|
شباب
وما دور الأسرة في تقويم هذه السلوكيات والأخلاقيات وتحديد مداها؟ في ظل جميع تلك المتغيرات؟ تقول بلسم 22 سنة: لعل التربية الدينية والأسرية وتقاليدنا مجتمعة مازالت تؤدي دورها في ضبط أخلاقيات الشباب والتحكم بها ومازال للأسرة شأنها الفعال في ذلك علماً أن هناك شريحة تتفاوت نسبتها قد خرجت تماماً عن كل ما هو ومألوف، وباتت تتخبط في معمعة من التيارات دون رقيب أو موجه. لكن ليلى 27 سنة مهندسة ترى أن منطق الجيل وقناعاته هو ما يتحكم بتصرفاته وسلوكه تقول: أعتقد أن الواقع يتطلب إعادة التفكير بدور الأسرة والعادات التربوية ومعالجتها وإسقاطها من جديد على واقع شبابنا ومن ثم هذا التطور السريع الذي نمر به والأجواء والتقليعات التي نعيشها كشباب سواء في الحياة أم بالتطور التكنولوجي المذهل، وتبدو غريبة مازالت بحاجة إلى الوقت لتقييمها. أما سمير أحمد طالب أدب انكليزي فيقول: جيل الصرعة والعشوائية والسلبية وقلة الوعي والاهتمام، وانعدام المسؤولية والاستهتار جيل الإنترنت والفيسبوك، كلها صفات تطلق على جيلنا وكوني فرداً من هذا الجيل أقول إن جيلنا مظلوم فهو يعاني من ضغوطات نفسية ومادية فرضت عليه وأشبع بالتناقضات من حوله، وإذا حاولنا المقارنة قليلاً بين ما نتعرض له وما نتصف به فعلياً، يتبين بأننا مازلنا بحالة قيمية وسلوكية جيدة، ومازلنا كجيل شاب مقتنعين وبشكل بديهي بمبادئنا وتقاليدنا وهويتنا. الأسرة فقط الأسرة فقط بيدها التحكم وضبط أخلاقيات الفرد لأنها تصنعها حسب ما تريد هذا ما تقوله وسام أدب عربي وتضيف: لكن التطور السريع للحياة وما يفرضه من ثقافة مادية أصبح يؤثر حتى في أخلاقيات الأسرة وطريقتها في التربية. والسؤال: إلى متى يمكن للأسرة أن تقاوم هذه الثقافة وتضبط سلوكيات أفرادها؟ ضوابط تقليدية من وجهة نظر مهند سلامة طالب طب فإن هذا الجيل يتأثر إلى حد كبير بوسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالكمبيوتر التي توثر سلباً وإيجاباً وتلعب دوراً كبيراً في طريقة تفكير الشباب وسلوكهم إذا قورنت فعاليتها بفعالية الضوابط التقليدية مثل الدين والأعراف والتقاليد والبيئة المحيطة والتي أصبح دورها متراجعاً نوعاً ما، وإذا استمرت الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية في نشاطها دون أن يكون هناك ضوابط موازية فإن أخلاقيات الشباب ستصبح على مفترق طرق. أما سراب طالبة هندسة معمارية فتجيب بصراحة: أنا لا أؤمن بالثوابت في أي شيء لذا غالباً ما تتحكم قناعاتي بسلوكياتي،وتصرفاتي، ولا أتقيد بأي رابط ديني أو تربوي أحاول من خلال المنطق أن أفعل ما هو صحيح ومقتنعة به وهذا ما يجعلني راضية عما يصدر عني من تصرفات، حتى لو لم تجد قبولاً لدى الآخرين. غياب الطموح ولكن جهاد عازر يأتي رأيه مختلفاً فيقول: لعل أكثر ما يجعلنا حالياً كجيل شاب في حالة تخبط وعدم التزام وانقلاب على أخلاقيات المجتمع هو غياب الطموح وأوقات الفراغ، وقلة فرص العمل، فهي أمور تستحوذ على تفكيرنا ما يدفعنا إلى قناعات وسلوكيات نحن أنفسنا نكون غير راضين عنها فلو كان هناك طموح وفرص عمل متاحة لتركز جهدنا فيها ولم يعد هناك مكان لسلوكيات هجينة. هذه آراء بعض شبابنا ولكن ما وجهة النظر التربوية في أخلاقيات الشباب وما يحكمها؟ تشير دراسات عديدة إلى أن وظائف الأسرة تقلصت نتيجة قيام مؤسسات اجتماعية متعددة بعملية التنشئة الاجتماعية وربما أيضاً بسبب مصاعب الحياة وخاصة الاقتصادية ومواجهة الشباب للتحديات المفروضة عليه مرهون إلى حد كبير بنجاح الأسرة في بناء شخصيات أصيلة ومتكاملة قادرة على تخطي الصعوبات المفروضة من الظروف الصعبة الراهنة المتمثلة بالبطالة وأوقات الفراغ. |
|