|
سانا - الثورة وأضاف الجعفري في تعقيب له عقب الجلسة غير الرسمية لمجلس الامن الدولي الليلة الماضية أود أن أدين أيضا نيابة عن حكومتي تسونامي الاكاذيب التي قيلت قبل بضع دقائق من قبل بعض أعضاء مجلس الامن الدولي الذين حاولوا تضليلكم من خلال القول ان مستوى أكاذيبهم ضد حكومتي قائم على ما يسمى بالبراهين فهم مخطئون ويضللونكم فلا السيد مود ولا أي أحد آخر أخبر مجلس الامن في الجلسة غير الرسمية أنه يلوم الحكومة أو القوات السورية على ما حصل وهذا الامر مثير للشفقة حقا ويدعو للاسف بأن يخرج أعضاء بعد لحظات من احاطة مود ليضللوكم ويخبروكم بأكاذيب حول ما حصل. وأكد الجعفري أن ما حصل في الحولة برمته من حيث شمولية الصورة له خلفية ويجب أن نفهم هذه الخلفية من أجل فهم من ارتكب هذه الجرائم مضيفا انه بعد صلاة الجمعة اجتمع حوالي مئتين الى ثلاثمئة رجل مسلح حوالي الساعة الثانية بعد الظهر في عدد من النقاط ثم توجهوا والتقوا في نقطة واحدة في الحولة وكانوا يستعملون سيارات بيك آب محملة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون والرشاشات على الطريقة الليبية وبدؤوا بمهاجمة قوى حفظ النظام في المنطقة حيث كانوا يتوضعون في خمس نقاط مختلفة وفي الوقت ذاته استمرت هذه العمليات العسكرية من الثانية بعد الظهر وحتى الحادية عشرة ليلا اذاً فنحن لا نتحدث عن هجوم عسكري حصل وانتهى خلال نصف ساعة بل عن عمل تم عن سبق اصرار وتصميم. وقال الجعفري انه بعد مهاجمة القوى العسكرية أو قوى حفظ النظام ونقاطها في المنطقة توجهوا نحو المدنيين ومن ثم انتقلوا الى قرية أخرى تبعد كيلومترا واحدا عن الحولة حيث أحرقوا المستشفى الوطني ومحاصيل المزارعين والمنازل وقتلوا أيضا عشرات المدنيين الابرياء في قرية أخرى بالقرب من الحولة تدعى الشومرية وهنا لا نتحدث عن حادثة واحدة حصلت في نقطة محددة بل عن مسرح عمليات يضم العديد من القرى الصغيرة في المنطقة. وأضاف الجعفري ان حكومتي أنشأت لجنة تحقيق للتعرف على من ارتكبوا هذه المجازر المروعة حيث سيجلبون الى العدالة وأي شخص ارتكب هذه الجرائم سيحاسب من قبل السلطات السورية والحكومة السورية وبموجب القانون المعمول به في سورية. وقال الجعفري ان البيان الذي تبناه مجلس الامن الدولي اليوم تبنى الى حد ما النسخة التي قدمها الجنرال مود للاحداث واذا عدتم الى اللغة التي كتب بها البيان لن تجدوا فيها أي شيء يقول انه يتهم الحكومة السورية بأنها من ارتكبت المجازر بل على العكس من ذلك قام البيان بتحديد عناصر أخرى في الصورة قد تكون مسؤولة عما حصل وأنا أقول ذلك لان البيان ينص على أن مجلس الامن الدولي يدين بأشد التعابير الممكنة أعمال القتل التي أثبتها مراقبو الامم المتحدة وأنا هنا أثبت نيابة عن حكومتي أن هناك أعمال قتل لعشرات المدنيين وهم 114 شخصا تحديدا. وأضاف الجعفري ان مجلس الامن أدان القتل الذي تم من مسافات قريبة أو من خلال الاساءات الجسدية التي تمت عن قرب ومعظم أعمال القتل التي حصلت في الحولة كانت ناجمة عن هذا النوع من القتل وهو القتل من مسافة قريبة وليس قتلا نتيجة القصف المدفعي لان هذا القصف لن تكون فيه جثث الضحايا كما رأيناها وهنا نتحدث عن