تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طلاب كلية الهندسة المعلوماتية يرممون مبنى كليتهم بعد تفجيري القزاز

شباب
2012/5/28
دمشق-سانا – ملحق شباب-في مبادرة تطوعية حملت بين طياتها الإصرار على مواصلة درب العلم رغم العمل الإرهابي الذي طال كليات ومعاهد جامعة دمشق

في منطقة القزاز ومن ضمنها مبنى كلية الهندسة المعلوماتية عمل طلاب الكلية على اطلاق مبادرتهم الشبابية التطوعية في محاولة منهم لإصلاح ما يمكن من الأضرار التي لحقت بمبنى الكلية جراء التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم الخميس الماضي في منطقة القزاز.‏‏

وعن المبادرة قالت مايا قسيس طالبة في السنة الثانية ان فكرة العمل انطلقت من ايمان الشباب بواجبهم تجاه كليتهم ومن ضرورة المشاركة في أعمال الترميم بحسب قدرة كل طالب وان كانت بسيطة موضحة أنهم عملوا على نشر مخطط العمل على شبكات التواصل الاجتماعي وتقسيم المشاركين لمجموعات كل مجموعة استلمت جانباً معيناً من العمل.‏‏

من جهتها قالت ورد سلمان من السنة الأولى.. إنهم عملوا على فحص جميع الحواسب في اليوم الذي تلا التفجير في فترة كان ينبغي عليهم التحضير للامتحانات مؤكدة اصرار الطلاب على الاستمرار في طريق العلم وان الإرهاب والتخريب لن يقف حاجزا بينهم وبين الاستمرار في تحصيلهم العلمي والعودة لحياتهم الطبيعية.‏‏

وبين رافي مهنا طالب في السنة الثالثة أن بناء ما تهدم من مبنى الكلية واجب علينا كطلبة فهي بمثابة منزلنا الثاني حيث نقضي فيها أكثر من عشر ساعات يوميا.‏‏

أما داليا عبود طالبة في السنة الثالثة فتقول.. إنهم شاهدوا الدمار الذي لحق بالمبنى من خلال الصور مما جعلهم يشعرون بالضيق والأسى مؤكدة ان مشاركتها في إعادة ترميم المبنى هدفه ايصال رسالة أن الإرهاب لن يمنعهم من متابعة الدراسة ومواصلة الحياة بالشكل الطبيعي وعملهم التطوعي هذا دلالة على حبهم لوطنهم وتقديرهم لما يقدمه لهم.‏‏

من جهته يشير عمر ابراهيم طالب في السنة الثالثة.. إلى إن القتلة المجرمين لن يوقفوا حياتنا بإرهابهم وأن كلية هندسة المعلوماتية ستعود أجمل مما كانت عليه وعملهم هذا هو رسالة للإرهابيين بأنهم سيتابعون درب النضال في العلم والإصرار على مواصلة تحصيلهم العلمي.‏‏

وتبين سلامس لازار في السنة الثالثة أنها اختارت قسم هندسة المعلوماتية لأنه المجال الذي تبدع فيه ولن يستطيع أي عمل من أعمال المجموعات الإرهابية الدنيئة إيقافهم عما بدؤوا فيه مشيرة إلى ان كل فرد في هذا المجتمع يستطيع مواجهة هذه المجموعات من خلال الموقع الذي يشغله الآن.‏‏

بدوره يرى رافي طراد طالب في السنة الخامسة أن مشاركتهم بالفعالية رسالة لليد التي دمرت أن هناك أكثر من مئة يد تعمل معا لإعادة الإعمار مشيرا إلى ان الأعمال الإرهابية زادتنا تماسكا واصرارا للوقوف جنبا إلى جنب والعمل بقلب واحد من أجل وطننا الغالي سورية.‏‏

في حين أكدت أنا عجمان طالبة في السنة الرابعة ان وطننا الغالي في هذا الوقت بحاجة إلى كل جهد نبيل يسهم في بنائه ومواجهة من يتربص به.‏‏

من جهتها أوضحت فكتوريا نحات طالبة في السنة الثانية أهمية العمل التطوعي للشباب كونهم يستطيعون تقديم الكثير من خلال العمل المشترك ضمن مجموعات منظمة ومنسقة.‏‏

وما ميز هذا العمل الشبابي هو مشاركة الكادر التدريسي في كلية الهندسة المعلوماتية الطلاب في هذه المبادرة حيث قال المدرس في كلية الهندسة المعلوماتية المهندس مصطفى ابراهيم علي إن جميع الطلاب كانوا متفاعلين ومتحمسين لهذه الفعالية التطوعية التي تميزت بالعمل المشترك والتعاون بين جميع الشباب مؤكدا أن هذه المبادرة تزيد من ارتباط الطلاب بالكلية المكان الذي يؤسس مسار حياتهم ويقضون فيه اجمل أوقات شبابهم.‏‏

بدوره قال الدكتور عمار خير بك عميد كلية الهندسة المعلوماتية.. «تفاجأنا بحجم الدمار الكبير الذي لحق بمبنى الكلية الحديث الذي لم يتجاوز عمره السنة والنصف والذي كلف انجازه زهاء المليار ليرة سورية والمجهز بمستوى عال من التقنيات الحديثة» مشيراً إلى ان هذا العمل الإرهابي لم يستغرق سوى لحظات معدودة لإحداث هذا الحجم الكبير من الأضرار.‏‏

وأضاف خير بك.. قمنا بجولة أولى بعد التفجير مباشرة لتقييم الأضرار وذلك بوجود أعضاء الهيئة الإدارية الطلابية حيث اقتصرت الأضرار على تحطم واجهات زجاجية بعشرات الأمتار والأسقف المستعارة وأبواب الخشب لافتا الى انه تم وضع آلية جديدة لمتابعة برنامج العام الدراسي دون انقطاع ايمانا منا ان الإرهاب لا يواجه إلا باستمرار العلم والعمل وعودة الحياة للشكل الطبيعي.‏‏

وبين خير بك أن الطلاب قاموا بهذه المبادرة التطوعية ذاتيا ودعوا زملاءهم للمشاركة فيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليصل عددهم إلى 270 طالبا يعملون سوية لإزالة الركام كما لو كان حرم الجامعة منزلهم مؤكدا ان الدروس في الكلية لن تنقطع أبدا رغم أن اصلاح المبنى قد يحتاج إلى أشهر من العمل.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية