تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التخطيط للمستقبل يحتاج مهارة في التنفيذ

شباب
11 / 4 /2011
علاءالدين محمد

إذا أردنا تحقيق هدفنا في الحياة فما علينا إلا الانتباه لأفكارنا وتصوراتنا عن أنفسنا أولا وعن المحيط ثانياً..

بالتالي عندما تكون رؤيتنا صحيحة فسنحقق ما نصبو إليه لا محالة، لذا فإن رسم معالم المستقبل والتخطيط له لأي شاب أو شابه يحتاج إلى جهد وعمل وقوة إرادة وعناية مستمرة للحفاظ عليه فلا يكفي أن نحدد الهدف ونتركه للصدفة بل علينا السعي الدائم وتطبيق كافة الأساليب الممكنة من أجل الرعاية الصحية لهذا الهدف وحمايته ، لذلك فإن امتلاك فكره أونية في الذهن والحفاظ عليها هي طاقة تميل إلى الدقة أثناء خروجها إلى النور والتعامل معها بواقعية في مرحلة التنفيذ ، من هنا أعتقد إذا آمنا بأنفسنا وامكانياتنا وقدراتنا كشباب فسنحقق ما نريد. حول هذا الموضوع أقيمت ورشة عمل تشاركية في مقر عيادات العمل- مشروع شباب أدارها الأستاذ كنان بهنسي بحضور مجموعة من الشباب والشابات الراغبين بتطوير أدواتهم من أجل مواجهة التحديات الحياتية والمستقبلية إن الأفكار والنقاط التي تداولتها هذه الورشة الحوارية تساعد شبابنا وشاباتنا في كيفية التصور المسبق لوضع خطة ترسم في المخيله .. ثم تخرج إلى النور عبر هدف جلي وواضح، اللافت أن المحاضر في هذه الورشة لم يقدم خطة جاهزة ومرسومة للشباب أي تعالوا وطبقوها وانتهى الأمر فما عليكم إلا تنفيذها على أرض الواقع هذا لم يحصل إنما كان الهدف الأساسي منها هو المساعدة في بناء وتكوين الخطة بدراية حيث يتعلم الشباب من خلال تجاربه الحياتية وإبداء ملاحظاته وقراءاته على تجارب الآخرين والاستفادة منها قدر الإمكان بحيث يصبح الشباب قادراً على الإفراز لكل ما هو سلبي وما هو إيجابي وأيضا يكون قادراً على تحديد ما يناسب وينسجم مع الواقع المعاش ،إذاً الوعي الشبابي ضرورة وحاجة في بناء وتكوين الهدف المستقبلي وأيضاً ضرورة الإدراك بأن الهدف المرسوم في ذهن الشباب هل هو قابل للتحقيق أم أنه حلم صعب الإمساك به.. فإن كان الهدف واقعياً وقابلاً للتحقيق فما على الشباب إلا العمل بجد واجتهاد وحكمة من أجل الوصول إليه بأقصر السبل، وإذا كان صعب المنال فعلى الشاب أو الشابة التروي والعمل قدر المستطاع لتذليل العقبات وإذا تعثر الأمر في طريق الوصول إليه عندئذ يجب ألا ييئس الشباب ويبقى بنفس الاندفاع والصبر ويعمل على إعادة ترتيب الأولويات واستبدال الهدف الأول الذي تعثر في الوصول إليه بالهدف الثاني ويصبح أولويته ويعمل على تجميع كافة امكانياته لإنجاحه وتحقيقه في هذه الحالة يكون قد حافظ الشاب على حيويته وديناميكيته الفكرية والحياتية على هامش الورشة كانت لنا هذه الوقفةمع الأستاذ كنان بهنسي مدير مشروع الأمم المتحدة الإنمائي. وحول سؤال ما هي الفكره التي أردت توصيلها للشباب من خلال هذه الورشة المعنونة كيف تخطط لمستقبلك؟‏‏‏

أوضح قائلاً أردت توصيل فكرة كيف يمكن للشباب اكتشاف أنفسهم وذواتهم ومقدراتهم .. ماهي أولوياتهم .. كيف يتعاملون مع القرارات التي يتخذونها في حياتهم العملية، وضعهم الآن كيف هو، ما هي القيم والمرجعيات المؤثرة فيهم وبقراراتهم وبوضعهم وبالبيئة المحيطة بهم وبنفس الوقت ما هو الهدف الذي ينبغي تحقيقه خلال فترة زمنية معينة ومن أجل التوضيح وسهولة تعلم المهارة قسمنا هذه الفترة لثلاث مراحل الأولى قصيرة والثانية متوسطة والثالثة طويلة وبعيدة المدى إضافة إلى القيام بعدد من التمارين التي تساعد الشباب في اكتشاف ميولهم والقيم الشخصية التي يمتلكونها والتمارين المستخدمة عبارة عن متغيرات معينة كل متغير يضع له الشاب علامة أي حسب تأثير هذا المتغير فيه أو انعكاسها عليه وأيضاً هناك طريقةللاختبار وعندما ينتهي نسأل الشباب عن صحة التمرين وكم يشكل من نسب متقاربة ومن تقاطعات مع شخصياتهم وعن الهدف من هذه التمارين أشار بهنسي إن الهدف هو اكتشاف قدراتهم وامكانياتهم و أسلوبيتهم في البحث عن طريق صحيح للوصول إلى الهدف المنشود من قبل شبابنا وشاباتنا.‏‏‏‏

اكتشاف الذات‏‏‏‏

---------------------‏‏‏‏

وعن اكتشاف الذات ومهارة البحث والاستشكاف للبيئة المحيطة به أكد بهنسي نحن كشباب سوري مشكلتنا أن قصص النجاح قليلة وإن وجدت تبقى في طي الكتمان فهذا ما يشجعنا إلى استيراد قصص نجاح لمشاهير غربيين نأتي بهذه القصة ونريد تطبيقها على أرض الواقع.. فنصطدم بواقعنا لأنها لا تصلح عندنا ولا ينجح تطبيقها لها ظروفها المعينة ومكانها المخصص، وأضاف أتمنى من الإعلام مواكبة نجاحات شبابنا التي يحققها هنا في بلدنا حتى ولولم تكن ذات أهمية كبرى ما هو المانع من مواكبه أي شاب ينجح في إداره أي مشروع مهما كان هذا المشروع صغيراً والإضاءة عليه إعلامياً إن حصل هذا فبالتأكيد سيزداد ثقة بنفسه ويتشجع لتطوير إمكانياته نحو الأفضل وكل هذا يصب في خدمه الدولة والمجتمع.‏‏‏‏

التشخيص‏‏‏‏

--------------‏‏‏‏

يجب على كل شاب قبل شيء تشخيص مبتغاه وإلى أي مكان يمكن أن يصل فيه، ما هي نقاط الضعف وما هي نقاط القوة، هذا التشخيص هل يساعد الشباب في تحديد الهدف مثال على ذلك إذا أردت أنا أن أكون مديراً للموارد البشرية فما هي المهارات التي يجب أن امتلكها كي أستطيع الحصول على هذه المكانة إذاً هناك شروط عديدة ومهارة عليّ امتلاكها وإلا لا يمكن أن أنجح في تحقيق هذا الهدف ، الخلاصة التشخيص يحدد الأهداف لكن عندما تخرج إلى الواقع هنا الشاب له الحريه في ترتيب أولوياته سواء أكان هذا الهدف مهنياً أو اجتماعياً أو روحياً أو أسرياً أو غير ذلك يضع أولويته في هدف ما ثم يقوم بترتيب المرحلة الثانية ويحدد الهدف وفي المرحلة الثالثة هي المحطات التي يقف عندها الشباب أهداف قصيرة المدى واهداف بعيدة المدى.‏‏‏‏

التنفيذ‏‏‏‏

إن تنفيذ الخطة يتطلب إزالة كل الأفكار السلبية من تفكيرنا التصورات المحبطة من أجل النجاح في تنفيذ الهدف المنشود ويجب على الشباب أن يكون لهم مشاركات اجتماعية واسعه وأن يكونوا متدربين بشكل جيد من أجل بناء المقدرات والمهارات الذاتية لمواجهة كل التحديات بمناحيها كافة وعلى الشباب أيضا العمل على التقاط اللحظات الضائعة وتسخيرها في خدمة تنفيذ الهدف فالظهور المتكرر للشباب في الندوات والمؤتمرات والمعارض يساهم في صقل شخصيتهم ويجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وأعباء المرحلة.‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية