|
مجتمع استجب لندائي ولاتقطفني ولاتحرقني اتركني فلتراً طبيعياً لتنظيف هوائك الملوث فأنا قادرة على إزاحة حتى 70 طناً في العام الواحد من الغبار والشوائب الضارة من الهواء المحيط. عند الملمات والشدائد يتجلى حب الوطن أكثر وأكثر عندما تشتد الأحوال فمن يعش في رغد وبحبوحة ويتحدث عن حب الوطن وعشقه ليس لكلامه معنى إذا لم يرفق بالعطاء تتوافق الأقوال مع الأفعال، وتظهر حقيقة كل إنسان وحقيقة حبه لوطنه عند الملمات والشدائد. مسافة صغيرة تلك التي تفصل بين الذي يحمل السلاح وذاك الذي ينتهك القوانين ويتاجر بأرواح الناس ولقمة عيشهم أو حتى الهواء الذي يتنفسونه لوثه طمعاً في الربح الفاحش والإثراء غير المشروع على حساب الدولة وعلى حساب المواطن في آن واحد. صحيح إن الأزمات الخانقة التي نعاني منها هي من صنع الأزمة العاصفة والحصار والعقوبات القاسية المفروضة على بلدنا لها يد فيها ولكن اليد الطولى لما نحن فيه هي طريقة تعاطينا مع مفردات هذه الأزمة ومفرزاتها. ومع تفشي المتاجرة بكل شيء.. ظهر تجار الأشجار، امتهنوا قطع الأشجار للبيع واستغلال حاجة المواطن في ظل أزمة المازوت والغاز التي تتلاطم فيها أيضاً أمواج الفساد والنفاق تحت ذرائع قوامها تدبير الرأس واستغلال الظروف للمصلحة الشخصية. إعدام الشجرة..!! جريمة كثر مرتكبوها بحجة التدفئة وحتى لايموت أطفالهم من البرد والجوع، إذاً لتمت الشجرة ويحيا أطفالي إذا هي غريزة البقاء التي تحكم حيواتنا هذه الأيام.؟! قد نبرر للجاني فعلته ونعتبر الأسباب السابقة مخففة للحكم الصادرة عليه ولكنه بحكم الطبيعة والضمير مذنب لأن للشجرة فوائد جمالية وبيئية تفوق حاجة قطعها وحرقها ، فالشجرة هي أفضل فلتر طبيعي لتنظيف الهواء الملوث حيث إن هكتاراً واحداً مزروعاً بالأشجار قادر على إزاحة حتى 70 طناً في العام الواحد من الغبار والشوائب الضارة من الهواء المحيط حيث تعلق هذه والشوائب المتطايرة في الجو بأجزاء النبات .. بالإضافة إلى ذلك فإن الأشجار تطلق إلى الجو مواد مختلفة ذات تأثير مثبط وقاتل للبكتريا فالمواد الطيارة التي تفرزها أشجار الصنوبر تثبط عصيات السل، وإفرازات كل من الآس والزيزفون والحور لها تأثير في البكتريا والفيروسات وإن شجرة الكينا الموجودة بكثرة في حدائقنا تعد من الأشجار التي تطلق زيت الأوكاليبترس المستخدم كمبيدات بالإضافة إلى أثرها الكبير في تلطيف الجو.. وما رأيك أيها المحتاج البردان إذا علمت أن شجرة واحدة تقوم بأداء ثلاثة مكيفات هواء باستطاعة ستة أطنان ومن هنا نفسر زيادة الإقدام على شراء أجهزة المراوح والمكيفات في فصول الصيف الأخيرة بينما كادت تكون غير موجودة منذ عشرات السنين . حتى الغراس الصغيرة.. بعيداً عن أصحاب الحاجة والعوز والذي يجب أن يؤطر قطعهم للأشجار بإشراف لجان مختصة وبموافقة الضابطة الحراجية ولن يكتمل الحديث هنا إلا بوضع حلول ناجعة لأزمة الغاز والمازوت وحصول المواطن على مخصصاته.. بعيداً عن هذه الفئة والتي غالباً مايطبق عليها القانون وتتهم باستغلال الأزمة بينما ينجو تجار الحطب المجرمون الحقيقيون بجراراتهم الزراعية وشاحناتهم المحملة بالأشجار المعمرة وحتى الغراس الصغيرة لم تفلت من جشعهم. نأمل بحلول جذرية لا إسعافية بصدور حكم قضائي قطعي بقطع يد كل من حاول العبث والتطاول والتعدي على حرمة غاباتنا الخضراء سواء الإرهابيين الحقيقيين أو الإرهابيين الملثمين.. |
|