|
شباب من هذا الذي نحب في إطار لوحة الوطن المكتملة والمتكاملة، والشباب في معادلة التاريخ هم أداة التغيير ومحركها سلباً أو إيجاباً، ما يستدعي الانتباه جيداً لجملة العوامل والدوافع التي تجعل عدة المستقبل تختار ما بين هذا وذاك. وإن كانت العوامل مشتركة في
الخطوات العامة للشباب العربي من حيث البطالة وتأمين فرص العمل والحرية في اتخاذ القرار وغيرها من النقاط الأخرى، إلا أن للشباب العربي السوري ميزة في عنفوانه الوطني، في تربيته وعروبته وقوميته، إنها هوية الانتماء التي جسدها بأبهى الصور مع كامل فئات الشعب، ومادمنا نعيش تداعيات الحدث الذي تشهده سورية ومحاولات النيل من كرامتها والعبث بأمنها واستقرارها، فإن للشباب رأياً واضحاً وصريحاً حول مفهوم الانتماء عبروا عنه مراراً وتكراراً في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني ما جعلهم يتقدمون الصفوف الأولى بحالة الوعي والفهم والوطنية والانتماء المسكون بوجدان وضمير كل شاب وفتاة وشيخ ورجل وامرأة وطفل على امتداد الساحة .
وهنا يتفق الشباب على مقولة أن أي شخص قادر على العطاء ومازال يعطي فهو شاب، وما دام هذا العطاء ينصب تحت مظلة واحدة أي سقف الوطن فلا بد أنه يعمل بدافع الانتماء الوطني. ويضيف آخر من الشباب إن الانتماء الوطني هو هوية وشعور داخلي لمن انتمي لهذا الوطن وآخرون يرون أن من مكونات هذا العنوان هو قبول الرأي والرأي الآخر واحترام وجهات النظر المختلفة بما يساعد على البناء والنهوض، والبعض يؤكد أن الانتماء يخلق مع الإنسان فطريا وليس أجمل من الحس الفطري هنا، فيما بقية الأشياء مكتسبة، ومن جملة العناوين والأفكار التي ناقشها الجيل الواعد في برنامج للشباب ركزت بشكل كبير على أن الانتماء الوطني هو شعور بالتضحية والدفاع عن الوطن بكل الوسائل والسبل المتاحة مؤكدين بالوقت ذاته على أهمية التمسك بالأخلاق والقدرة على البناء والتطور والتحديث لأن هذا الشعور هو الذي يمنح أبناء الأمة الواحدة القوة والعزيمة والإرادة والتحدي على اعتبار أن الشباب لديهم طاقة كبيرة ويجب الاستفادة منها بشكل إيجابي ضمن مسار الإصلاح والتقدم نحو الأمام وتوجيهها حيث يجب أن تكون حسب الاهتمامات والرغبات. علاقة متبادلة وأوضحت عينة من الشباب أن الانتماء الوطني يتعزز بالعلاقة المتبادلة بين الوطن والمواطن بمعنى ماذا نقدم نحن الأبناء للوطن وماذا يقدم الوطن لأفراد هذا المجتمع الواحد، إذا العلاقة هي حقوق وواجبات منبعها الحب والاستعداد للتضحية ليبقى الوطن بكامل مكوناته منيعاً وحصيناً من الداخل والخارج ، هذا النموذج لفت الانتباه إليه الشعب العربي السوري الذي يتعلم من نجاحاته وتجاربه على الدوام ما جعل الآخرين ينظرون إليه بكل احترام وتقدير. وهنا يؤكد عدد من هذه الشريحة الواعدة أن الانتماء الوطني كشعور داخلي كما أسلفنا لا يحتاج إلى نسب 50 أو 60 أو 70٪ على سبيل المثال ، بل هو حالة متعاظمة على الدوام في حب الوطن والاستعداد التام للدفاع والذود عن الحياض قاعدته اللحمة الوطنية والقاعدة الداخلية المتماسكة . هذا التأهب من قبل الشعب والقيادة لأي عدوان أو هزيمة من الخارج تجعل طاقة الأمة قوة هادرة بوجه المتربصين شراً تجاه أمتنا وقضاياها العادلة . يعزز مفهوم الأمن والأمان وتعقيباً على ما تقدم من أفكار وآراء للشباب حول مفهوم الانتماء الوطني يؤكد الدكتور فيصل سعد أستاذ جامعي قسم علم الاجتماع على أن الانتماء الوطني هو الذي يعزز مفهوم الأمن والأمان بكل أبعاده بمعنى لا يمكن الحديث عن الانتماء قبل الحديث عن المواطنة كمفهوم اجتماعي حديث وظاهرة من ظواهر المجتمع المدني الراقي كونها علاقة أصيلة بين الفرد والمجتمع، بين الفرد والدولة ، بين الحقوق والواجبات . ويوضح الدكتور سعد بأن شرطي المواطنة يقومان على عنصرين أساسيين أبرزهما المشاركة في الحياة الاجتماعية العامة واستراتيجياتها وهذا ينطوي على تعزيز الديمقراطية الاجتماعية والاعتراف بالآخر مهما كان لونه وعرقه واعتماد الحوار والإقناع سبيلاً لحل التناقضات . فيما الأمر الأساسي الثاني هو تساوي جميع المواطنين بالحقوق والواجبات أمام القانون، ما يفترض العلمانية أي عدم التمييز بين الأفراد والشرائح والجماعات على أساس من الدين والمذهب والطائفة والعرق واللون، لافتاً إلى وجوب أن يؤمن العامل الاقتصادي شروط الحياة من مأكل ومسكن وكذلك العامل الثقافي الذي يرفع منسوب حالة الوعي والحرية المسؤولة واصفاً حالة الانتماء الوطني بالمقدسة داعياً إلى ضرورة تعزيز هذا الانتماء بتغليب البعد الوطني على البعد الكوني لأن عصر العولمة هو عصر القوميات . وأثنى الدكتور سعد على أفكار الشباب وطروحاتهم الغنية والمعبرة عن إحساسهم العالي وشعورهم الوطني الراقي تجاه وطنهم وأمتهم، مشدداً على أن السيد الرئيس بشار الأسد هو القاسم المشترك لجميع أبناء هذا الوطن الذي نعتز به جميعاً. |
|