفونه بسهام أطماعهم بحاجاته اليومية الضرورية البعيدة أشد البعد عن الرفاهية و الترف ، و مع ذلك يدّعون الوطنية و يرفعون الشعارات أن الوطن في قلوبهم و أرواحهم فداء لترابه ، و هم أكثرهم عدائية و فتكاً من أعدائنا الذين يحيكون المؤامرات و يخنقوننا بالحصار الاقتصادي ، و أشد إرهاباً ممن يشهرون أسلحتهم للقتل و يتاجرون بأرواح البشر .. إنهم تجار أزمات الداخل و مستثمروها و مفتعلوها ، ممن امتهنوا التلاعب باقتصاد الوطن لنهبه و إنهاك جيوب المواطنين ، و جعل صاحب الحاجة يكلم نفسه و يلهث وراء الحصول على حاجته مهما كلف الثمن ، لتصبح أبسط الحاجات هاجسه و ديدنه و حديثه أينما حل و ربما حلمه بعيد المنال ، لتتقلص هذه الأحلام مثلاً بالحصول على جرة غاز دون هدر الكرامة في طوابير الانتظار لأيام و أيام ، أو رصد الأضعاف المضاعفة من المال بعد ترجي « فلان و علان » . فمن الخبز إلى الماء .. إلى البنزين و المازوت .. و أخيراً الغاز المنزلي و ربما لاحقاً الهواء و أبسط مقومات الحياة .. تتنقل أذرع الإرهاب الاقتصادي و يتحلق لصوص اللقمة حول موائد المقامرة و السمسرة لاستغلال أي بوادر أزمات تلوح بالأفق و زيادة أعداد الضحايا المضطرين للحصول على هذه السلعة أو تلك، في جو من عدم المساءلة و المحاسبة و الحلول المؤجلة، فإلى كل من قلبه على الوطن .. هل نترك حفنة من التجار الفجّار يصولون و يجولون و يمصّون دماءنا و يراهنون على ثباتنا أمام التحديات ، أم نحاربهم كما نحارب أعداءنا ؟ .. |
|