|
من داخل الهامش لماذا لم يصل مسرحنا إلى مداه النهائي.. وإذا كنا مخطئين في التوصيف متى وصل إلى ذلك... أسئلة كثيرة طرحناها في هذه الندوة، المسرح السوري واقع وآفاق.. المشاركون أدلوا بما لديهم، وكل خاض بما يريد لم يبق شيء من هموم المسرح إلا وتطرقوا إليه.. واللافت في الأمر أن بعض المشاركين قال: إن الزمن يعود إلى الوراء فمنذ عشرين عاماً وربما أكثر كان يشارك في ندوة تحمل العنوان نفسه، والأسئلة متشابهة، حول أزمة المسرح.. إذاً، نحن محقون في أن نخصص ندوة لأزمة بدأت منذ أكثر من عشرين عاماً، ولسنا مخطئين حين نعيد الطرح ونبحث عن اجابات مختلفة، عن أسباب حقيقية، فالمريض يخضع للأسئلة ذاتها من أجل تشخيص آخر مختلف. ترى لماذا لانضع الدواء ونحن نعرف الداء.. لماذا نهجر المسرح إلى بريق التلفزيون.. أهي أزمة المسرح في العالم كله..؟ كثيرون يرون أنها أزمة نصوص، فالكتاب المسرحيون الحقيقيون قلة، بل أصبحوا نادرين.. يفتقدون سعد الله ونوس وآخرين.. وربما يسأل أحد ما: أليس لكل زمان نصه المسرحي المختلف ورؤاه المتفاعلة مع المحيط..؟ لماذا علينا أن نترك المسرح وحيداً بلا تطور، بلا نمو، أليس تقييده هو الذي جعله ينكفئ وينحسر..؟ ولكن ربما من يرى أن المسرح أيضاً جرب وحاول (المسرح التجريبي ..)، وثمة أسماء ومسميات أخرى مختلفة، ولكن دون جدوى. لقد طوى المسرح أوراقه إلا القليل منها، وهو بحاجة إلى عمليات انعاش حقيقية قوامها: الإبداع والدعم المادي الحقيقي والمتابعة الحثيثة، فالمسرح فرجة وتأمل، وهاتان الصفتان لن تتوفرا لا عند المبدع، ولاالملتقي إلا إذا كان الوضع المادي مريحاً. وعلى المقلب الآخر ثمة من يقول: إنه التلفزيون والدراما سحبا... إذاً البساط من تحت كل شيء حتى من الأسرة وأحاديثها إذ يتسمر الجميع مشدودين إلى الشاشة وكأن كل واحد منهم في عالم آخر.. أسباب كثيرة وحلول أكثر، وآراء متباينة فأين الحقيقة، ربما لن نستطيع الاقتراب منها لا نحن ولا ضيوفنا،وربما أشرنا إليها، ولكننا نحاول وفي المحاولة حراك يزداد كل مرة ويترسخ وهذا ما نسعى إليه. |
|