تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نوافير غازية..!

رؤيـــــــة
الاثنين 8-1-2018
سعاد زاهر

ربما دون وعي منا..!

اعتدناها.. دون أن نشعر تترسخ كعادة يصعب اقتلاعها..!‏

قراءة سريعة، نمر على الكلمات بأعيننا، نقفز بسرعة على الأفكار، دون أن تحفر، كأننا لانقرأ بل نتفرج على الصور، غالبا، قراءتنا السريعة تلك لاتجعلنا نتلقى سوى معنى سريع، العمق فيه، لايؤمن ولايقيم.‏

مع اعتيادنا لهذا النمط، تتشكل شخصية جديدة، تمتلئ بنوافير، ولكنها ليست مياها، إنها نوافير غازية تتطاير سريعا، نحن لانلاحظ كل هذا التطاير، إلا عندما نواجه بفكر مغاير، أو نحاول تلقف وجبة ثقيلة،‏

تتطلب فكرا مختلفا، ووقفة وتمعنا، لأن عمقها أو بعدها الفلسفي يخلق جدلا ومحاكمة لاينفع معها كل ماعشناه من عبور سطحي..!‏

ونحن غارقون بالحالة، مستلبون، تلتهمنا اللحظة ولا نتمكن من إفلاتها، نعتقد أننا نمتلك يقينا وفكرا لايضاهى...‏

نعتاده، ونعتاد نمطية التلقي، بحيث تصبح جزءا من مزاجنا...‏

حين يرغمنا ظرف ما...حالة معينة على العبور إلى ضفاف جديدة.. نكتشف مدى تكلسنا.. وهشاشة ما اعتدناه طويلا.‏

وعي ما يجتاحك، يأتيك كلسعة حارقة، يخض اطمئنانك، ويرمي بك إلى أقصى حدود القلق.. تراكم الفكر العميق، والبعد الفلسفي لمعان جديدة، وحالات تراكمية لانهائية لاتغتني إلا بمواجهة مواقف حياتية، موجعة، لا تتمكن من تجاوزها إلا وأنت تعيد تشكيل مزاجك الفكري.‏

لن تكون العملية سهلة يوما، ونحن نحاصر بفكر رجراج، سطحي، متقلب، تحركنا أدواته، وحتى الآن حركتنا كيفما أرادت بعد أن ضخت إلينا كل هذه السطحية..‏

سطحية لن تنتهي سريعا.. أصبح لزاما علينا، لا أن ننشغل بتشكيل وتطوير ذواتنا، بل بانتشالها أولا من كل هذا العفن الذي اعتدناه منذ وقت طويل..!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية