|
شباب لتبادلها الأخيرة بقطف ثمار المشمش وتفريغها من البذور لتصنع مونة البيت من مربى المشمش الأحب لأطفال عائلتها.. واستقت أغلب الجمعيات الأهلية العمل التطوعي من ثقافة عطاء متبادل متوارثة عن الآباء والأجداد.... لا كما يظن البعض أن التطوع هو عطاء إرادي دون مقابل.. فالمقابل ليس فقط أجراً مادياً.. أو مصلحة مشتركة.. وإنما العطاء متبادل والتطوع متكاثر.. ويختلف من مكان لمكان ومن اختصاص لآخر.. شباب اللاذقية أخذوا من التطوع الكثير.. وبادلهم العطاء كل حسب احتياجاته.. مع شابات متطوعات كانت لنا هذه الوقفة.... في سوق العمل اشتركت نيكول حوش حين كانت في السنة الثانية بنشاط صيفي "مهارات" الذي كان له الأثر الكبير في تواصلها مع اختصاصها بشكل أكبر و فهم آلية التعامل مع الزبائن في سوق العمل، وهذا التطور الكبير حفزها للتطوع في الجمعية المعلوماتية، وأكدت قائلة: كان أول نشاط تطوعي لنا بالمسابقة البرمجية الأولى في سورية، حيث ولّد ذلك فيّ حس المسؤولية والمزيد من قوة الشخصية والانفتاح على العالم المعلوماتي.. في تطوعي مع الجمعية العلمية اكتسبت الخبرات التي لا يمكن اكتسابها في الجامعة، والاشتراك بنشاطاتها العديدة ربطت المواد النظرية التي تعلمتها بواقع عملي ملموس، وهذا ما يهيئنا للانخراط في سوق العمل بشكل مباشر بعد التخرج. كما فتح لي إمكانية التواصل مع معارف على مستوى عال عالمياً بالتكنولوجيا.. وسنحت لي الفرصة للسفر خارج القطر لتوسيع مداركنا والتدريب على تصميم الشبكات... وقد أدت مشاركتي في النشاطات المختلفة إلى معرفتي بكثير من الاختصاصيين من بلدان مختلفة وشاركت كتقنية في مسابقات خارج سورية، وخضعت لدورة تدريبية في مصر، حالياً ننظم دورات تدريبية في مجالات الشبكات والبرمجيات وغيرها من المجالات المعلوماتية ضمن الجمعية المعلوماتية، وهذا التطوع فتح أبواباً كثيرة في مجالي الأكاديمي والحياتي.
بصمة وفائدة الشابة نورا بوبو شاركت كمتطوعة في العديد من الفعاليات التي رعتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والتي نمّت فينا الحس بالمسؤولية والفكر التطوعي .. كان أفضل عمل قمت به حتى الآن دخولي هذه الجمعية سواء من الناحية العلمية أو الاجتماعية والثقافية. فقد فتحت أمامي أبواباً عديدة للتعلم و تعرفت من خلالها على أشخاص تركوا بصمة ذات فائدة كبيرة. وقد أدت مشاركتي كمتطوعة للتواصل مع أشخاص باختصاصات معلوماتية من بلدان متعددة.. والمشاركة بدورات متخصصة في مصر بإدارة الشبكات باستخدام نظام الريد هات. أسعى دائماً للتواصل مع النشاطات كافة لأستقي المعرفة المعلوماتية كما في التنظيم والإدارة وكيفية إتمام الأعمال بطريقة مثلى ضمن فريق متكامل وفترة زمنية تتناسب وهذه الأعمال.. فرصة عمل بدأت نورا علي بالعمل التطوعي بعد الموافقة على مقترح نشاط لمكتبة الأطفال العمومية وهذا النشاط يعتمد على زيارة الأطفال المرضى في المشافي العامة والخاصة.. وباشرت الزيارات المتكررة لأطفال التلاسيميا، والمصابين بالفشل الكلوي، ترافق مع زيارة لطفلة لديها حروق بليغة، بهدف التخفيف عنهم عبء المرض وآلامه، من خلال قراءة القصص وبعض الأنشطة التي تتناسب مع حالاتهم.. تقول الشابة نورا: خلال زياراتنا كنا نعكف على بعض الأطفال الذين يرتادون المشافي فكان من بينهم طفل مصاب بسبات درجة ثالثة إثر سقوط من مرتفع مع تضرر واضح للدماغ من نزف وكدمات إضافية إلى الخزل اليميني واستمرت الزيارات لهذا الطفل يومياً لمدة شهرين مع قراءة القصص وهو نائم.. ولكن يقيني أنه يسمعني.. لأتابعه في مشفى الأسد أيضاً لمدة شهر كامل.. ليستيقظ بعدها ويعلمني بإشارات معينة أنه تعرف إلى صوتي وكان يسمعني.. وتابعت وضعه إلى ما بعد المعالجة الفيزيائية.. إلى أن عاد إلى حياته شبه الطبيعية في هذه الأيام.. وتشجيعاً لهذا العمل تم ضمي إلى كادر العمل في مكتبة الأطفال العمومية.. بعد فترة تطوعية طويلة.. عطاء متبادل لم تنسَ الشابة سمر يوسف نظرتها للتطوع سابقاً لأنها اشتركت مع جمعيات أهلية خيرية أشخاصها يسعون للظهور والصعود على أكتاف الشباب... واعتبرت أن الجميع يتسلق للغاية نفسها.. لكن بعد أن التصقت مع نادي الرسم المجاني وجمعية طبيعة بلا حدود استعادت نظرتها للتطوع والذي يتحدد بالعطاء وأكدت أن الأمر زاد عن ذلك فهو تبادل الخبرات وتنمية الشعور بالمسؤولية وصقل مدارك المتطوع، وتوسيع معرفتها بالمناطق السياحية الجبلية الساحلية في سورية التي ترتادها جمعية طبيعة بلا حدود لتنظيفها من النفايات والحفاظ على التنوع الحيوي فيها.. ما فتح المجال لتأهيلها دون سابق إنذار.. أتت لتعطي فكان العطاء متبادلاً.. |
|