|
معاً على الطريق غياب النساء يعود لأحد احتمالين، إما لأنهن يقاطعن هذا الشكل من التعبير لأنهن وجدنه بائسا، وإما لأن الرجال لا يسمحون لهن بالخروج ويرون أنهن غير جديرات بالتعبير عن هموم مجتمعية، وفي الحالين هناك انتهاك للإنجاز السوري المدني على صعيد التحرر الاجتماعي المتزن. قيل إن الحشود التي تخرج للتظاهرات عقب صلاة الجمعة تضم إلى جانب المصلين تعزيزات من قوى مجتمعية وفكرية مغايرة. عجبي! كيف يديرون ظهورهم لمناشدات بالتظاهرات السلمية ويذهبون لنقيض إن تمدد سيبتلعهم ؟ لم لا يلجؤون رجالا ونساء إلى أشكال تعبير مدنية غير عنفية سواء كانت تظاهرة أم اعتصاما. إن هذه المعاضدة تزيد من القوة الفعلية والحجم الافتراضي لهذه الفئة العنيفة في سلوكها أو في مفاهيمها الإقصائية. استفراد الذكور بأغلبية الشارع سبق ورأيناه في اليمن وليبيا، وفي البلدين استعصى الحل السلمي، على خلاف المغرب على سبيل المثال. منع حق التعبير نكتة يمكن التعبير عن سماجتها مقابل اختطاف هذا الحق، حيث تصبح إدانة الاختطاف أو طلب تحرير الحق صنواً لإهدار الحق بالحياة. لنمعن التفكير أولا، هل نستطيع الآن ترجمة رفضنا لتشكيل وعي أبنائنا في المدارس - ولا أقول في الحلقات - على يد أحد ممثلي الفكر الظلامي، ومن بعد فلنحدد خياراتنا؟ |
|