أعمال قتل تمت وفقا للنموذج الجزائري الذي شهدناه في تسعينيات القرن الماضي. وقال الجعفري ان حكومتي لن تدخر جهدا مهما كان للعثور على مرتكبي هذه المجازر وجلبهم الى العدالة وأضيف الى هذا الامر أن مجلس الامن يجب أن يجتمع لتحديد ودعوة الجهات التي تسلح المجموعات الارهابية في سورية والذين يستضيفونهم ويشجعونهم على ارتكاب العنف ويحمونهم ويجب احضار هؤلاء الى العدالة. وقال الجعفري ان بعض أعضاء مجلس الامن الدولي لديهم مسؤولون قالوا علنا وبعضهم أعضاء دائمون ومسؤولوهم ذوو المناصب الرفيعة قالوا علنا انهم لن يدخروا جهدا لتقديم أسلحة الى المعارضة السورية وبعضهم قال أسلحة غير قاتلة وأنا لا أعرف ما هي الاسلحة غير القاتلة ولكن المحصلة الفورية لعملية التسليح للمعارضة نجم عنها خطف الحجاج اللبنانيين العائدين من العراق عبر الحدود التركية وأيضا على شكل أعمال تفجيرات انتحارية واختراق القاعدة للاراضي السورية ولسنا بحاجة هنا الى لغة مزدوجة في مجلس الامن الدولي بل الى أن نحاسب الجميع ونجلبهم الى العدالة حتى وان مسسنا ببعض الاعضاء الدائمين. وأضاف الجعفري ان المهتمين جدا بوقف أعمال العنف وانجاح الحوار الوطني الشامل للجميع في سورية يجب أن يتوقفوا عن التدخل في شؤوننا الداخلية وأن يتوقفوا عن تسليح واستضافة وتمويل وحماية المجموعات الارهابية المسلحة في بلدي فلا يمكن للشخص أن يكون اطفائيا ومشعل حرائق في الوقت ذاته وهذا هو للاسف حال العديد من أعضاء مجلس الامن. وقال الجعفري ان الابعاد العربية والاقليمية والدولية للازمة السورية ليست وضعا ضبابيا بعد الآن والجميع يعرف ماذا أقصد. وردا على سؤال يتعلق بما ذكره السفيران الالماني والفرنسي حول المجزرة قال الجعفري أنا اختلف مع التفسير الذي فسره أو قدمه السفيران الالماني والفرنسي وغيرهم هل حصل قصف أم لا فالتفسير كان خاطئا فالجنرال مود هو من سيعرض الحقائق وليس السفير الالماني أو البريطاني أو الآخرون. وفي رده على سؤال اخر قال الجعفري ان الجنرال مود لم يقل ان هناك قصفا حكوميا على المناطق الاهلة بالسكان وأنا كنت أراقبه على العربية ولم يقل ذلك. واضاف الجعفري ان الجنرال مود قال ان الوضع لم يكن واضحا بما يخص من يلام على الهجوم الذي قاله في السياق الذي قلته وليس السياق الذي قاله لكم السفراء الآخرون. وقال الجعفري في رده على سؤال ان رسالة الامين العام أقرب الى ما قاله السفيران الالماني الفرنسي في الجلسة. وردا على سؤال بأي طريقة ستساعد لجنة المراقبين في استقصاء الامر وهل سيكون هناك عدد من المراقبين والخبراء قال الجعفري ان هناك عملا وثيقا بين الحكومة والمراقبين فبعد انشاء لجنة استقصاء وطنية سورية للتحقيق في الامر فان السلطات السورية ستعرض على الجنرال مود نتائج هذا الاستقصاء أو التحقيق وسيقوم بدوره بنقل هذه المعلومات أو طرحها على أعضاء مجلس الامن الدولي والسيد أنان. وأضاف الجعفري ان هناك نقطة هامة أود التأكيد عليها حيث في كل مرة يكون مجلس الامن الدولي قد حدد موعدا لدراسة الازمة السورية يحصل شيء ما في سورية اما عملية انتحارية أو مجزرة تشبه ما نتحدث عنه اليوم وليس هناك مصادفة فهذا الامر ليس مصادفة بريئة بأن تحصل المجزرة قبل يوم واحد فقط من وصول أنان الى سورية فهذا البعد هام لانه يلقي بظلال الشك على الدافع الحقيقي لمن ارتكبوا هذه الجريمة الفظيعة فهناك بالتأكيد أعمال تحشيد أو تعبئة في مجلس الامن الدولي ضد الحكومة السورية فلا حكومة في العالم ستقوم بمجزرة ضد مواطنيها لاغراض سياسية أو لتحقيق نصر سياسي على خصومها. وقال الجعفري ان استعمال المدفعية والقصف والدبابات لن يقتل هؤلاء المدنيين الذين قتلوا بالطريقة التي رأيتموها وهذا أمر أوضحه بيان مجلس الامن الدولي الذي قال انهم قتلوا من مسافة قريبة وهذا يعني أنها عملية اغتيال صرفة بحتة وليست استعمالا للمدفعية والدبابات والقصف المدفعي. واكد الجعفري أن المجموعات الارهابية المسلحة هي التي أطلقت هذا النوع من الهجمات الارهابية في سورية وهنا نحن لا نتحدث عن أول حادثة فهذه ليست أول حادثة وبالتأكيد ما حصل منذ يومين أمر مروع وفظيع وجريمة غير مبررة لكن هذا النوع لا يمكن لحكومة على الارض أن تقوم به فهذه مجموعات ارهابية مسلحة وهذه جريمة ارهابية ولا نستطيع وصف الامر بطريقة أخرى وكل من ارتكب هذه الجريمة سيحاسب أمام العدالة السورية ولجنة التحقيق الوطنية التي تأسست /ليوم/ والتي يجب ان تقدم تقريرها خلال ثلاثة أيام من اليوم وبالتالي سنعرف من هو المسؤول خلال ثلاثة أيام. وقال الجعفري يجب أن ننظر الى الصورة برمتها فليست القضية في الدخول في ثنايا التفاصيل حيث في بعض الاحيان قد تكون التفاصيل مفيدة وفي بعض الاحيان قد لا تكون مفيدة فالقضية هي أن يكون لدينا الحكم الصحيح على ما حصل ومن أجل أن يكون لدينا الحكم الصحيح يجب أن ننظر الى الصورة برمتها مع خلفيتها التاريخية ومع سياقها أو أبعادها الجيوسياسية وكما قلت هناك بعد عربي واقليمي ودولي للازمة السورية وبعض الدول تقول علنا انها أو قامت أصلا وبدأت بدعم الجناح العسكري المسلح من المعارضة ولذلك على الناس أن يكونوا حذرين جدا أثناء قراءة خارطة ما يحصل في سورية. وردا على سؤال هل تعتقد أن هذا الامر سيؤدي الى زيادة في حجم المراقبين أو تسليحهم أو نوع من عسكرة المراقبين قال الجعفري قد يكون هذا الامر أحد الاهداف التي يسعى اليها من ارتكب هذه الجريمة وقد يكون هذا أحد الاسباب الهامة وراء ارتكاب هذه الجريمة المريعة من أجل زيادة أعداد مراقبي مجلس الامن الدولي. مجلس الأمن يدين مجزرة الحولة وكان مجلس الامن الدولي تبنى بيانا غير ملزم أدان فيه بأقوى العبارات مجزرة الحولة. وقال بيان المجلس الذي تلاه نائب سفير اذربيجان لدى الامم المتحدة توفيق موساييف يندد مجلس الامن بقتل مدنيين باطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة وبالانتهاكات البدنية الجسيمة. وأضاف البيان ان مجلس الامن يندد بأقوى العبارات باعمال القتل التي اكدها مراقبو الامم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والاطفال واصابة مئات آخرين في قرية الحولة. ودعا البيان الى وقف جميع أشكال العنف من قبل جميع الاطراف ومحاسبة المسؤولين عنها. وقال البيان ان الاعضاء أكدوا التزامهم الشديد بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سورية والاهداف والغايات الواردة في الميثاق. وقال البيان ان الاعضاء طلبوا أن تقوم الحكومة السورية بسحب قواتها بشكل فوري وأسلحتها الثقيلة من المدن ومن حولها واعادتها الى قواعدها وثكناتها والكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة. وطالب البيان الامين العام للامم المتحدة وفريق المراقبين بمواصلة تقصي هذه الهجمات ورفع النتائج الى مجلس الامن. وأضاف البيان ان الاعضاء شددوا على دعمهم الكامل للجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سورية وطالبوه بنقل مطالب المجلس الى الحكومة السورية. *** بانكين : صــــور المجــــزرة تشــير إلى أن عمـليـــات القتــل تمــت عــــن قـــرب .. وهنــــاك طــــــرف آخــر يعمل فــــي القـــرية من جهته أكد ايغور بانكين مساعد المندوب الروسي الدائم في الامم المتحدة أن الوضع الذي تطور في الحولة سيكون له أثر هائل على الافق المستقبلي للتسوية السلمية والمصالحة الوطنية في سورية. وأضاف بانكين في تصريح له عقب جلسة مجلس الامن الدولي ان الجنرال مود قال ان المرارة والغضب الذي تطور في أنحاء البلاد بعد هذين اليومين لا يخلقان بيئة مواتية للزيارة القادمة لأنان ولكن مع ذلك فان مجلس الامن الدولي سيظل ملتزما بدعم خطته ذات الست نقاط وبعثة المراقبين الدوليين في سورية . وقال بانكين انه من المؤكد أن هناك قوة ثالثة أو طرفا ثالثا ولتكن ارهابيين أو قوى خارجية لا تخجل في الاعلان عن رغبتها بالتدخل وهي بحاجة لان تتوجه بالمعارضة الى نهاية منتصرة ونحن نعرف أنه ليس هناك نهاية منتصرة للمعارضة التي لديها مشكلة في الجلوس الى نوع من العملية السياسية التي تؤدي الى المصالحة حول مستقبل البلاد وهذا أمر خطير جدا. وردا على سؤال حول ان هناك الكثير من الاسلحة الجديدة التي تظهر في الميدان بسورية قال بانكين لم نركز في المباحثات على هذا الامر بشكل خاص ولكن الاسلحة التي تستعمل في سورية أمر طرح وما زالت تتسرب عبر الحدود بشكل غير شرعي. وأضاف بانكين انه ليس لدينا براهين ولكن بحسب ما رأى المراقبون عند مقابلتنا أن سكان القرية زعموا بأن المسلحين يمكن أن يكونوا من ميليشيا الشبيحة الذين يدعمون الحكومة ولكن لم يكن هناك أي تفاصيل أو براهين بصرية عن الوجود المزعوم لـ الشبيحة في هذه القرية. وردا على سؤال حول أن بعض الضحايا في الحولة قتلوا بأسلحة عن قرب فهل هناك اشارة تدل على المسؤول عن أعمال القتل هذه قال بانكين انه لم يكن هناك بحثا جنائيا أو أدلة جنائية قدمت حول ذلك لان الجثث قد دفنت بحسب التقاليد والعادات فلم يستطع المراقبون تحديد نوع السلاح المستعمل ومن هم الناس الذين ارتكبوا هذه الجرائم. وأضاف بانكين ان بيان مجلس الامن الصادر حول مجزرة الحولة لم يكن فيه أدلة وبراهين قدمت لنا وهذه النقطة التي اتفق جميع الاعضاء عليها فهم لا يعرفون ما الذي حصل وما هو الترتيب الذي جرت به الاحداث وما الذي تسبب بذلك وبرأيي الشخصي وحسب ما طرحته مع الجنرال مود فانه يجب النظر الى القضية من خلال معرفة الجهة المستفيدة من وراء هذه الاعمال ومن تخدم وتدعم لاننا لا نعتقد أن الحكومة السورية ستكون مهتمة بافساد زيارة أنان الهامة التي تتوقع من خلالها سورية احداث تقدم كبير. |
|