|
الملحق الثقافي تأبط علي متاعه من أدوات وزاد واصطحب ما يسميه صديق عمره ورفيق أنسه «الموبايل» كان علي شديد الحرص على الموبايل فصمم له غلافاً من الجلد الطبيعي، ليقيه شر الصدمات والارتطام، كان جهاز يعني «لعلي» الكثير الكثير، فهو آلة مسجلة تطربه في وحشته وآلة حاسبة أمينة في حساباته. وقلما تراه إلا والجهاز أمامه يصدح بأغنيته التي أحبها وأحس بها نداء يوقظه. وصل علي إلى بستان الزيتون تناول أدواته مودعاً «الموبايل والمنشار» تحت ظل زيتونة. انتقل من شجرة إلى شجرة وخطوة تقودها خطوات، أمسى علي إلى الموبايل، بعيداً، والوقت اقترب من جسر الرحيل، فطن علي إلى الموبايل، هرول باتجاهه ليجد المنشار وحيداً. أدرك علي إن الموبايل قد خطف منه، قال بحسرة: آه يا ليلى لقد رحل صديقي ورفيق وحشتي، لا بد أن أحد الصبية قد خطفه. حاولت زوجته تهدئة روعه. تناولت جهازها أطلقت نداءات البحث، استجاب الموبايل استجابة الملهوف المستغيث لنجدته. أخذ علي يدور في أرجاء البستان ليفاجأ باستغاثة موبايله، ينبه إنه في مكان قريب. اختصرت المسافات، وتعالى صوت النداء.. أدرك علي أن الموبايل بين تلك الصخيرات القابعة في ظلال تلك الشجرات. أمعن علي ليجد وكراً لثعلب وأفراخاً مذعورين من الصوت المنبعث من ذلك الجلد. كان الثعلب قد ظنه قطعة من اللحم. غرز أنيابه وحاول تفتيت جلده لكنه ومن أول صوت ألقاه وأطلق العنان. أدرك علي، أنه والثعلب كلاهما قد وقع ضحية المفاجأة وأن السارق لم يكن ينوي استغلال الجهاز للمتاجرة أو المفاخرة، وإنه لا يطمح لحضارة البشر في ظل العولمة ونتاجها المدهش، وإن كلاهما ضحية، وإن كان في عالم مختلف! |
|