|
|
حديث الناس لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تضعف قدرته على الابداع والابتكار الخلاق الذي يستند في جوهره إلى مخزون كبير من الإرث الإنساني الحضاري، حيث انطلقت بواكير الأبجدية الأولى إلى كافة بقاع الأرض، ليكتب في صفحات التاريخ البشري ملحمة هذا الشعب الذي سما فوق جراحه النازفة، وقدم النموذج الأرقى في صبره وصموده وكبريائه. السوريون الذين عانوا الأمرين بسبب الأزمة الخانقة التي ألحقتها قوى الشر والعدوان بالبلاد عموما وأمام سيل العقوبات الاقتصادية الظالمة التي فرضت على الشعب للنيل من وحدته وتلاحمه المصيري، عملوا جاهدين للتقليل من آثارها السلبية على المجتمع فابتكروا أساليب جديدة مكنتهم من تأمين مستلزماتهم، بالعودة إلى ما تقدمه الأرض والبيوت السورية فظهر ما يسمى بالاقتصاد المنزلي البسيط الذي أثبت حضورا ساعد الناس لتجاوز أزماتهم وتأمين حاجاتهم الضرورية، والمتابع هنا يكتشف أن مبادرات مهمة أطلقها السوريون في هذا المجال منها ما يدعو مباشرة للتكاتف والتلاحم في وجه الأزمة وتداعياتها واقتسام رغيف الخبز في إشارة إلى تماسك الأسرة السورية، ومنها من أخرج ما لديه من مدخرات لليوم الأسود وجعلها ركيزة تساعده على خلق جبهات عمل جديدة وتأمين نفقات ضرورات الحياة، ومنها من تجاوز ذلك لبناء قواعد تكاتف اجتماعي تمثل في ضبط إيقاعات العمل الاجتماعي والاغاثي وتقديم العون والخدمات لمن خرجوا من بيوتهم تحت تهديد الإرهاب الأسود فكانوا بلسماً مع مؤسسات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني يداوون الجراح النازفة ويشعلون شمعة حب في طريق سورية المنتصرة. أمام ما تقدم ثمة ما يقال عن بذل المزيد من الجهد المنظم الذي يقدم الخير للناس جميعا، ويمنع عنهم وقوع الأذى خاصة مع ظهور جماعات من الفاسدين العابثين الذين قاموا بالتعديات السافرة على الأشجار الحراجية والمثمرة والهدف الوحيد جني الأرباح والثروات على حساب حاجات الناس، هنا ننوه عاليا بمبادرات السوريين الشرفاء الذين انبروا للدفاع عن ممتلكات الوطن والناس وهبوا في وجه جماعات العابثين الفاسدين ليحصنوا الوطن من ممارساتهم وشرورهم. بالمقابل لابد من التنويه بالجهود الخيرة التي أطلقت مبادراتها على أساس الحسابات الوطنية لتؤكد للكون أننا شعب يستحق الحياة ولن تقدر قوة غاشمة مهما عظمت أن تسلبنا الحياة فهذه سورية لمن لا يفهم... |
|
