تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقبول هنا ومرفوض هناك

البقعة الساخنة
الاثنين 11-4-2011
أحمـد ضوا

صعّدت إسرائيل من عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتوازي مع الأحداث التي تجري في عدد من الدول العربية ومع ذلك بقيت عدد من وسائل الإعلام العربية،

والأجنبية تركز على الأحداث العربية وتتجاهل إلى حد كبير ماترتكبه إسرائيل من مجازر في قطاع غزة ، وهو مايكشف زيف إدعاء هذه الوسائل الإعلامية بتوخي المصداقية والمهنية في عملها الإعلامي الذي تحول بنظر الكثيرين إلى عمل تحريضي صرف هدفه إحداث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.‏

مايمكن استخلاصه من هذا الواقع المؤلم هو اختلاف المعايير الإعلامية بنظر الدول الغربية وأميركا من قارة لأخرى أو من دولة لأخرى والأمثلة لاتعد ولاتحصى.‏

ففي أوقات سابقة فسر أحد الشيوخ وهو«القرضاوي» معنى الجهاد وحالات اللجوء إليه في قناة فضائية فقامت قيامة الدول الغربية ووسائل إعلامها ولم تقعد واتهمته بالتحريض علىالقتل وغير ذلك.‏

وبالمقابل أقدم الشيخ ذاته ومن على منبر القناة ذاتها ودعا إلى القتل والتحريض بشكل صريح وواضح بقوله : « مالوا اذا مات هنا أوهناك خمسة أو ستة أشخاص»‏

وكل الذي فعلته هذه الدول ووسائل اعلامها أنها تلقفت هذا التصريح وعملت على تكراره مرات ومرات ورسالتها تقول: إن القتل والتحريض عليه مسموح ومرغوب في دول ومناطق ... ومرفوض في دول ومناطق أخرى أي مسموح بقيام مجرمين بقتل الأبرياء والقيام بأعمال التخريب .. وممنوع على شعب رد العدوان ومقاومة الاحتلال.. ومسموح لدولة احتلال أن تقصف بجميع أنواع الأسلحة شعبا أعزل.. وبالمقابل ممنوع لدولة أخرى أن تلقي القبض على المجرمين وتحول دون اعتدائهم على المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.‏

إن ما يحدث في دول المنطقة ومنها سورية تجربة مهمة جداً للشعوب والقيادات السياسية ويجب أن تكون دافعاً باتجاه مراحل أفضل على المستويين الداخلي والخارجي لجهة رسم السياسات الخارجية والاستجابة للمطالب الشعبية الداخلية كضمانة للاستقرار ومنع المندسين والمجرمين والطامعين بالسلطة من استثمار الأخطاء لتحقيق أغراضهم ومطامعهم على حساب الشعوب ومصالح الأوطان وسيادتها واستقرارها.‏

فالأمر الطبيعي أن تطالب الشعوب بحقوقها بشكل سلمي، وهذا مايحدث في بعض الدول الغربية ومع ذلك تلجأ سلطات هذه الدول إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين .‏

ولكن الأمر غير الطبيعي أن تشجع بعض الدول الغربية إلى الفوضى في دول عربية دون أخرى متلطية خلف المطالب الشعبية.‏

كنا نتمنى أن يفرد الرئيس الأميركي الأكاديمي باراك أوباما جزءاً يسيراً من ظهوره الإعلامي الأخير لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لغارات إسرائيلية يومية كي يكون تعليقه حول الأحداث في الدول العربية ومنها سورية له أي قيمة.. ولكن مع الأسف مايجوز له بشأن الدول العربية، ممنوع عليه تجاه إسرائيل .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية