|
جامعات نجد أن المجتمع المعرفي حلم تسعى جميع الأمم للوصول إليه) هذا ما بدأ به الدكتور جمعة حسن ابراهيم من قسم المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية في جامعة دمشق حيث أشار إلى أن التعلم الالكتروني (المصمم افتراضياً) يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال، واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين المتعلم والمعلم وبين المتعلم والمدرسة-وربما بين المدرسة والمعلم- والتفاعل بين المتعلم ووسائل التعلم الالكترونية الأخرى كالدروس الالكترونية والمكتبة الالكترونية والكتاب الالكتروني والمختبر الالكتروني وغيرها ولا يستلزم هذا النوع من التعلم وجود مبانٍ مدرسية أو صفوف دراسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية للتعليم. برنامج إرشادي وتعليمي ولكي نوضح الصورة الحقيقية له أضاف جمعة : نرى أنه ذلك النوع من التعلم الالكتروني بوسائله ونتائجه,يرتبط بالوسائل الالكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات، وأشهرها شبكة المعلومات الدولية (انترنت) التي أصبحت وسيطاً فاعلاً للتعلم الالكتروني. وكما شاع استخدام مصطلح الجامعة الافتراضية، وحجرة الدراسة الافتراضية، والتعلم الالكتروني، فقد شاع أيضاً استخدام مصطلح المتعلّم الكترونياً وقد يكون من الضروري الإشارة إلى: « أن مصطلح المتعلم إلكترونياً مصطلح غير مستقر، فقد يطلق هذا المصطلح ويراد به المتعلم الحقيقي(Actual Learner) ,وقد يطلق ويراد به الوكيل الإلكتروني الذي يحل محل المتعلم في الجلسات التعليمية عند عدم تمكنه من حضورها,أو رفيق الدراسة الالكتروني,وهؤلاء في الحقيقة ليسوا طلاباً ولا رفقاء حقيقيين,فالوكيل أو الرفيق الإلكتروني هنا عبارة عن برنامج إرشادي وتعليمي ذكي يتفاعل معه المتعلم الحقيقي، ويتشارك معه في الوصول إلى حلول للمشكلات، ويتبادل معه الأدوار. وأردف جمعة: كما أن هناك متعلماً إلكترونياً,فهناك أيضاً المرشد الإلكتروني,ومساعد المعلم الشخصي الالكتروني «.وأما المعلم الالكتروني فهو الذي يتفاعل مع المتعلم إلكترونياً، ويتولى أعباء الإشراف التعليمي على حسن سير التعلم، وقد يكون هذا المعلم داخل مؤسسة تعليمية أو في المنزل، وغالباً لا يرتبط هذا المعلم بوقت محدد للعمل وإنما يكون تعامله مع المؤسسة التعليمية بعدد المقررات التي يشرف عليها، ويكون مسؤولاً عنها وعن عدد من المتعلمين المسجلين لديه. زيادة عدد المتعلمين ولماذا التعلم الإلكتروني؟ أكد د. جمعة قبل التسرع وتشجيع هذا النوع من التعلم يجب أن يطرح مثل هذا السؤال. ويمكن مناقشة بعض العوامل التي تشجع هذا النوع من التعلم,ومنها: زيادة أعداد المتعلمين بشكل جاد لا تستطيع المدارس المعتادة استيعابهم جميعاً، وقد يرى بعضهم أن التعلم المعتاد ضرورة لإكساب المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، إلا أن الواقع يدل على أن المدارس بدأت تئن من الأعداد المتراكمة من المتعلمين، و ينبغي أن يشجع مثل هذا النوع من التعلم (التعلم الالكتروني) في المستويات المتقدمة (الثانوية وما بعدها)، أما المراحل الدنيا من التعليم فإنه قد لا يناسبها تماماً. رافد للتعليم التقليدي وأضاف جمعة: يعتبر التعلم الالكتروني رافداً كبيراً للتعليم المعتاد، فيمكن أن يدمج هذا الأسلوب مع التعليم المعتاد فيكون داعماً له، وفي هذه الحالة فإن المعلم قد يحيل المتعلمين إلى بعض الأنشطة أو الواجبات المعتمدة على الوسائط الالكترونية. و يرى بعضهم مناسبة التعلم الالكتروني للكبار الذين ارتبطوا بوظائف وأعمال، وطبيعة أعمالهم لا تمكنهم من الحضور المباشر لصفوف الدراسة. وعن مميزات التعلم الالكتروني أشار جمعة إلى سهولة الاستخدام من جانب المعلم والمتعلم مع الحاسوب من خلال اللمس بالإضافة إلى أنه يسهم في تقديم مواد علمية متنوعة و موثقة من خلال المكتبة الالكترونية وإعطاء المتعلم و المعلم فرص الإبداع و الابتكار من خلال التعامل مع مدخلات ومخرجات التعلم الالكتروني و قلة التكاليف بالمقارنة مع التعليم التقليدي كما يسمح بالتكرار أي إعادة النص أو التجربة أو التجارب ويوفر درجة عالية من التفاعل والمشاركة الفعالة للمتعلم والمعلم وحرية اختيار المواضيع التي يرغبها المتعلم والمعلم وشروط السلامة والأمان ومحاكاة الواقع بدقة عالية وتوفير الوقت والجهد ويقلل من صعوبات الاتصال اللغوي بين الطالب والمعلم وهذا كله يمكن أن يؤدي الى زيادة الدافع للتعلم، وبالتالي يمكن أن يؤدي الى رفع مستوى التحصيل عند المتعلمين. وعن معوقات التعلم الالكتروني قال جمعة : بالرغم من حماس المربين للتعلم الالكتروني,فإن هذا النوع من التعليم لا ينفك من بعض المعوقات ومنها: المعوقات المادية: مثل عدم توفر أجهزة الحاسوب والشبكات المحلية أو العالمية (العتاد اللازم) أحياناً. والمعوقات البشرية ومنها: - قلة التدريب والدعم الفني إذ إن هناك شحاً بالمعلم الذي يجيد « فن التعلم الالكتروني «، وإنه من الخطأ التفكير بأن جميع المعلمين في المدارس يستطيعون أن يسهموا في هذا النوع من التعليم ما يؤدي إلى القلق والخوف من استخدام الإنترنت الخوف من وصول الطلاب إلى مواقع غير تربوية - تشتت المعلومات على الانترنت. -عدم المعرفة الكافية باللغة الإنكليزية. أساليب واقعية وعن كيفية التغلب على معوقات التعلم الإلكتروني أضاف جمعة: هنالك العديد من الأساليب الواقعية والممكنة للتغلب على هذه المعوقات منها : - تقليل الكلفة الكلية للتقنية: صحيح أن التقنية في مجملها باهظة التكاليف ولكن من ناحية أخرى يجب ألا تكون التقنية بذلك القدر من التكلفة عند استغلالها بكفاءة لتقديم الخدمات ،كما أن على المدارس والجامعات وما يقترن بها من مؤسسات تعليمية أن تدرك أنه في عالم التعليم اليوم يعد عدم استغلال الانترنت أشبه بالانتحار التربوي وذلك لأن الحقيقة الماثلة هي أن الجميع يستخدم الانترنت مع تقلص قيمة الورقة المطبوعة مقابل قيمة المعلومات الإلكترونية، ولذلك فإن المؤسسات التي لا تقدم على استخدام الإنترنت سوف تحكم على نفسها بالعزلة والتخلف. بجانب ذلك يستطيع الطلبة في المستقبل القريب الانتماء إلى أي مدرسة أو جامعة تروق لهم دون الحاجة إلى مغادرة مدنهم (مواقع سكناهم)، وفي هذه الحالة كيف سيكون مصير تلك الجامعات التي قررت عدم الاستثمار في الانترنت والتقنيات الحديثة لأغراض التعليم ؟ وتابع جمعة: السيطرة على التقنية طالما أن النظم التعليمية تتميز بخاصية الرقابة والكفاءة التقنية فإنه يمكن السيطرة على كل شيء يتعلق بالتعلم الإلكتروني بما في ذلك موارد ونوعية التعلم وفوق كل ذلك الأمانة الأكاديمية. ووضع سياسة صارمة غير متسامحة إزاء الأمانة الأكاديمية إذ يتعين على جميع المدارس الراغبة في البقاء والمحافظة على جودة مخرجاتها التعليمية في عصر الانترنت أن تضع نصب عينها قضايا الأمانة الأكاديمية وذلك بوضع سياسة شديدة الصرامة ضد كل من يقوم بمخالفة القواعد المرعية عند استخدام الانترنت. وهنالك العديد من التقنيات الحاسوبية وخدع الاتصال التي يمكن أن تخدم هذا الغرض، ولكن الأهم هو ضرورة الوضوح في قضية من يسمح له ومن لا يسمح له بالدخول إلى الشبكة. - تعليم وتدريب المدرسين والتربويين: ويشمل ذلك التدريب في مجال التقنية واستخدام الانترنت بجانب التدريب على وسائل التدريس والقضايا الاجتماعية والإنسانية الأخرى ،بما يمكنهم من تحسين قدراتهم على التعاطي مع التعلم الإلكتروني. وختم د. جمعة: يتعين على التربويين في نهاية المطاف التعامل مع أولياء أمور الطلبة وعائلاتهم، ولذلك يجب الاستعانة بالتعلم الإلكتروني كإستراتيجية رئيسة لتعليم المجتمعات عن أهمية مثل هذه التقنية ،وقدرتها على خدمة المجتمع نحو مستقبل أفضل. |
|