|
معاً على الطريق ثمّ يثرثرون عن العدالة والحرية وحقوق الإنسان. ويفجّون رأسك بالحديث عن الديمقراطية وحقوق المرأة ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها لأن نساء السعودية لا يسمح لهن بقيادة السيارة.. ما الذي يعنيني أنا المرأة السورية؟ إن قادت المرأة السعودية أو لم تقد السيارة؟ سمحوا لها بالوزارة أم لم يسمحوا..؟ ما يعنيني الآن هل رأت المرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً سواطير الذبح وهي تحزّ رقاب أطفال سورية؟ أريد أن أخبرها بأن هذه السواطير التي ذبحت مئات الأطفال وآلاف الرجال والنساء هدية من سيدها الملك.. لله دره ما أكرمه.. يهدينا الرصاص والسكاكين والفتنة والفتاوى ويحلل قتل أطفالنا وانتهاك أعراضنا وتدمير بيوتنا.. ثمّ يتحدث عن الإسلام وعن الحرمين الشريفين.لله درّه ما أتقاه. هذه أسلحتهم.. وهذا بترولهم.. وهذا دورهم الصهيوني ينفذونه على شعب سورية الجريحة. وهؤلاء هم أبناؤنا الشهداء,أطفالنا الصغار المكومون على دمائهم.. النائمون على دفاترهم. أما رأيتموهم؟ لم ينتهوا من كتابة وظائفهم.. وربما لم يتعشوا قبل أن يستشهدوا مع أن الملك تعشى والأمير سكر. والجارية كانت تجهز العطر والراح من أجل سهرة دموية على أجساد أطفالنا.. ثم يتحدثون عن الشعب السوري.. ويبكون على الشعب السوري.. وكأن أطفال (تلدو والحولة وحلب وكرم الزيتون و...) ليسوا من الشعب السوري.. كيف يستطيع هذا العالم أن يصمت أمام هول المجزرة؟ كيف يستطيع بشري أن يفعل ذلك؟ يبدو أن العالم غابة فعلاً ولم يخرج من شريعة الغابة أبداً. ( لقد ملأتم قلوبنا غيظاً) وإنا لصابرون على بلوانا وابتلائنا بأمة عربية لا علاقة لها بالعروبة ولا بالإسلام.صابرون ومقاومون ولن ننسى ما يفعله الأعراب بنا. لكن السؤال الذي يشغلني.. من الذي استشهد أولاً الأطفال أم الأمهات؟؟ من رأى دم الآخر.. من رأى وجوه الظلاميين؟ أي دين في الأرض يبيح ذبح الأطفال والتنكيل بأجسادهم الطاهرة..؟ أما رأيتهم يا أمير الظلام؟ أما ملأت عينيك بدمهم؟ هل تجرأت ونظرت إليهم؟ هل نمت قرير العين بعد ذلك أم إن وجوههم البريئة راحت تصرخ في رأسك وتقصفك ببكاء مرير يا حضرة الأمير؟ ما يفعله الغرب اللعين نتفهمه.. وما يخطط له زعيم العصابة أردوغان أيضاً نتفهمه.. وحتى ما يقوم به الصهاينة في فلسطين المحتلة ندرك دوافعه.. ولكن أنتم أيها العربان لماذا تفعلون هكذا؟ وكيف تحللون دمنا؟ هل تنوبون عن الله؟ من أنتم؟ هل تستطيعون الجواب على دم طفل يصرخ في قصوركم ويسيل في جحوركم لماذا قتلتموه؟ هل من أجل دينه؟ أم من أجل اسمه؟ أم هكذا تقتلون لمجرد القتل ولأخذ الصور التذكارية مع الدماء والأشلاء وهم عراة ينزفون؟ انظروا مرة أخرى إلى وجوه الأطفال الشهداء, راقبوا عيونهم ودماءهم التي تلون الأرض والسماء.. انتبهوا.. الدماء ستصل إلى نوافذكم وإلى أسرّتكم.. ستسير في قصوركم.. أما نحيبهم فسيبقى إلى أبد الآبدين يوقر في آذانكم.. هل سمعتم آهاتهم؟ أما رأيتم أيديهم الصغيرة وكتبهم المرمية بين الدماء؟ أما رأيتم أناشيد هم تنحني على أرجلهم الصغيرة وأقدامهم الحافية..؟ تكوم الأطفال متجاورين, متلاصقين.. ربما لم يخافوا في البداية وربما لم يعرفوا ماذا يجري حولهم.. ثم جرت السكاكين في الأعناق والصدور.. ثم جرت أنهار الدم والألم.. وجرى الموت.. جرت الصدور الصغيرة هاربة من الوحوش الضارية.. سقط الأطفال.. وتناثرت أحذيتهم وكتبهم وأقلامهم.. بماذا كان الأطفال يتحدثون قبل الذبح وبماذا كانوا يحلمون؟.. كأنهم صرخوا وربما لم يصرخوا. باغتهم الموت.. بينما كان العربان يشربون نخب الدم والحرية.. العربان كانوا يوزعون الهدايا ويتناقشون في قضية المرأة السعودية وقيادتها للسيارة.. الهدايا وصلت, ونرجو أن يأتي اليوم الذي نرد لهم هداياهم بأحسن منها.. وسيكون (هذه بضاعتكم ردت إليكم) والسلام. |
|