تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يلهثون وراء الموضة

طرطوس
شباب
الأثنين 28-2-2011م
مروة نزق

تطورت أساليب الحياة وطرق العيش فيها ومع ذلك ما زلنا نعتمد على التلقي من الآخر وتقليده بأي طريقة, ونسينا أن نبتكر شيئاً يدل علينا ويعبر عن هويتنا , بصراحة ما يحدث وما سيحدث هو أمر يستوجب أن نقف عنده ولو للحظة ونفكر ما السبب،

فاليوم أستطيع أن أقول لكم بأن الشباب يمشي مع الموضة مغمض العينين وأمّا إذا كانت عيناه مفتوحتين فهو يراها حتماً بمفهوم خاطئ فلاحظوا معي بأن أيّ شيء غير مألوف غير طبيعي خارج عن عاداتنا وتقاليدنا فيجب عليهم أن يقوموا به سواء تعلق الأمر باللباس أو بطريقة الكلام أو(بموديل)الشعر وحتى لو هذا التصرف خالف أهلهم ومجتمعهم فعلى الفور نجد جملة(هيك الموضة)رداً على التعليقات التي تصلهم.‏

وكنت أتمنى لو أن هذه الظاهرة وقفت عند هذا الحد لكنّها أخذت مجالاً أوسع من ذلك،وانتشرت حتى أدمن البعض عليها، و أصبحنا نقيّم الإنسان بالاعتماد على مظهره الخارجي من لباسه وشعره ولغته (كإدخال بعض الكلمات الأجنبية في أحاديثه)فيجب أن تكون عصرية مثيرة للاهتمام وملفتة للنظر وإلاّ فسيعتبر من يرفض فعل ذلك شخصا بدائيا متخلفا لا احترام له على الإطلاق وإن دققتم في الموضوع فسترون بأن الشخص العادي والبسيط بمظهره فهو بالنسبة«لشباب الموضة« إنسان لا داعي لوجوده أصلاً بينهم.‏

ولنعد إلى الماضي قليلاً حيث سنجد أن تقييم الإنسان كان من خلال علمه وثقافته وأخلاقه وليس كهذه الأيام .‏

لا والأغرب من ذلك هو اعتقادهم بأنّ الشاب إذا بدأ بالتدخين في عمر مبكر وخرج عن طاعة والديه وأصبح يعود لمنزله متى يحلو له ويتردد على المقاهي بكثرة وخصوصاً في نهاية الأسبوع حيث لا يحقّق أي فائدة فقط تضييع للوقت, فهذا هو الشاب العصري الحديث الذي يستحق أن نتعامل معه ونعطيه الاهتمام ويجب أن ينضم إلى«الشّلة« كما يقال،لأنّه كبُر في نظرهم ونال إعجابهم بسبب رجولته وجرأته وتحرره من قيود أهله. وإذا أتينا لنسأل من السبب ؟نلاحظ أنّ الجواب سيتجه مباشرةً للأهل, فانعدام رقابة الأهل على أبنائهم أو قسوة المعاملة من أهمّ الأسباب لحدوث هذه الظواهر المخيفة فتدمّر الأفكار الجيدة التي يحملها الشاب العربي فتحولها إلى أفكار سيئةٍ تهدد حياتنا، ويضاف إلى ذلك دور المدرسة الذي يؤثّر تأثيراً كبيراً على الشباب وخصوصاً من هم في سن المراهقة ويأتي من ناحية أخرى قلة وجود برامج تلبّي رغباتها وهذا ما يجعلنا نلجأ للوسائل والأفكار الأجنبية لنأخذ منها ما يرضينا بغض النظر إن كانت سيئة أم مفيدة.‏

و يجب ألا ننسى أبداً أنّ هنالك من رفض هذه الموضة ولم يقبل الانجراف لهذا السيل الأسود فأصبح ينظر إلى هؤلاء الأشخاص نظرة احتقار ودون،يؤدي بدوره إلى خلق صراع داخلي لديهم فيصبح تفكيرهم الوحيد الموضة العمياء وهل نتبعها أم لا؟!‏

مما يسبب فشلهم في المستقبل وانعدام إبداعهم وحتماً سينعكس ذلك سلباً على مجتمعهم ونتمنّى أن يفكر الشباب بمنطق ويحكّم عقله في كلّ موقف قد يتعرض له لنصل بوطننا الغالي إلى أسمى وأرقى درجات التطور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية