تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أطفـــــالنا والجـــــرأة...

مجتمع
الأثنين 28-5-2012
أنيسة أبو غليون

إن تنمية الجرأة في ذات الطفل هي من أهم عناصر بناء شخصيته وهذه الجرأة المرادفة للشجاعة، ونقيض الخجل والجبن، تنميتها في ذات الطفل من خلال التربية سوف تساعده على مجابهة الصراعات والمواقف التي قد يتعرض لها في هذه الحياة المليئة بالمفاجآت والصدامات اليومية. إن الجرأة بحد ذاتها تولد مع طفلك،

ويمكن أن تلازمه إذا ما اتبعت أسس تنميتها الصحيحة، ومعرفة حدودها من خلال اختبار طفلك على منحه أكبر قدر منها وتبقى صفة جميلة مالم تتجاوز حدود الوقاحة والفجور... وحصرها في النقاشات بكل إقدام واستعداد على المشاركة وطلب الحق، وهذا ما يحدده الأسلوب التربوي الصحيح الذي يحدد عند الطفل مفهوم الجرأة وكيفية استخدامها بأي وقت وأي مكان من خلال تعزيزها داخل ذاته كي تصبح له شعاراً وقدوة أمام المواقف الصعبة التي قد تحدث معه.‏

وقبل أن تعلمي طفلك على الجرأة عليك معرفة ماهية الجرأة البناءة ودوافعها، والشيء الأهم معرفة الفرق بين الجرأة والوقاحة فالجرأة لها حدود وخط أحمر، فإذا ما تجاوزت هذا الخط فستنقلب إلى وقاحة.‏

إذاً الجرأة هي المقدرة على اتخاذ المبادرة بالمواقف الشجاعة التي تصدر من طفلك وإن الغيرة بالنسبة للطفل تعتبر كتاباً لأحاسيسه ومشاعره ما يؤسس في ذاته للحسد يطلقه على الآخرين بالتطلع السلبي إليهم... وأما الوقاحة فهي تعد تجاوزاً للجرأة عند الحدود المسموح بها فإن اتخذت الجرأة بمعناها الصحيح لتربية طفلك على إنقاذ نفسه والوثوق بها سيحتم عليه معيشة واعية تصل به إلى حد الكمال.‏

ومن أبرز صفات تنمية الجرأة في ذات طفلك:‏

- حثه على التحكم بذاته وإرادته والدفاع عما هو له.‏

- خلق الاطمئنان النفسي في داخله بعدم زجه في تعقيدات نفسية كمعاقبته بشدة على أمور سخيفة أو انتقاده أمام الآخرين فهذا من شأنه زرع الإحباط في ذاته ما يؤدي به إلى حالة الجبن.‏

- منحه الاستقلالية لأن اعتياد طفلك على الاستقلالية ينمي في ذاته روح المغامرة وحب الاعتماد على نفسه بعيداً عن الاتكالية.‏

- توفير فرص إشغاله وتشجيعه على إبداء الرأي حيال الأشياء وحتى بالأشخاص ولكن ضمن إطار الأخلاق والأدب وعدم خدش المشاعر والأحاسيس وإن أخطأ بفهم بعض الأشياء يجب تصحيحها والانتباه لها في المرة المقبلة وخاصة أمام الآخرين.‏

- تقوية إرادته على تحمله للصعاب والمواقف بتسهيلها له على أن كل شيء يأتي بطبيعته وحسب مساره ويكون مقدراً لنا.‏

- دفعه نحو التمييز، وإن تمييز طفلك بين فعل الصواب وفعل الخطأ، يعتبر خطوة تؤشر على وعيه، وهذا حافز كبير لتقوية جذور الجرأة في ذاته.‏

كل هذه الأمور ستجعل منه على المدى البعيد شخصية تتغلب على الصعاب والمحن والتحكم بذاته واتخاذ القرارات في شتى الأمور وسيكون ضمن موضوع الشجاعة المطلقة.‏

إذاً فالجرأة جزء من هذه الحياة لا يتجزأ، فإن التمسك بها وتنميتها بشكل صحيح سيؤدي إلى استقلالية طفلك والجموح بحريته نحو الكامل والوعي في مواجهة الأحداث والصمود بموجبها كما أنها ستنفعه بمواقفه تجاه الصعاب وتمكنه من السيطرة عليها بعزم وثبات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية