|
من داخل الهامش والجغرافية التي لايغينيها أبناؤها بالعمل والعطاء ويجعلونها حقولاً خضراء ليست إلا بادية قاحلة، وشعبنا وأرضنا ليسا في هذا المضمار أبداً، شعب عمر حضارته عشرة آلاف سنة ونيف، وأرض وهبت الدنيا جمالها وفتنتها وسميت شامتها.. عبقرية المكان عانقتها عبقرية الإنسان، فكانت سورية الماضي والحاضر والمستقبل.. ليس من باب الإنشاء ولا التمجيد بل هي حقائق التاريخ والوجود.. عودوا إلى أي منجز حضاري ألا تجدوا أثراً سورياً فيه... ألم نعطِ العالم أبجديته..؟! ألم يصل أجدادنا إلى آخر بقاع الأرض ناشرين إبداعاتهم..؟ ألم تنتشر قيم المحبة والألفة والوئام من هنا..؟! أليست دمشق أقدم عواصم الأرض.. أليس عطر جوريها يفوح في الدنيا كلها..؟! سورية أبجدية الحب والعروبة والسلام، أبجدية الحضارة، ليست وطناً عادياً، ولامحطة عابرة، ولابقعة أرض يابسة هي الشعب والحضارة والموقف، هي نبض من افتداها منذ آلاف السنين وحتى اليوم والغد.. سورية بقعة النور والضياء، لاتنكسر لاتلين إلا للعطاء، إلا للمحبة، سورية لأبنائها شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، سورية ملاذ من لاملاذ له.. لن نكرر الشواهد والأمثلة رغيف خبزنا في أفواه الآخرين قبل أن يكون لنا، جراحهم نزفت من شرايين، وأجساد آبنائنا وإخوتنا روت كل شبر من الأرض العربية.. سورية بيت العرب قبل أن تكون بيت أبنائها.. فلماذا استهدافها لماذا علينا أن ندفع دمنا من أجل كل شقيق والآن علينا أن نقدم ماتبقى ليكون أشلاء بأيديهم...؟! لماذا وطننا لماذا هذا الكم الهائل من الحقد..؟! أحان وقت دفع ثمن المواقف مرات ومرات...؟! ما أمرَّ حقدكم .. ما أشد ضغائنكم...!! سورية صبراً على البلوى.. صبراً على الجرح المفتوح، فالشعب الذي أعطى العالم أبجدية النور والعلم هو الشعب ذاته القادر على تحويل رياح السموم وردها، هو الشعب الذي تكسرت النصال على النصال لكنه ماضاق ذرعاً بالحب بالوفاء ولسان حاله يقول: وسوى الروم خلف ظهرك روم... سورية الأرض والشعب والإرادة.. عبقرية الزمان والمكان، أصالة الحضارة ونبض العروبة ستبقى أكبر وأسمى وأرفع عن كل الجراح، وأبجدية حبها التي روضت كل الغزاة ليست عاجزة.. d hasan09 @gmail com |
|