|
|
بورصات الطرح المستمر اليوم أن ثمة تشكيك في حقيقة الافصاحات عن البيانات المالية للبنوك والمؤسسات المالية وخاصة في ظل فرق العملة بين الليرة السورية والدولار. الإفصاحات للشركات والمصارف المدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية عن السنة المالية المنتهية 2011، مازالت مجال جدل بالإضافة إلى الافصاحات الربعية، فحقيقة الأرباح ليست فعلية وبالتالي هي غير قادرة أي البنوك السورية على تحقيق أرباح فعلية بالمقابل هناك تفاؤل حول تلك الافصاحات فالبيانات المنشورة للمصارف لا تدعو للقلق، بالرغم من بعض التأثر بسبب الأزمة. الإفصاحات المالية تشكل حجر الزاوية في عمل المؤسسات المالية وباتخاذ القرارات المهمة. الدكتور ابراهيم ميده رئيس قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق قال للثورة: إن الافصاحات المالية الحقيقية هي لتحسين جدوى قرارات الاستثمار، فتقديم المعلومات الصحيحة خاصة في ظل الأزمات ضروري لاتخاذ قرارات صائبة للاستثمار. وأضافة ميده أن هناك مشكلة كبيرة في عدم الافصاح الحقيقي أي التعبير أو الافصاح عن أرباح وهمية، وهذا سينعكس على الاستثمار وأشار إلى أن الأرباح الوهمية أحياناً تكون بهدف توزيع الأرباح بين أعضاء مجلس إدارات تلك المؤسسات. ويتساءل أين تذهب الأرباح؟ هل خارج البلد؟ أم تستثمر داخله وأشار ميده في ظل الأزمة هناك احجام وتردد بالاستثمار في سوق السندات. وقال إن الافصاحات المالية تعتمد على معايير دولية، وتعبر عن الواقع وتعتمد مبدأ الحيطة والحذر. الحصول على ضريبة أعلى للخزينة بدوره الدكتور رياض عبد الرؤوف أستاذ المحاسبة بكلية الأقتصاد والمتخصص بالافصاحات المالية قال إن الافصاح له أهميته من ناحية اتخاذ القرارات، وخاصة أن ما تقدمه تلك الجهات من منتج المعلومات في حال تماثلها تؤدي إلى قرارات عادلة. بينما في حال عدم تماثل المعلومات بالشكل الحقيقي قد تؤدي إلى عدم توازن بالسوق وتلاشي هذا السوق. وأضاف عبد الرؤوف أنه أصبح هناك قواعد منظمة للأوضاع وللممارسات السليمة للإفصاح، أكثر من الشركات والمصارف المالية على اتباع قواعد معينة لنشر نتائج الافصاحات المالية الأولية والنهائية بالإضافة لتقارير مراجعي المحاسبين القانونيين لضمانة عدالة القوائم المالية المنشورة. وأشار عبد الرؤوف إلى أن الأمر لا يتوقف عن الإفصاح فقط بل الجودة بتلك الإفصاحات، التي تؤثر على قرارات تلك المؤسسات، وتعطي المستثمر شيئاً من الطمأنينة. وذكر عبد الرؤوف أن هناك نوعاً من الخطأ بنشر البيانات وهو تحريف غير متعمد، ويأتي من كون تلك الإدارات ليس لها معرفة أو دراية بمعايير المحاسبة الدولية ونقص بكفاءات عمل المحاسبين وبخصوص مزايا الإفصاحات الحقيقية، فهي تسهم بتخفيض الحصول على رأس المال، وضمان توزيع الموارد بصورة عادلة، وخاصة تنوع بالاستثمارات. والتأثير الأهم حصول خزينة الدولة على ضريبة عالية إذا كانت الإفصاحات حقيقية. لذلك لابد من الزام حتى التجار بإفصاحات حقيقية، من خلال القوانين، كل ذلك سيسهم في رفع معدلات النمو، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة . من جانبه يرى الدكتور بطرس ميالة نائب عميد كلية الاقتصاد للشؤون العلمية أن الإفصاح بشكل عام يساعد في عملية اتخاذ القرار، ولاسيما من قبل المستثمرين الحاليين والمتوقعين، فإخفاء أي بيانات مالية قد يؤدي إلى ضرر كبير بالنسبة للمستفيدين من تلك البيانات، لأن هذه البيانات تنعكس بشكل مباشر على أسعار الأسهم الخاصة بالشركات، فكلما كانت البيانات المالية تعبر بشكل عادل عن الواقع المالي للشركة كانت هناك عقلانية في تسعير الأسهم في سوق الأوراق المالية، وكلما تقلصت الفجوة الزمنية بين البيانات التي تصدرها الشركات ووصولها إلى سوق الأوراق المالية في الوقت المناسب ارتفعت كفاءة السوق المالي. ولزيادة كفاءة الأسواق المالية أصبحت المطالب بإعداد بيانات ربعية عن عمل الشركات وذلك كي يكون المستثمر على بينة من أوضاع الشركة بشكل مستمر. ويبين د. ميالة: لذلك نلاحظ انعكاس البيانات الربعية على أسعار أسهم الشركات في أسواق الأوراق المالية بشكل عام. ومن هنا أتت مبادئ الحوكمة لتؤكد على ضرورة الإفصاح والشفافية في عرض البيانات المالية للشركات وهذا ما تؤكد عليه هيئة الأوراق المالية في سورية كما أن قرارات مجلس النقد والتسليف اهتمت بهذا الموضوع ووجهت المصارف إلى ضرورة إعداد دليل حوكمة لعمل المصرف بهدف التركيز على الإفصاح والشفافية في عمل المصارف في سورية سواء كانت مصارف عامة أم خاصة. واهتمت كلية الاقتصاد بهذا الموضوع منذ فترة طويلة من خلال تدريس مقررات لها علاقة مباشرة بالإفصاح مثل معايير المحاسبة الدولية ومعايير الإفصاح وهذا ما كان له الدور الأكبر في رفد سوق العمل بخريجين متخصصين وعلى مستوى عال من الفهم والمعرفة بهذا المجال وتسعى كلية الاقتصاد في برامجها بالدراسات العليا أيضاً إلى رفد أسواق العمل بخبراء في مجال الأسواق المالية من خلال التعرف على المشكلات التي تواجه الشركات والمستثمرين والسوق المالي على حد سواء ودراستها وإعداد رسائل ماجستير ودكتوراة في هذا المجال. |
|
