تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكذب عادة سيئة.. فلماذا نكذب؟!...الشباب: نحتاج إلى عدة خطوات كي نقلع عنه‏

شباب‏
11 / 4 / 2011‏
علياء القميلي‏

عامة الناس يجمعون على أن الكذب عادة سيئة، لأن النتائج التي تسفر عن الكذب، فقد تتسبب بأذية للآخرين، إنما البعض منهم يثبت أنه غير قادر على التخلي عن الكذب‏

من خلال تصرفاته وطريقة كلامه المعهودة في حديثه، وإن ما يبعث على التساؤل:‏‏‏‏‏‏

* الكذب عادة سيئة، فلماذا يكذب بعض الناس أو أكثرهم..؟‏‏‏‏‏‏

‏‏‏

* وهل من مبررات تفيد في تبرير كذبهم...؟‏‏‏‏‏‏

للبحث في هذا الموضوع والإجابة على ما سبق من أسئلة وسواها قمنا باستطلاع آراء الناس ولاسيما الشباب عن هذا الموضوع:‏‏‏‏‏‏

هروب وخوف!!‏‏‏‏‏‏

* أجابنا أسعد قائلاً: إني لا أستطيع الإقلاع عن الكذب لأنني لا أستطيع أن أواجه أصدقائي أو أهلي بما حصلته من علامات سيئة دراسياً أو فشل في الحياة العامة والفشل في إتقان صنعة ما، فأكذب علني أبرر فشلي، وحتى أرفع من منزلتي عندهم.‏‏‏‏‏‏

* ويوافقه الرأي أمجد قائلاً: أتخذ الكذب وسيلة لتخفف عني ما سيلحق بي من عقاب أو كلام سيىء قد يجرح شعوري، فأنا لا أتصور مدى غضب والدي ومدى قسوة العقاب الذي سأناله إذا ما علم بالعلامات السيئة التي أحصل عليها أو المشاكل التي تحصل بيني وبين الشباب من أقراني التي قد تصل إلى حد تدخل الشرطة.‏‏‏‏‏‏

لا لعادة الكذب‏‏‏‏‏‏

يقول محمد: إن أهم ميزة تميز هذا العصر وجود ظاهرة الكذب بشكل كبير وأرفض التقسيمات التي يستخدمها الناس من أن هناك كذباً أبيض وكذباً أسود لتقليل خطورة الظاهرة فالكذب كذب مهما كانت مبرراته والمسؤولية تقع على عاتقنا لمساعدة الآخرين في الإقلاع عن هذه الظاهرة السيئة.‏‏‏‏‏‏

‏‏‏

الكذبة البيضاء‏‏‏‏‏‏

أما بثينة فقد أكدت على ضرورة الكذب في حالات معينة قائلة: بعض المواقف تستوجب الكذب(الكذب الأبيض) فعندما أخطئ في حديثي أو عملي بالمنزل أو خارج المنزل والذي قد يصل خبره إلى زوجي وعندما يواجهني وهو غاضب، أنكر وأكذب وأجيب: إني ما قلت هذا ولا عملت هذا وأرفق جوابي بعبارات ناعمة رقيقة تخفف من حدة غضبه وتهدئ أعصابه، والمريض أيضاً إذا كان مرضه ميؤوساً منه فلا نخبره حتى لا يفقد الأمل.‏‏‏‏‏‏

بينما لم تجد فاطمة في الصف العاشر أن الكذب عادة اجتماعية سيئة بل وجدت أنها باتت تشكل موضة لا تسير الحياة بدونها بالرغم من كونها تعلم أن الصدق منجاة والكذب مهواة وهي تؤكد أنها تتمسك به عندما يكون تأثيره ايجابياً على المجتمع وتأتي بمثال أن الصلاح بين الناس ولو استخدم فيه الكذب فهو مبرر لتفادي مشاكل كبيرة قد تنجم بين بعض أفراد المجتمع‏‏‏‏‏‏

لكن نور تعرف أن طريق الكذب مسدود وقصير إلا أنها تبرر اللجوء إلى الكذب في بعض الأوقات لأن الصدق أحياناً قد يسبب لنا الكثير من المشاكل و بتجاهله وعدم اللجوء إليه نختصر ذلك على أنفسنا.‏‏‏‏‏‏

إثبات الوجود‏‏‏‏‏‏

ورأى الشاب دياب أن الإنسان الحالي بات محتماً عليه أن يكذب ليعيش حياته وليثبت للآخرين وجوده وخصوصاً بعلاقاته مع أصدقائه إذ يعلل ذلك بأن قصصه الاجتماعية إن لم يضف لها بعض المبالغات الكاذبة تصبح ممجوجة ومملولة من قبل الآخرين وأنه لتزداد علاقاتك متانة مع أصدقائك يجب أن تلجأ إلى الكذب، محاولاً إضفاء صفة الشرعية على الكذب لتبريره لنفسه أولاً وللآخرين ثانياً وبأن المجتمع يساهم بتشجيعه على ذلك.‏‏‏‏‏‏

مزحة...كادت تقتلني‏‏‏‏‏‏

* فيما حمل رأي محمد إجابة وفكرة تغني موضوعنا قائلاً: البعض منا يظن أن المزاح جيد، إن النكت تختلف عن المزاح والمزاح هو كذب باسم مستعار هو «المزاح» يبدو بهيئة جميلة إلا أنه قد يكون سيئاً، فما ضرورة قولك يا فلان: اشتعل منزلك بالنيران؟ وبعد أن أصاب الهلع والرعب الرجل تقول وبكل خفة ظل: كنت أمزح!!.‏‏‏‏‏‏

* وتؤكد الحاجة مريم على النتائج الفادحة التي قد يؤدي إليها الكذب وتذكر قصة حدثت معها قائلة: أليس من المخزي ألا يدرك البعض ما قد تسببه كذبة؟ حتى لو كانت مزحة ثقيلة جداً؟! وإني أرى البعض لا يدرك ذلك فحينما كنت عائدة إلى منزلي طالعني شاب وقال لي: حاجة مريم.. لا تحزني إن الله معك لقد توفي ابنك عصام في بلاد الغربة، لم أعرف ما أصابني من توتر وصدمة إلا أني عندما استفقت وجدت نفسي على سرير أبيض وسط حشد من الممرضات إثر إصابتي بجلطة قلبية كادت تودي بحياتي؟!.‏‏‏‏‏‏

أكبر كذبة في حياتي‏‏‏‏‏‏

ويعود بنا سامر إلى الكذب أساساً فيقول: إن بعضنا يحاول ألا يكذب والبعض لا يكذبون أما بالنسبة إلي فإني أقول: إن أكبر كذبة أكذبها في حياتي، هي أن أقول: «أنا لا أكذب»!!.‏‏‏‏‏‏

كن جريئاً‏‏‏‏‏‏

أما عن النتيجة فتلخصها المرشدة الاجتماعية « وردة » بقولها: الكذب ليس فعلاً جيداً نستمتع به، إنما هو الأذى بأبهى حلة، ويخطئ البعض عندما يدارون الكذبة ويقولون «مزحة» إذا أردنا أن نتواصل مع الآخرين وأن نلهو فما أكثر السبل التي تمكننا من تحقيق ذلك دون اللجوء إلى المزاح! وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يخفون أخطاءهم وفشلهم بالكذب فإني أقول لهم بأن يسعوا إلى النجاح ويعملوا لأجله فإنهم سينالونه بكل تأكيد، وعليهم أن يكونوا جريئين بما فيه الكفاية لمواجهة نتائج ما صنعت أيديهم أمام أهلهم والمجتمع كله لا أن يتخذوا الكذب وسيلة.‏‏‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية