|
كريستيان ساينس مونيتور وأصبحت حالة من القلق تسود أرجاء المنطقة وامتد مجالها من الجزائر إلى ليبيا واليمن وحتى شمال السودان والبحرين والمغرب ولايستطيع أحد التنبؤ بما ستؤول إليه النتيجة، كيف سيؤثر ذلك على حياة الملايين في المنطقة أو على عملية السلام مع إسرائيل في المستقبل وأيضاً على المصالح الاستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. واللافت للنظر أن أحداً لم يستطع التنبؤ بما حصل في تونس فجأة وفي مصر لاحقاً وماسيأتي في المستقبل القريب لبعض دول المنطقة إن هي لم تقم بمحاربة الفساد وتبادر إلى تسريع وتيرة إصلاحاتها السياسية والاقتصادية البطيئة. وأصبح الآن يتعين على إدارة الرئيس أوباما أن تتعاطى مع تغيرات فجائية بطريقةقد لاتتوقعها والتوفيق بين رغبتها في الدفع بالمبادىء الديمقراطية والقلق من صعود قوى التطرف الديني، ولعل أحد أبرز المبادىء الأميركية يتمثل في كون الحريات التي تمثل حجر الزاوية بالنسبة لسبب الوجود الأميركي ليست أشياء مثالية وإنما حقوق أساسية لكل بني البشر. وأكد أوباما على هذه القضية خلال لقائه مع الرئيس الصيني الزائر- جياوبو-الذي اعترف بأنه: «لايزال الكثير يجب القيام به في الصين بخصوص حقوق الإنسان». لكن اللافت أن وسائل الإعلام الصينية لم تهتم بهذا التصريح وبالمثل فعندما دعم رئيس الوزراء الصيني-وينجياباو- مفهوم حرية التعبير في حوار مع قناة c.N.N خلال زيارته لأميركا العام الماضي فإن تصريحاته بدورها لم تسلم من مقص الرقيب في وسائل الإعلام الصينية. وبالرغم من أن الأنظمة والأيديولوجيات التي لاتهتم بالديمقراطية قد لاتسقط مثل مكعبات الدومينو في العالم العربي أو الدول التي لايزال يحكمها شيوعيون كالصين فإن التاريخ يشير إلى أنها محكوم عليها بعدم الاستمرار وذلك بفضل انفجار التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تتيح للمحتجين بالملايين إمكانية التنسيق بينهم عبر الهواتف النقالة والبريد الالكتروني ومواقع اجتماعية مثل-تويتر-و- فيسبوك. لكن ماقد يعقب مثل هذه الدول التي لم تتحرر بعد، قد لاتكون الديمقراطية مثلما يعرفها الأميركيون وإنما الحرية التي يتطلع إليها جميع الرجال والنساء حتى وإن لم يسبق لهم أن عرفوها من قبل. ونتيجة لذلك فإن هناك تغيرات كارثية قد تواجه أوباما في العالم العربي أو الصين التي قد تشهد مشكلات اقتصادية خطيرة مرتبطة بالتضخم أمام ارتفاع توقعات العمال حيث إن الحكومات هشة في باكستان والعراق وأفغانستان ولبنان الذي تسوده حالة تقلب سياسي وجنوب السودان الفقير الذي انفصل عن الخرطوم . كما يجب إقناع كوريا الشمالية بمزايا وفوائد دولة مدنية لاتشكل تهديداً لجيرانها هذا في وقت تبدو فيه كوبا على شفا مرحلة مابعد عهد كاسترو مرحلة لم تنضج مراحلها بعد. وباختصار شديد يمكن القول إن عام 2011 يمكن أن يكون عام تغير عالمي هام. ومن دون شك فإن الصين غدت قوة اقتصادية كبيرة وأصبحت قوة عسكرية صاعدة لديها إمكانيات تجعلها قادرة على استعراض القوة في مناطق بعيدة عن حدودها لكن الزعامة والرد والانخراط الأميركي في مثل هذا التغير العالمي كلها قضايا تبقى هامة جداً. نستنتج مما تقدم أن المطلوب من أوباما ووزير خارجيته كلينتون انتهاج سياسة قادرة على استيعاب تلك التغيرات بمهارة. ومعروف أنه بعد اندلاع الثورة في تونس وجه الرئيس الأميركي رسالة دعم فيها المتظاهرين المحتجين ،كما أيد مطالب المتظاهرين المصريين. ويمكن القول إن السياسة الداخلية ستنال اهتمام أوباما خلال هذه السنة التي قد تسبق الانتخابات، لكن يجب عليه أن يكون مستعداً لتلك المكالمات التي قد تأتيه ليلاً من عدد من العواصم العالمية. بقلم: جون هيوز |
|