|
عين المجتمع في مواقف عدة حيث تبين أن الأطفال الأكثر كرماً، هم أولئك الذين كانوا يرون في آبائهم من صفات الكرم والتعاطف والرعاية والحب أكثر مما كان يرى أولئك الأطفال أن يتقاسموا ما كسبوه عن غيرهم، ومعنى ذلك أن مشاهدات الطفل لما يقوم به والداه من سلوك خلقي هو أكبر مشجع له على الاقتداء بها وبالتالي تغير سلوكه واتجاهاته، وهذا يتطلب إيقاظاً لوعي الآباء والأمهات لهذه المسألة من خلال تنصيب أنفسهم قدوة تحاكي هذا السلوك الأخلاقي أو منظومة القيم الأصيلة لمجتمعنا العربي. فطفلنا اليوم هو رجل الغد عندما يقوم بسلوك معين وفي ذهنه نموذج يحتذي به أو عادة يحاكيها يقف سلوك الأبوين كمصدر أساسي لمعلوماته وأكثر تأثيراً من مجرد إعلامهما له بالسلوك الملائم فهو يستمع لهما وهما يوجهانه يتعلم منها فقط ما الذي يريدانه منه ومن خلال ملاحظة سلوكه فهو يتعلم كيف يصدر السلوك كما يكشف للأبناء مدى تمسك الآباء بالقواعد السلوكية الحميدة وهذا من شأنه التشجيع على تمثلها. ومجرد التناقض ما بين السلوك والفعل يعرض هذا الفرد لتناقض معرفي وهو أمر على جانب كبير من الأهمية وخاصة للمراحل العمرية المبكرة من تنشئتهم كي لا تجد أجيالنا الجديدة أي غضاضة في ذلك فقد شربتها مع التنشئة الأولى. |
|