تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحراك المصري.. أين سيحط رحاله؟

هيرالد تريبيون
ترجمة
الأثنين 28-2-2011م
ترجمة: غادة سلامة

ثورة الشعب في مصر انتصرت هذا ماقالته الإدارة الأميركية بالحرف الواحد وأنها لن تتخلى عن مصر أبداً مع انتصار إرادة الشباب المصري شباب الفيسبوك..جاءت هذه التصريحات الأميركية مؤخراً

لتكشف عن حقيقة المساعدات الأميركية لمصر خاصة بعد سلسلة البيانات العسكرية التي صدرت عن المجلس العسكري المصري الذي بات يحكم مصر ويؤكد التزامه بالاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمتها البلاد بجملة من المعاهدات والاتفاقيات مدة ثلاثين عاماً، بالرغم من تنحي مبارك إلا أن الملايين من الشعب المصري مازلوا يتظاهرون في ميدان التحرير الذي أصبح يسمى فيما بعد بميدان النصر. لقد بدأت/ الحتوتة/ المصرية على أيدي عشرات الشباب المصريين الذين تظاهروا في ميدان التحرير مطالبين بإصلاحات ثم ارتفعت سقوف مطالبهم يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى طلب تنحي النظام الذي وطئت خيوله وجماله أجساد المتظاهرين وسال الدم المصري على أرض مصر طلباً للحرية ولا شيء يقنع الباحثين عن الحرية سوى الحرية نفسها. ثلاثون سنة لم يرفع هؤلاء الشباب رؤوسهم إلى الشمس كما اليوم لأن التنازلات التي قدمتها مصر بقيادة مبارك لأميركا وإسرائيل كانت كثيرة وكثيرةجداً.‏

إذاً الشعب المصري أراد الحياة ولابد أن يستجيب القدر لأن الشعب أراد أن يرتفع علم مصر مجلجلاً خفاقاً محرراً مصر العربية من كل قيودها الداخلية والخارجية واليوم لن يستطيع المجلس العسكري والرجل الدمث أحمد شفيق الالتفاف على ثورة هؤلاء الشباب بمداعباته وحواراته ومؤتمراته الصحفية، فهؤلاء الثوار يعرفون مايريدون وهي أمور أساسية بالنسبة لهم فلا استسلام لا ارتماء في أحضان الغرب، والسؤال الذي يطرح نفسه يومياً وكل ساعة هل يستطيع المجلس العسكري تحقيق هذه الأماني التي قام من أجلها الشعب المصري فتارة يهدد الجيش بالاعتقال من جديد إذا بقي الاعتصام قائماً وتارة يحاورهم فإلى أين ستنتهي هذ/ الحتوتة/ المصرية في ظل حكم الجيش؟!‏

فحكومة أحمد شفيق لم تف بالوعود حتى الآن فأحمد شفيق يقول بأن عمر سليمان سوف يعود وهذا يعتبر بنظر الثوار وكأنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يحققوا أي شيء من أهداف ثورتهم سوى تغير الوجوه وليس المضمون بينما إسرائيل تكثف جهودها لمنع وصول عمر موسى للحكم في مصر والمجلس العسكري لم يصحو من صدمة استفحال حال الفساد في مصر فهو لا يملك عصاً سحرية.وكيف سيواجه هذا المجلس بتحديات الثورة المصرية في ظل عدم وجود قيادة موحدة لها، وهل سيستطيع هذا المجلس العسكري الحوار والاتفاق مع ائتلاف شباب الثورة الذي يقدم لائحة من الأسماء لتولي رئاسة الوزراء بدل أحمد شفيق والتأكيد على ملاحقة الأشخاص الذين قاموا بقتل المدنيين أثناء التظاهرات لأن أهالي الضحايا مازلوا مصرين على الانتقام لهم ويطلبون القصاص من هؤلاء الذين كانوا مسؤولين عن قمع وقتل المتظاهرين تفشى أميركا طاب لها الجو وأخذت تؤجج هذا الأمر لتبقى الفوضى في مصر وهي التي راهنت على بقاء مبارك وأعوانه ودعمتهم، ولكنها فوجئت بهذا السيل الجارف من المتظاهرين الذين أسقطوا النظام وبدا ذلك من خلال تضارب تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين دعموا مبارك منذ توليه السلطة في عام 1981 ووفرت له الأجواء لنهب خيرات الشعب المصري وتقديمها كهدايا وعطايا لإسرائيل، وأصبحت تقدم له المساعدات والهبات لقمع جماح هذا الشعب الذي تاق للحرية والانعتاق من أميركا وإسرائيل ومن ديونهما. إن التحاق سياسة المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة وراء المعاهدات الأميركية وحرصه على الالتزام بها سيوقع هذا المجلس في نفس الفخ الذي وقع فيه مبارك حين كبل مصر بمئات الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة واللتان تخلتا عنه في أحلك الظروف وإن كانت أميركا صديقة مصر بحق، فالصديق عند الضيق وهذا لم يحدث مع مبارك نهائياً لأن أميركا لا تنظر إلا لمصالحها فليذهب مبارك ومصر إلى الجحيم، لقد قدم المجلس العسكري وعوداً لأميركا فهل سيغامر المجلس العسكري وعلى رأسه المشير طنطاوي بالمساعدات الأميركية لدعم خطواته وقراراته وبياناته؟‏

 بقلم ديفيد ليون هاردت‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية