تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حوار الأخوة

رؤية
الثلاثاء 19-2-2013
هناء الدويري

جميعنا يعلم أن القاعدة العامة للحوار تبدأ من احترام الانسان لنفسه أولاً ومن ثم احترام عقل الآخر، وأن من الأدوات التي لا مناص منها للقيام بهذا الدور هي القدرة على الاستماع والاصغاء الذي هو أثمن وأهم أدوات العقل.

وما أحوجنا اليوم ونحن نعيش هذه اللحظات المقلقة والمحرجة مع كل هذا الدم المراق إلى طاولة المصارحة والحوار، علها تكون الطريق إلى الخلاص، فالصفاء والنقاء الذي بات منشد كل مواطن سوري على اختلاف أطيافهم ومشاربهم وانتماءاتهم.‏

ولكن مع من سأتحاور؟ ولماذا؟‏

سأتحاور إذا ما وجدت الحوار سبيلاً لعودة ما اعتدناه من الأمن والأمان.‏

سأتحاور على خير الانسانية، وعلى محاربة الانسان لأخيه الانسان،‏

سأتحاور مع من يلتقي معي بتفكيري ويرسم ملامح المستقبل في سورية لي ولأخوتي وأبنائي من بعدي.‏

سأتحاور مع من يؤكد لي حقي في العيش بكرامة دون أن أسأل عن ديني ومعتقدي ومبادئي.‏

سأتحاور مع من يسجلون بحوارهم صفحة تاريخية مشرقة من صفحات سورية التي اعتدناها والتي لا ينكرها علينا العدو قبل الصديق.‏

سأتحاور مع هؤلاء الذين لا يقبلون الارهاب والقتل والتدمير، مع من لا يقبلون التجويع والحصار وهدر الكرامات.‏

سأتحاور معك أيها الآخر وأحبك إن أعدت لي كل ما كان من الأمن والأمان.‏

وإن أثبت لي بالفعل لا بالقول أنك أخي في الانسانية.‏

قديماً قال الامام علي كرم الله وجهه: إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. ونحن نريد أن نتحاور معاً ايماناً منا بالحوار وتقديراً لسوريتنا العظيمة وحقناً منا للدماء، سنتحاور لنسطر في أسفار التاريخ أن السوريين ذهبوا إلى الحوار منتصرين في حربهم الكونية لقضيتهم العادلة على كل أذرع الارهاب التي حاولوا غرسها في الجسد السوري معلنين أنهم ذاهبون إلى الغد المشرق والحضارة حيث المكان اللائق بسورية المجد.‏

hanadstar76@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية