تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«يوم صامت» في حياة طفل

سينما
الأثنين 28-2-2011م
نجلاء دنورة

دوماً كانت الأعمال الفنية المرآة التي تعكس المجتمع بمختلف جوانبه الحياتية (اجتماعية،إنسانية...)

مقدمةً لنا شخصياته بكل فئاتها، لكن اليوم يتم تصوير فيلم يعرض لحياة الصم بعنوان /يوم صامت/ متناولاً الفئة العمرية الصغيرة ساعياً الى تحقيق هدف نبيل ذي مستوى راق يقوم على أساس تحقيق الانسجام في المجتمع بين هذه الفئة من الناس مع غيرهم من الأشخاص الأسوياء.‏

ويقدم الفيلم يوماً في حياة طفل أصم وأمه مصوراً حياتهم بشيء من التفصيل وكيفية تعامل هذه الأم القوية مع ابنها لتقويته وإقحامه بين الأطفال الأسوياء ليتجاوز إعاقته وكأنه طفل طبيعي مثلهم لا يعاني من أي إعاقة.‏

والفيلم من إخراج /رنا كزكز وأنس خلف /وكتبته المخرجة كزكز مع كاتبة النص الأصلي ليزلي إيفيفيان وتمثيل الفنانة /سلاف فواخرجي/ والطفل/ ليث طحلة/‏

زرنا موقع التصوير وكانت اللقاءات التالية: المخرج /أنس خلف / تحدث عن الفيلم الذي كان نصه الأصلي عبارة عن نص مسرحي يحمل نفس العنوان، قال: رنا شاهدت هذه المسرحية في أميركا منذ عشر سنوات وأحبتها كثيراً وتأثرت بها ،ومنذ ذلك الوقت ولديها رغبة قوية بأن تحول المسرحية الى فيلم قصير وبعد تسع سنوات وفي العام الماضي جرى الحديث بيني وبين رنا حول هذا المشروع وبدلاً من أن تكون القصة مسرحية تصبح فيلماً وبدلاً من أن تعرض في نيويورك تعرض في دمشق باللغة العربية والإشارات العربية ،ثم بدأت رنا وليزلي بكتابة النص مع تغيير بعض الأشياء في القصة لتتناسب مع المجتمع السوري ،وبعد ذلك بدأنا البحث عن الممثلين والممول.‏

الإنتاج فرنسي سوري وبالنسبة للجهة المنتجة السورية يتم التعاون مع جمعية آمال وكان الممول بنك بيبلوس في البداية إلا أنه انسحب فيما بعد ولكي لا يتم تأجيل تصوير العمل لفترة طويلة تم التمويل من قبل بعض الأصدقاء ، لكن ما زلنا نبحث عن منتج وبالتالي الجهة المنتجة السورية لا تزال غير واضحة بعد.‏

وعن التعاون الثنائي إخراجياً بينه وبين رنا يقول: التجارب الثنائية مهمة وجميلة وتخدم العمل كثيراً من حيث التنوع بالأفكار ووجهات النظر.‏

بدورها الفنانة /سلاف فواخرجي/ قالت إن الفيلم يتحدث عن يوم بحياة الصم ويطرح قصة أم وابنها، وأجسد شخصية الأم التي تساعد ابنها على تنمية شخصيته وأن يكون قوياً وقادراً على التعامل مع الناس الأسوياء وكأن ليس لديه إعاقة .‏

والعمل يسعى الى تعزيز فكرة الاندماج بين إنسان لديه إعاقة مع المجتمع الطبيعي والأشخاص الأسوياء وكيفية التعامل معهم وهذا شيء مهم جداً.‏

والعمل كفكرة سينمائية أو فنية هو فكرة عالية المستوى وفيما بعد تأتي الناحية الإنسانية ،لكن بالنهاية نقدم حالة في المجتمع موجودة وخاصة.‏

وعما إذا كانت الفنانة /فواخرجي/ قد استفادت من أم الطفل ليث في تطوير أداء شخصيتها قالت: كان هناك اجتماعات وجلسات عمل كثيرة بيني وبين السيدة/ رانيا/ والدة ليث والمخرجة رنا ،واستفدت منها كثيراً من خلال تجربتها مع ابنها وهي نموذج للمرأة القوية التي تحفر بالصخر من أجل ابنها خاصة إذا كان لديه احتياج معين وأعجبت بشخصيتها كثيراً وطبعاً استفدت منها بتفاصيل دقيقة فهي تعلم أكثر من الجميع بهذه الأشياء باعتبارها تعيش الحالة.‏

وترى بأن ليث طفل موهوب ويمتلك عقلية جميلة وذكي ولماح جداً ونشأت بينهما علاقة صداقة.‏

وحول تشجيع فواخرجي لهذا النوع من الأعمال تقول بأنه لا يجب أن يتم تصنيف هذه الأعمال لأن الفن يقدم المجتمع بما فيه من شخصيات بمعنى ليس هناك شيء نوعي وخاص فالمجتمع فيه نماذج مختلفة بشكل طبيعي ،وشيء جميل أن نقدم مثل هذه الشخصيات ،وأن نهتم بها لكن دون أن نتعامل مع ذلك على أساس أنه شيء نوعي فهو من ضمن عملنا الذي يقدم المجتمع بكل حالاته. ويجب أن يكون هناك انتباه أكثر لهذه الفئة وألا تكون موضة ومن الضروري أن نهتم بهذه التفاصيل ليس فقط في الفن إنما في مجالات الحياة المختلفة.‏

أما السيدة رانيا والدة الطفل ليث فقد حدثتنا عن مشاركة ابنها بهذا العمل وقالت بأنه سعيد جداً بهذه المشاركة ويبدو أنه يحب التمثيل، ولم أكن أشعر بذلك، ولديه استعداد للعمل في الفيلم لساعات طويلة تصل أحياناً الى اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ساعة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية