|
اقتصاديات وعلى أنغام ملتقيات السياحة والمؤتمرات والمنتديات وورش العمل الاقتصادية التي لم نحصد منها في الغالب سوى التوصيات التي بقيت حبرا على ورق, وعلى أنغام المؤشرات الاقتصادية المختلفة بأرقام لا تخلو من الإبهار.
موضوع الاستثمارات وحده كان يشكل صدمة كبيرة للسوريين على امتداد سنوات, ذلك أن الحكومة كانت تعلن بين الفينة والأخرى دون كلل أو ملل مشروعاً استثمارياً هنا.. وخمسة هناك وعشرين في هذا المجال ومئة في ذاك الاختصاص. وتشميل ألف مشروع هذا العام بزيادة 50 % عن العام الذي سبقه.. وهكذا.. والنتيجة مشاريع في معظمها على الورق ولم تتعد خطوة دراسة الجدوى الاقتصادية وأحيانا دراسة الجدوى تكون غير ذات جدوى والقلة القليلة التي أخذت طريقها للتنفيذ وجدت أمامها الكثير من جدران الصد من الفساد والبيروقراطية فضلا عن أن الكثير منها كانت مجرد أرقام وأصحابها كأنهم يرغبون في استثمار السياحة وليس الاستثمار في السياحة. وكما أشرنا فان المشاريع التي أخذت طريقها للتنفيذ ما زال معظمها عالقا وأصبحت من ضمن الملفات الشائكة أو المشاريع المتعثرة,ووزيرة السياحة بعد تسلمها مهامهما قبل حوالي العام أي بعد بدء الأزمة خصصت حيزا كبيرا من اهتماماتها وتصريحاتها الاعلامية لمعالجة المشاريع المتعثرة حتى انها أفردت في استراتيجية وزارة السياحة العديد من المبادرات منها جذب الاستثمارات وتبسيط الاجراءات وتحسين البيئة التشريعية بما في ذلك إلغاء عدد من الثبوتيات التي كانت مطلوبة من المستثمر وإلغاء الثبوتيات الخاصة بهيئة التخطيط الاقليمي للموافقة وتعديل بعض بنود لقرارات المجلس الأعلى للسياحة بما يتلاءم مع تطور الاستثمار السياحي و إطلاق آلية جديدة للتعاقد على المشروعات السياحية تكفل تبسيط الإجراءات والتراخيص، تقديم الدعم للمشاريع خلال فترة الأزمة وتشجيع إقامة المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر الخ... «مشاريع الاستثمار السياحي.. تعثر أم أرقام على الورق» ملف الثورة الاقتصادي الجديد, تابعنا من خلاله حال الاستثمارات السياحية المتعثرة رغم الأزمة التي تعيشها البلاد لعل ذلك قد يكون فرصة للمعالجة والوقوف عند الكثير من العقبات والمعوقات التي تحتاج الى الحلول. حــــــــازم شعــــــار الإجراءات الإدارية.. حائط صد ولكن!! المهندس ياسين الخولي استشاري ومستثمر في قطاع السياحة قال: المشكلة الأساس تكمن في الإجراءات الإدارية المطلوبة عند ترخيص أي مشروع سياحي لدرجة أنها تصبح معقدة وتستمر معالجتها لسنوات وليس لأشهر أو أيام كما يحلو للبعض أن يختصرها..!! وأضاف الخولي: أنا شخصياً لدي تجربة ما زالت حتى الآن عالقة حول ترخيص لمشروع سياحي في ريف دمشق وفق القرار 198 ويشغل مساحة ٤٤ ألف م2 وقد بدأنا بإجراءات الترخيص منذ عامين تقريباً وحتى الآن لم ننته والآن الموضوع بات لدى إحدى الدوائر المختصة بمحافظة ريف دمشق. وأشار الخولي إلى أن إجراءات الترخيص كانت قبل سنوات تتعلق بجهتين فقط وزارة السياحة والمحافظة المعنية بالمشروع أما اليوم للأسف فقد بات يتعلق في عدة وزارات وجهات زادت الأمر تعقيداً على حساب راحة المستثمر وبات يطلب منك الحصول على موافقة وزارات: الزراعة - الري - البيئة - الإدارة المحلية، إضافة إلى الدوائر الفنية المختصة بالمحافظة التي يقع المشروع ضمن نطاقها الإداري. وأعطى الخولي مثالاً إذا أراد المستثمر حفر بئر لحاجة المشروع للمياه فإنه لن يحصل عليه مهما بلغ شأنه في حين يتم حفر عشرات الآبار بالمواقع المجاورة بشكل غير مشروع ودون أي ترخيص..!! ولابد هنا من الإشارة إلى التضييق الذي تفرضه الحكومة على الاستثمار والمستثمرين في قطاع السياحة وحتى لغيرها من القطاعات عندما وضعت وزارة الزراعة أطلس أو خارطة للأراضي الزراعية عبر تصنيف تم اعتماده والذي لا يسمح بإقامة المشاريع إلا بشكل محدود جداً. كما أن رئيس الحكومة ووزير الزراعة الحالي وأيضاً محافظي اللاذقية وطرطوس يؤكدون أن لا مجال لإقامة المشاريع السياحية على حساب الأراضي الزراعية وخاصة عندما يقول رئيس الحكومة أنه إذا استمرينا باستملاك الأراضي الزراعية في قطاع السياحة والصناعة يتطلب منا مستقبلاً استيراد كافة منتجاتنا الزراعية التي تحتاجها السوق المحلية وهنا يوجد مغالطة كبيرة إذا علمنا أن المشاريع السياحية لا تشكل أكثر من واحد بالألف من إجمالي الأراضي الزراعية والتي تتجاوز مساحتها 10 ملايين هكتار في حين نجد أن الدول التي انتعشت فيها السياحة لم يتراجع فيها الإنتاج الزراعي بل تضاعف عبر استخدام التقنية في تطوير الإنتاج الزراعي، فالإنتاج الزراعي لم ينخفض كما يروج له. ومن هنا نقول: إن التوسع في السياحة لا يعقل أن يخفض الإنتاج الزراعي وتطوره ولا يكون ذلك على حسابه بل السياحة والزراعة يحققان نمواً متوازناً والدليل ما هو واقع اليوم في تونس وقبرص وتركيا ولبنان. المستثمر إياد أنيس محمد قال: بعد تجربة ميدانية خضناها مع ملتقيات الاستثمار السياحي كمطورين واستشاريين ومستثمرين في قطاع السياحة وجدنا بالنهاية أن هذه الملتقيات والمؤتمرات لا تعدو كونها بالونات إعلامية ودعائية لعمل وزارة السياحة والحكومة بآن معاً.. وكل هذه البهرجة الإعلامية لتبيان أن هناك مستثمرين يتهافتون على الاستثمار السياحي في سورية، لكن بالنظر إلى الواقع نجده عكس ذلك تماماً، مشيراً إلى أن فكرة الملتقيات الأساسية للاستثمار السياحي في سورية هي مرتبطة بفك وحلحلة العقد الموجودة ما بين الوزارات المختصة وصولاً لتسهيل الإجراءات عند التعاقد على المشاريع المطروحة في هذا الملتقى أو ذاك والعائدة للجهات العامة، ولكن بعد أن أصبح التعاقد مرتبطاً بوزارة السياحة منفردة راحت الجهات المالكة للمشاريع وللعقارات المطروحة تعمل على خلق المعوقات والعراقيل ووضع العصي بالعجلات حيث نشعر كمستثمرين أن تلك الجهات تذهب إلى التنافس فيما بينها لإفشال المشاريع وبالتالي العمل على «تطفيش المستثمر». وأعطى إياد محمد مثالاً على ذلك ما حصل معه شخصياً في مشروع استثمار سياحي على الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية حيث بعد أن تم إرساء العقد على المستثمر رفضت الجهة المالكة إخلاء موقع المشروع رغم موافقتها المسبقة على ذلك..! كما ذكر مثالاً آخر هو مشروع مبنى المصالح العقارية بدمشق وبعد إرساء العقد على المستثمر أيضاً وانتظار دام لسنتين متتاليتين رفضت الجهة المالكة للموقع إخلاءه وقس على ذلك الكثير من المشاريع المتوقفة..!! كما تطرق إلى مشاريع شركته المباشرة حيث تقدم لاستثمار أربعة مواقع أولها في مدينة اللاذقية وبعد أن تقدمنا إلى المشروع في الشهر السادس من العام 2009 استغرقت عملية إرساء العروض مدة سنة كاملة مع العلم أن عرضنا كان وحيداً لهذا المشروع واستغرق إرسال مشروع العقد إلينا لابلاغنا النتيجة سنة أخرى وفي 21/9/2011 تم ابلاغنا بمشروع العقد وهذا نتيجة الروتين..! وأضاف: كما تقدمنا لاستثمار موقع آخر في الساحل كشاطئ مفتوح في منطقة حميميم وهي منطقة تنمية سياحية وبعد مماطلة وطول انتظار دام لأكثر من سنتين ومحاولة اللجان الفنية إفشال العرض دون مبرر قام أعضاء اللجنة بوضع حد أدنى لاستثمار العقار بسعر يزيد أربعة أضعاف لنفس المساحة على شاطئ طرطوس وأيضاً بما يعادل مبلغ استثمار ستة دونمات في مركز دمشق كما هو الحال في أرض كيوان. أمام ذلك كله من التناقضات والمفارقات قمنا بالعزوف عن الاستثمار هناك وفضلنا الاستثمار بدمشق من منطلق أن تكون الإجراءات أفضل وأسهل وأيسر، فتقدمنا لاستثمار مطعم لانوازيت الغسانة بدمشق المعروض ولكن لأسباب غريبة كان السعر الموضوع أعلى كثيراً مما توقعه جميع العارضين، وكان الاستثمار الأهم لشركتنا هو توقيع عقد لاستثمار مبنى وزارة الزراعة الكائن في الحجاز مع وزارة الأوقاف ولكن بعد أن تكبدنا تكاليف ونفقات عالية جراء الدراسات الفنية والهندسية وعقود مع شركات مختصة بالإكساء والأثاث والمفروشات والتجهيزات الفنية والكهربائية وبعد مضي سنة ونصف على توقيع العقد لم يتم تسليمنا المبنى بحجج واهية علماً أن إجراءات التعاقد تلك استغرقت حوالي سنتين وأن نص العقد المبرم يؤكد وجوب تسليم الموقع خلال شهرين من تاريخ توقيع العقد وبعد انفاق الملايين على هذه الإجراءات ومتابعات شتى مع الجهات المعنية لم نصل إلى نتيجة حتى الآن وهذا ما شكل لدينا إحباطاً وخسارات مالية. وتساءل أخيراً: بعد كل العلاقات والاختصاص والخبرة وقعنا بهذه المشاكل فكيف بالمستثمر الذي لا يعرف أحداً ويقع من أول مطب؟! أمير سبور رمضان: الفساد وسوء الإدارة أهم أسباب الفشل! قطاع السياحة من القطاعات الأساسية في سورية غير أنه كبقية القطاعات أصابه نوع من الترهل خلال المراحل السابقة نتيجة عوامل كثيرة منها غياب التخطيط وعدم تسليط الضوء على المناطق حيث توجد الكثير من المناطق السياحية المهمشة التي لم يتم استثمارها بشكل كبير بالإضافة إلى الكثير من العوامل والمعوقات التي ستحدثنا عنها الدكتورة ريم رمضان عميدة كلية السياحة بجامعة دمشق والتي أكدت أنه لا يمكن الوقوف على معوقات الاستثمار السياحي وأسباب التهميش في سورية دون ما يكون لوزارة السياحة دور مباشر فيه والمسؤولية لا تقع عليها بمفردها وإن كان الدور الأكبر من وجهة نظري تتحمله هذه الوزارة. وبينت د. رمضان أنه لا توجد معوقات استثمار في سورية وإنما يوجد سوء لتوزيع موارد الاستثمار وعدم التفكير بالمصلحة العامة وهناك تغليب للمصالح الشخصية على حساب مصلحة البلد وذلك أثناء عملية اتخاذ أي قرار للاستثمار مشيرة إلى أنه وحسب تجربتها أن المصارف السورية الحكومية لديها أموال كثيرة ومطلوب منها استثمارها ولاسيما خلال فترة الحكومات المتعاقبة السابقة والحالية حيث لا يوجد توظيف لهذه الأموال وإنما كان هناك توظيف خاطئ والمسؤولية الكبرى في ذلك تقع على مجلس إدارة البنوك ومدراء المصارف الذين قاموا بمنح قروض لأشخاص وليس لمشاريع سياحية الأمر الذي أدى إلى غياب المشاريع السياحية مما انعكس سلباً على قطاع السياحة ولم تنف رمضان وجود قوانين تشجع على الاستثمار بالإضافة إلى عقد الكثير من المؤتمرات الاستثمارية غير أن هناك عدم توظيف للأموال سواء منها العامة أو الخاصة موضحة أن أي استثمار سياحي سواء كان مطعماً أو فندقاً وغير ذلك حتى ينشأ كان يصطدم بطريقة أداء المصارف التي تشارك المستثمرين في نسبة من هذه المشاريع حيث توجد مشاركة، فلا يمكن أن يتم منح قرض دون نسب تعطى لأناس معينين في المصارف وللأسف لم يعد الموضوع في الفترة الأخيرة يقبلون بمبالغ مقطوعة وإنما يريدون الدخول كشريك في المشروع ولذلك لا يستطيع أي قانون في العالم أن يصنع سياحة في ظل مثل هكذا أوضاع وبالتالي لا يوجد مستثمر يقبل بذلك وسيقوم بالهروب، وحتى لو أتى مستثمرون فمن أي نوع سيكونون فإما غير لائقين وليس لديهم مشاريع وإما مشروعات وهمية أو مشروعات فاشلة منذ بدايتها نظراً لما يطبق عليهم من أخذ نسب منهم على حساب المشاريع وكثرة المشاركين وبالتالي أصبحت الأمور أكثر شخصنة في اتخاذ القرار وغير موضوعية وأنه في أي عمل إداري مجرد دخول المصالح الشخصية وشخصنة القرار الإداري فإن العمل الإداري حكماً سيفشل!! وأكدت الدكتورة ريم رمضان أن أهم أسباب فشل الاستثمار السياحي هو الفساد وسوء الإدارة وغياب التخطيط العلمي وغياب البرامج التنفيذية للأبحاث العلمية المتعلقة بالجانب السياحي بالإضافة إلى تغليب المصالح الشخصية عن المصالح العامة. وأوضحت أن أهم عوامل جذب الاستثمار عندما تكون هناك قوانين وأنظمة واضحة تحارب الفساد وتقوم بالمحاسبة سيكون هناك الكثير من المستثمرين الذين سيقبلون على الاستثمار السياحي في سورية. وختمت د. رمضان بالتأكيد أن المسؤولية في الأول والآخر تقع على الحكومة في تحديد أولويات السياحة ليتم إنعاشها وبحيث يكون له تأثير كبير في الناتج المحلي الإجمالي نظراً لكونها ترتبط بتشغيل قطاعات كثيرة ليس أولها العمالة وإنما الصناعات الصغيرة والحرب اليدوية وبالتالي ما نحتاجه هو الإرادة الصادقة والفهم الصحيح لإمكاناتنا والتعاون والتنسيق وحل تنازع المسؤوليات بين الوزارات ومحاربة الفساد والمحاسبة. وفاء فرج إعفاءات وتسهيلات للمشاريع الصغيرة.. تغريد خارج السرب بهدف زيادة الاستثمار ات السياحية وتفعيل نشاطاتها تقوم وزارة السياحة بتقديم الاعفاءات والتسهيلات والمزايا لهذه المشاريع الضخمة مغفلة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لاتدعم وزارة السياحة هذه المشاريع كونها ذات ريعية اكبر وتخدم شريحة اكبر من المجتمع وعلى المدى الطويل. المهندس غياث فراح مدير الاستثمار السياحي في وزارة السياحة يقول: ان الوزارة لم تفعل هكذا مشاريع ( صغيرة - متوسطة) وقد طرحت وزارة السياحة عدة مشاريع منها شواطئ مفتوحة وكافتريات وضمن مبالغ صغيره ومعفاة من الحد الادنى وان هذه المواقع قد تم طرحها والظروف الحالية كانت العائق للاستثمار مضيفا انه هناك مشاريع صغيرة قد تم طرحها للاستثمار مثل سلسلة اللانوازيت وقد استثمرت. وان توقف الاستثمارات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في كافة المناطق السورية يعود لبعض الظروف غير المريحة الا ان دمشق وحلب فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة فيها قد استثمرت وتم تقديم التسهيلات لبدلات الاستثمار حتى الحد الادنى من الوارد قد ساهم بدعم هذه المشاريع والتشجيع لاستثمارها. حسان اسطواني ( مستثمر) قال: ان وزارة السياحة متعاونة بشكل ايجابي مع متطلبات المستثمرين الا ان القرار الصادر عن وزارة السياحة والذي ينص على بناء فلل او شقق كاملة لاي مشروع سياحي استثماري قرار غير مقبول لانه لكل مشروع خصوصية بالاضافة الى شرط بناء الاسقف بشكل مائل لضمان عدم المخالفة في البناء وهذا ايضا من الشروط غير المقبولة لانه وبكل بساطة عند حصول المخالفة يمكن للجهات المعنية هدمها وازالتها. مشيرا الى ان المصارف الخاصة والعامة وفق الازمة الراهنة تمتنع عن تمويل اي مشروع ما يساهم في زيادة الجمود والركود الاقتصادي فعلى المصارف التمويل لدفع عجلة الاقتصاد ومواجهة الظروف الحالية. وحول التسهيلات المقدمة للمستثمرين قال اسطواني : ان تعديل القرار 198 كان صائبا خصوصا انه سمح بتسويق المشاريع السياحية والتي هي قيد الانشاء وضمن ارقام مقبولة. الدكتور عمار يوسف قال: ان الحكومة تغفل المشاريع المتوسطة والصغيرة وتدعم المشاريع الكبيرة كونها ذات ريعية اكبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة وان الحكومة تسمح بالتمويل الخارجي لهذه المشاريع مما لايضيف على الدولة اي اعباء اضافية لذلك اعتمدت الحكومة في هذه المشاريع الكبيرة على نظام BOT في الغالب حيث تعود ملكية هذه المشاريع فيما بعد للدولة ويحقق عوائد ربحية خلال فترة الاستثمار مابين 15-25٪ من الارباح مما يدفع الحكومة لدعم هكذا مشاريع. مضيفا ان تمويل المشاريع الضخمة يتم قبل انشاء المنشآة وبتمويل خارجي ويسمح للمحفظة المالية الممولة للمشروع بدخول نقدها عن طريق البنك المركزي كما يسمح للمنشآت الضخمة بتمويل قيمة المنشأة من الارباح خلال فترة من 7-10 سنوات ولوبكامل الارباح وبعد العشر سنوات يمكن تحويل 50٪ من ارباح المنشأة للخارج. مشيرا الى عدم قدرة الدولة على تحويل هذه المشاريع الكبيرة والاهم عدم قدرة الحكومة على تشغيل هذه المشاريع بما يحقق الريعية ذات الجدوى الاقتصادية. بالاضافة الى ان المشاريع الضخمة اقل تأثرا بالازمات لان اصحابها من النوعية التي لاتتأثر بالازمات الاقتصادية والهزات المالية مما يؤمن استمرارية عمل هذه المنشأت. وان كل ماقد ذكر اسباب مباشرة لدعم الحكومة للمشاريع الكبيرة مما يعود سلبا على المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي لاتحمل مقومات القوة والاستمرارية خاصة في الازمات كتلك التي تشهدها سورية حاليا. مؤكدا ان ميزات المشاريع الكبيرة هي في الوقت نفسه سلبيات المشاريع الصغيرة والمتوسطة فالتمويل يتم برأسمال داخلي وحتى ان التمويل يتم عبر البنوك الحكومية حصرا وبكتاب تزكية من وزارة السياحة ولايحمل صيغة الالزام وبعد انجاز 30-70٪ من المشروع على الهيكل ولايوجد اي اعفاءات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة سواء ضريبة او مالية على عكس المشاريع الضخمة وان عدم التزام مستثمري المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتراخيص الممنوحة لها من البلدية او وزارة السياحة يؤدي الى توقف المنشأة قبل ان تباشر العمل. وان عدم التزام المشاريع المتوسطة والصغيرة من قبل الحكومة بتخفيض اسعار بدل المبيت والطعام لتحريك السوق السياحية لهذه المشاريع. بالاضافة لعدم وجود مايسمى بسياسة ادارة الازمات بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وعدم وجود الاحتياطي النقدي الكافي لدى المنشأة لتمويل ذاتها اسباب مؤدية الى عدم قدرة المشاريع الصغيرة والمتوسطة على الاستمرار وان الحل الانسب للنهوض بواقع هذه المشاريع ودعمها هو الاعتماد على رؤية واضحة للواقع السياحي السوري و إعفاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الضرائب وتقديم التسهيلات ودعمها بالقروض واعادة جدولة الضرائب الماليه الخاصة بهذه المشاريع. راميا غزال مشاريع الـB.O.T العموري: تتم بشكل عشوائي.. والشركات المساهمة... الأفضل لجأت وزارة السياحة إلى نظام الـB.O.T لتنظيم عقود إنشاء واستثمار المشاريع السياحية فهل هذا النظام هو الطريق الأفضل ولاسيما أن الدول تلجأ لهذا النظام في حالتين الأولى عندما لا تستطيع الدولة تمويل المشاريع والثانية لاستقدام تقنيات معقدة يصعب على الدولة تأمينها والسؤال الآخر الذي يمكن طرحه: هل هناك نظام قانوني يحكم عقود الـB.O.T. هذه التساؤلات طرحناها على الدكتور محمد العموري نائب عميد كلية الحقوق بجامعة دمشق فقال: التعاقد وفق نظام B.O.T هو أحد أساليب إنشاء المرافق العامة وتجهيزها ومن ثم إدارتها وتشغيلها وفق مدة زمنية غالباً طويلة، وأضاف: وإذا ما نظرنا إلى هذا النظام من العقود فإنه يحقق مزايا متعددة لأنه يخفف الأعباء عن ميزانية الدولة كون نفقة إنجاز المشاريع وتجهيزها على نفقة شركة الالتزام وكذلك يساهم هذا النظام في إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى البلد ويضمن قدوم استثمارات من الخارج وتأمين فرص عمل وكذلك أيضاً يتجاوز روتين وعوائق القطاع العام لأن إدارة النفقة تتم من قبل شخص قانوني. وإذا ما نظرنا إلى هذه العقود ومناسبتها للاستثمارات في قطاع السياحة فهي ليست الأفضل والشركات المساهمة هي الأجدى في قطاع السياحة لأن الشركات المساهمة تستقطب أموالاً كانت معطلة موجودة عند أفراد الشعب وكذلك الأمر في الشركات المساهمة تتم الإدارة من خلال مجلس إدارة حسب مساهمة الأعضاء وهذا يؤدي لوجود حرص على تحقيق الربح وبالتالي ضمان حصة الدولة وتأمين مردود أفضل. أما في موضوع الـB.O.T في الواقع القانوني لهذا النظام فلا يوجد قانون يحكمه والإبرام يتم بشكل عشوائي وهناك من ذهب للقانون 51 لعام 2004 لإبرام مثل هذه العقود ولكن هذا القانون وجد لعقود الشراء العام وليس لعقود الزام المرافق العامة، أيضاً هناك من يذهب لإبرامه وفق أساليب القانون الخاص وهي عقود يصنفها الكثيرون بالعقود الإدارية لأنها تتضمن عقود المرافق العامة وهذا يشير إلى غياب الأساس القانوني لعقود الـB.O.T. وتابع العموري: إن لم يكن هناك نظام دقيق يحكم هذه العقود لناحية أساليب الإبرام ولم يسبقه دراسات جدوى اقتصادية اجتماعية دقيقة فإنه قد يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة لأن هذه العقود تبرم لفترات طويلة من الزمن وبالتالي أي خلل سيقود إلى نتائج سلبية لا يمكن تلافيها وهو ما قد يفقد الدولة إيرادات كبيرة ويلحق الخسائر بالمنشآت العامة، أيضاً لابد بعد إبرام هذه العقود من توافر الإدارات الكفوءة القادرة على الرقابة والإشراف على مرحلتي العقد (البناء والتجهيز - والتشغيل والاستثمار)، كذلك الأمر عندما تأتي شركات عالمية كبرى من أجل بناء منشآت ضخمة ومرافق على غاية من الأهمية كونها تتعلق بالبنية الأساسية للدولة ويجب أن يدقق كثيراً بخلفيات هذه الشركات والشخص الذي سيقوم على إدارتها لأن الأمر في المحصلة يرتبط أيضاً بالسيادة. معد عيسى استثمار للسياحة أم في السياحة..!! واقع المشاريع يؤكد أن آليات قيامها غير صحيحة لم يكن مشهد المنشأة السياحية المتوضعة على الطريق الواصل بين مشفى الأسد الجامعي ودوار كفرسوسة مريحاً أبداً لمن يسلك هذا الطريق وصولاً إلى دوار كفرسوسة ومن ثم إلى منطقة باب مصلى بدمشق. نعم منشأة سياحية على الهيكل من سنوات وسنوات وسط بناء تنظيم كفرسوسة. قد يكون ارتسام هذه المنشأة أمام صورتي الذهنية بسبب سلوك هذا الطريق اليومي إلى صحيفة الثورة، لكنه في الحقيقة غير بعيد عن الكثير من المنشآت السياحية سواء المشيدة على الهيكل أو المنشآت التي وضع التصميم الخاص بها على أرض لم يقم عليها أي أعمال بناء. دون سذاجة إنه الواقع الذي يلخص حال الاستثمار السياحي لدينا، وقد يكون من السذاجة التساؤل ببراءة، حول الأسباب والمعوقات التي أوصلت استثماراتنا السياحية إلى هذا الحال، رغم كل الجهود والمحاولات لدعم هذا الاستثمار. استثمار غير حقيقي الجزئية الأبرز التي أرغب أن أتواصل معك من خلالها عزيزي القارئ هي عدم جدية أغلب من تنطح للدخول في غياهب الاستثمار السياحي، على مبدأ من دخل إلى هذا النوع من الاستثمار ليس للاستثمار الفعلي بحد ذاته، بل إلى استثمار هذا الاستثمار لمنافع ومصالح أخرى شخصية أو غير شخصية، بمعنى أدق لم يدخل إلى الاستثمار السياحي «صناع السياحة» الفعليين بل أشخاص وجهات بمثابة وسطاء وسماسرة أو جهات أخرى للاستفادة من هذا الاستثمار في التمويل الهائل أو غير ذلك من المزايا والمصالح. لا مقدمات سياحية في هذا الاتجاه أعطى حديث قدمه رئيس هيئة التخطيط الاقليمي الدكتور عرفان علي مؤشرات واضحة عندما قال من المستغرب أن نجد خلال دراسات المخططات المحلية والاقليمية منشآت سياحية في مناطق لا تملك أي مقومات سياحية وحتى من غير المتوقع أن يكون لها أي شأن سياحي في الأمد القريب، وكل القصة هي تحويل الصفة العقارية للأرض إلى سياحي وبالتالي تتضاعف أسعار هذه الأراضي عشرات المرات، وبطبيعة الحال كان حديث الدكتور علي حول التخطيط المحلي والاقليمي والمعوقات التي يعاني منها لا الدخول في الاستثمار السياحي بحد ذاته. آليات غير صحيحة بنفس المستوى ترى عميد كلية السياحة بدمشق الدكتورة ريم رمضان أن الحديث من وجهة نظر أكاديمية علمية حول هذا الموضوع لا يمكن أن ينطلق إلا من وقائع وحقائق، لكن النتائج غير الملموسة حول الاستثمار السياحي على الأرض تؤكد أن كل الآليات التي يقوم عليها هذا الاستثمار غير صحيحة. وتحدثت الدكتورة رمضان عن تجربة لها في بعض المصارف الحكومية، إذ إن المصرف لم يكن يقدم القروض السياحية على أسس موضوعية بل بناء على مصالح شخصية، إذ إن أحد المنشآت السياحية كان قد طلب قرضاً متمماً وعلى أسس القرض الصحيحة ولم تأخذ المنشأة القرض بالمقابل فإن منشأة أخرى حازت على قرض بمئات الملايين دون أي أسس حقيقية. اعتبارات شخصية وتضيف الدكتورة رمضان إن آليات الاستثمار السياحي ليس فيها أي أسس موضوعية بل المسألة تتم وفق اعتبارات شخصية وواسطات وهذا يؤكد فشل عمل وزارة السياحة على مدى السنوات الكثيرة الماضية. والغريب فإن من ينظر إلى الخطط الخمسية سواء العاشرة أو الحادية عشرة فسيجد طموحاً كبيراً في مجال الاستثمار السياحي ولو تم تطبيق 1٪ من هذه الخطط فإن هذا الاستثمار سيكون في حال أفضل، لكننا للأسف ننفق الأموال على الخطط فقط دون التنفيذ وهذا بطبيعة الحال مسؤولية ليس وزارة السياحة فحسب بل وزارات الدولة كافة بسبب ارتباط الاستثمار مع مختلف هذه الوزارات. مرشد ملوك التمويل أهم التحديات عند المستثمرين وسهل عند المصارف؟! مشعل: إشاعة ثقافة التمويل بالأسهم اعتبر الدكتور ياسر المشعل استاذ الاقتصاد بجامعة دمشق ان التمويل يشكل احد اهم التحديات التي تواجه المشاريع السياحية ويقف عائقا امام قطاع السياحة بشكل عام لافتا الى وجود فجوة كبيرة بين عدد المشاريع السياحية وبين عملية التمويل مرجعا السبب في ذلك الى ان القطاع المصرفي في سورية لم يتطور بالشكل الذي يتخلى فيه من الشكل التقليدي والضمانات المطلوبة لاي عملية تمويل عاليه جدا. مقترحا عدم الاعتماد على السوق المالية كمصدر من مصادر التمويل الاساسيه واشاعة ثقافة التمويل بالاسهم اي ثقافة الشركات المساهمة لان هذه الشركات بإمكانها تذليل جزء من التحديات التي تعترض سير تطور القطاع السياحي وتوفير البنية التحتية اللازمة لتطوير الخدمة السياحية والتأكيد على دور الدوله في تطوير البناء التحتي لمواقع الجذب السياحي للمشاريع السياحية خاصة وان هذا القطاع يحتاج الى تمويل كبير بسبب النقص الموجود في البنى التحتية والتقانات ومشاكل النقل والحاجة الى ايجاد تسهيلات من قبل الحكومة لسير هذا القطاع الذي يمر بمرحلة من التراجع وغياب الخطط الاستراتيجية وعدم استثمار الموارد والثروات السياحية التي يمكن ان تنعكس ايرادات كبيرة لدعم الاقتصاد الوطني لاسيما وان التوجه لتفعيل السياحة والاهتمام بها اجدى من الاتجاه لقطاعات اخرى مثل الصناعات الاستخراجيه. مرهج «مستثمر»: إحداث بنك متخصص او شركات تمويل ويؤكد المهندس ماهر مرهج «مستثمر» ان التمويل يقف عقبة امام سير المشاريع السياحية بشكل عام والمشاريع الصغيرة من فئة نجمة او نجمتين بشكل خاص.. مشيرا الى ان المشاريع الكبيرة فئة خمس نجوم تحصل على التمويل بطرق شتى لاتخفى على احد. ولفت المهندس مرهج الى ان مشكلة التمويل للمشاريع الصغيرة يمكن ان تجد الحل عن طريق انشاء صندوق لدعم الاستثمارات السياحية او احداث بنك متخصص بتمويل المشاريع السياحية من كافة الفئات او شركة تمويل ورهن عقاري خاص بالمشاريع السياحية يمكن ان يكون ملكا للدولة او شركة مساهمة مغفلة تشرف عليها الدولة تختص بتمويل المشاريع السياحية وذلك للحد من الفساد الاداري على ان تكون هذه الشركة او البنك المقترح برعاية وزارة السياحة وتضم ممثلين عنها بحيث لاتكتفي الوزارة بتقديم الارض او البنية التحتية للمشروع السياحي بل تشارك بتمويله من خلال شركة الرهن او البنك الاستثماري وذلك مقابل عائد مادي ربحي لخزينة الوزارة يساعدها بعد بدء هذه المشاريع بانشاء مشاريع سياحيه جديدة خاصة بها تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتخلق فرص عمل مختلفة. فيومي: التمويل ليس عقبة أمام المشاريع السياحية انس فيومي مدير فرع دمشق للمصرف العقاري اشار الى ان التمويل لايقف عقبة امام تنفيذ المشاريع السياحية خاصة وان المصرف العقاري يقوم بتمويل 66٪ من قيمة التكلفة الاجمالية للمشروع السياحي وذلك بعد دراسة الجدوى الاقتصادية له ويكون عادة الضمان هو المشروع نفسه والدخل المتوقع من ايرادات بعد البدء بتشغيله. واضاف فيومي : اذا كان المشروع حقيقيا وصاحب المشروع لديه نسبة ذاتية من التمويل فلن يقع في عجز لكن العقبه تكمن ان يكون صاحب المشروع ليس لديه اي جزء من التمويل وهنا سيقع في عجز مؤكد.اما العقبة الثانية فتكمن في تأخير تنفيذ البرنامج الزمني المحدد للمشروع وعندها سيتأخر السداد للمصرف علما ان المصرف يبدأ باستلام الدفعات بعد البدء باستثمار المشروع. وفي رده على سؤال الثورة حول سهولة الاجراءات بالنسبة للتمويل اجاب: في الحقيقة الاجراءات سهلة اجمالا وليس هناك عقبات من قبل المصرف شرط تقديم الثبوتيات والضمانات للمصرف. لافتا الى ان اي مصرف بامكانه تمويل المشاريع السياحية وليس هناك ضرورة لوجود مصرف خاص لهذه الغاية. حوراني: مراجعة شاملة لاستثمار القطاع وتسويقه يرى الدكتور اكرم الحوراني استاذ الاقتصاد بجامعة دمشق ان المشاريع السياحية تلقى تشجيعا جيدا وتمويلا لابأس به من قبل الحكومة حيث يصل تمويل المشروع السياحي لاكثر من 50٪ من تكلفته الاجمالية. مشيرا الى مشكلة تراجع قطاع السياحة في سورية نتيجة انعدام الوعي باهمية هذا القطاع وعوائده الكبيره على الاقتصاد الوطني وبالتالي فانه بحاجة الى مراجعة شاملة بدءا من الاستثمار وانتهاء بالتسويق الداخلي والخارجي. ولابد من اعادة النظر بالطريقة التي تقوم بها وزارة السياحة واسلوبها بالترويج السياحي لانها غير فاعلة ابدا. وفي سياق متصل لفت د.حوراني الى ان المشاريع السياحية في سورية رغم تعددها إلا انها موجهة غالبا لاصحاب الدخول المرتفعة والسياح العرب والاجانب وهؤلاء مهما بلغ عددهم فإن طلبهم يبقى محددا وبالتالي يفترض على المعنيين توجيه مشاريعهم السياحية لخدمة غالبية الناس من فئة الدخل المحدود لان هذه الفئة تشكل الشريحة الواسعة من ابناء سورية وتصل الى نحو 20 مليون مواطن. خاصة وان تكاليف السياحة في سورية مرتفعة جدا قياسا للدول المجاوره مما ينعكس سلبا على استقطاب السياح العرب و الاجانب.اضافة الى وجود بعض المضايقات التي يلقاها السائح نتيجة انعدام الوعي باهمية السياحة وثقافتها. سحر عويضة ماذا قدمت الملتقيات للسياحة ؟ 84 مشروعاً نُفّذ منها 7 فقط.. والمليارات التي سمعناها مجرد وهم جاء الاعلان عن اول ملتقيات الاستثمار السياحي العربي في سورية الذي استضافته دمشق اواخر نيسان من عام 2009 محاولة من وزارة السياحة انذاك لتقديم مبادرة نوعية تنسجم مع التوجهات الحكومية التي وجدت في الاستثمار عموما رافعة مهمة للاقتصاد الوطني وفي جانبه السياحي احد اهم ركائز هذا الاستثمار. تلك الخطوة التي سبقتها خطوات تمثلت في عقد ملتقيات وسوق الاستثمار السياحي الدولي في دمشق واللاذقيه وحلب جاءت لتجيب على اسئلة اقلقت مصادر رأس المال التي صدعته تداعيات الازمة المالية التي عصفت بأجزاء كبيرة من العالم عام 2008 وذلك محاولة منها لتقديم مغريات قادرة على جذب الرساميل العربية نحو واجهة الاستثمار السياحي في سورية مستفيدة من المقومات التي تتوفر لهذا القطاع وتوفير حزمة واسعة من التشريعات المالية والادارية والضريبية والقانونية تلبي حاجة ورغبات المستثمرين المستهدفين وفي مقدمتهم الاستثمارات العربية. الاستعراضية المتابع لتلك التظاهرة المنعقدة اواخر نيسان 2009 وصفها بالاستعراضية التي تجسد فيها كرم السوريين ترحيبا بالاشقاء وما سيحولونه من احلام وردية لعام الاستثمارات السياحية. يومها تحدث مدير ادارة التطوير والتسويق السياحي بسام بارسيك حول تبريرات اضافية وغايات منطقية لاستضافة مثل تلك الملتقيات مؤكدا انها جاءت تلبية لحاجات سورية اولا و ترجمة لاستراتيجية اطلقتها الجامعة العربية ومجلسها الوزاري للسياحة هدفت الى تنمية الاستثمار السياحي في الدول العربية وتنمية الموارد بهدف مكافحة الفقر في المجتمعات الاقل حظا بالنمو. وبالفعل كانت الواجهة لاستقبال هذه التوجهات السورية لقيام الملتقى السياحي العربي الاول في عاصمتها دمشق بالتزامن مع ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الخامس. تكرار ممل المتابعون لجدول اعمال ذلك الملتقى وجدوا ان جديده لايتعدى كونه تكرارا مملا لما سبقه خاصة في عرض المشاريع التي تم طرحها في ملتقيات الاستثمار الدولي الاربعة التي شهدتها سورية مع بعض التغيير في صنع الاستثمارات التي اراد مطلقها تلبية رغبات المستثمرين العرب والاجانب الذين توافدوا بالعشرات لحضور التظاهرة والتباهي بطلب المزيد من التسهيلات الاضافية التي تنسجم مع شروطهم التي طرحوها والمتعلقة ببنية الاستثمارات المقترحة واماكن توزعها الجغرافي وحجم التسهيلات المالية والاعفاءات والميزات التي يريدها المستثمر.
المدهش ان نتائج تلك الملتقيات كانت محبطة للسوريين عموما فهي لم تتعد كونها فقاعات صوتية بلاروح فقد فاز المستثمرون المزعومون بأحسن المواقع المطروحة للاستثمار لتبدأ بعدها مراحل طويلة من الانتظار تتخللها توجيه الاتهامات للاجهزة الادارية التي برعت في عرقلة مسيره الاستثمارات كما زعموا. الغرباء حصدوا التسهيلات المهم ان الغرباء حصدوا التسهيلات التي حجبت تماما عن المستمثر المحلي الذي قام بدوره بالالتفاف على الامر فاختبأ تحت عباءات المستثمرين العرب بأسماء مختلفة مرة شريك بالادارة واخرى بالتمثيل.. وهكذا لنكتشف بعدها ان الاستثمارات التي كتب لها الحياة ودخول سوق العمل كانت اقل من 10٪ من مجموع المشاريع المطروحة التي فاز بها راغبوها وحجزت لهم. هنا تجدر الاشارة الى ان رياح الاستثمار كانت قد هبت قبل سنوات من انعقاد ملتقيات الاستثمار السياحي العربية والدولية واسواق الاستثمار خاصة بعد صدور قانون الاستثمار رقم 10 لعام 1991 وماجاء عليه من تعديلات ولجنة القرار 198 الخاصة بالاستثمار للمنشآت السياحية ومالحقها من تعديلات ايضا وصولا الى قانون الاستثمار الجديد. كل ذلك شكل ارضية خصبة لاستقطاب الاستثمارات التي كانت تراوح في مساحات صغيرة لم ترق لمستوى الامال المعقودة عليها. معزوفة الاستثمار ومع ذلك دخلت معزوفة الاستثمار السياحي حيز التطبيق بعد عام 2000 تحديدا لتأخذ اشكالا مختلفة كان احدها الترويج للاستثمار ودعوة المستثمرين وغيرها. حيث عرض في ملتقيات الاستثمار السياحي الدولية 84 مشروعا سياحيا لم يفلح في التعاقد منها سوى 7 مشاريع نجحت في دخول نطاق الاستثمار الفعلي والبقية توزعت بين انتظار فض العروض والتعاقد والبحث عن تمويل داخلي سواء عن طريق الاقراض والاقتراض ويمز ذلك حيث تجاوزت الكلف الاستثمارية لتلك المشاريع جميعا 150 مليار ليرة. ماحدث يستدعي طرح عشرات اشارات الاستفهام حول آلية فتح كل الابواب لخدمة المستثمر وتسخير كل الطاقات له لدرجة ان المجلس الاعلى للسياحة قدم خيارات مفتوحة لتلبية رغبات المستثمرين وزاد على ذلك بانه وجد في السياحة خيارا استراتيجيا لسورية وعليه تعددت لقاءات المستثمرين واحتلوا مساحات واسعة من الحيز الاعلامي لكن سؤالا علق في حلق الكثيرين حول المناطق المستهدفة والتي طرحت كمشاريع سياحية لاستثمار هذه المناطق ومراكز السياحة والاصطياف في المدن السورية وعلى حوض الفرات وصولا الى المناطق الجنوبية والشمالية بينما شكل الاستقطاب في غيرها من المناطق مجموعة نقاط استفهام عريضة لم نجد من يفككها حتى الان. والاغرب ان تمتد مظلة الاستثمار لتستملك كل شيء تحت عنوان مواقع مقترحة وزاد عليها الطلب من الوزارات والهيئات والمؤسسات والافراد والمحافظات ان تدلو بدلولها في هذا المجال وتكشف عن اراض ومواقع مناسبة تلبي رغبات المستثمرين. حلم وردي والاكثر من ذلك لم يفكر احد من مشجعي الاستثمار بمجرد توجيه السؤال لشركات قطعت البحار قادمة إلينا تحت عبارة الاستثمار السياحي فبلطت البحر ورصدت وكشفت وسبرت ثم غادرت وهي توجه نيران نقدها للمجالس المحلية التي قدمت اكثر مما عليها. وكذلك لم يوجه السؤال لمستثمر فرشت له الارض والسماء والفضاءات لمجرد اعلانه عن مشروع كلفته بهرت عيون مروجي ومشجعي الاستثمارات كونها تجاوزت 4.3 مليارات ليره في المنطقة الجنوبية لنكتشف اي حلم وردي واي مستنقع دفعنا اليه فبدلا من سؤاله تم تقسيم الموقع وطرحه في اسواق الاستثمار التالية لحساب المستثمر طبعا؟! ماحدث في حلب ايضا يضع العقل في الكف.. ومثله ماحدث تحديدا في سرير الفرات قرب بحيرة الاسد حيث المشروع الذي تجاوز عشرات السنين لاقامة قرى على سرير البحيرة فبدلا من سؤال المستثمر عن عدم الانجاز فتحنا الباب امامه للفوز بمناطق اوسع في المكان ذاته تحت اسم توسع رقعة الاستثمار. اسئلة كثيرة.. بلا جواب.. تدعونا للدعوة لمساءلة من وراء ماحدث فان كان يدري فنحن امام مشكلة لكننا اكبر ان كان لايدري وهنا المصيبة؟! وبالنظر لاستراتيجية وزارة السياحة الحالية التي قدمتها وزيرة السياحة لمياء عاصي نقرأ تحت عنوان تحليل الوضع الراهن انها حددت مجموعة من نقاط القوة ونقاط الضعف في السياحة السورية ودعت الى المزيد من الترويج السياحي لجذب المزيد من الاستثمارات واكدت ان المعارض والملتقيات والمؤتمرات السياحية تشكل اثرا ايجابيا لجذب المستثمر. مع ذلك تحدثت الاستراتيجية عن مشكلة وضعتها بالتشابك والتشتيت في الاستثمارات السياحية وهي ناجمة عن علاقة المستثمر بالعدد الكبير من الجهات للحصول على التراخيص وعن امكانية اعاقة الترخيص لدى اي موظف في الجهات صاحبة العلاقة او البلديات مؤكدة ان اي ترخيص يحتاج لموافقات اكثر من 14 وزارة وجهة عامة حسب حالة المشروع.. والغريب ان المجلس الاعلى للسياحة كان وجه نحو اقامة نافذة واحدة لخدمة المستثمر لكن ذلك لم يتحقق على الارض رغم اقامة هذه النافذه. والبديل حسب السياحة ان تقوم الوزارة بدور رئيسي ملزم لكل الجهات المانحة للترخيص السياحي وان يكون الشرط على المستثمر هو مدة التنفيذ والضمان، وكذلك مشكلة مهمة لفتت اليها الوزيرة عاصي تمثلت في حاجة المشاريع السياحية للتمويل والاقتراض خاصة لمشاريع B.O.T وهي مشكلة جعلت المستثمرين غير قادرين على تنفيذ مشاريعهم والبدء بالاستثمار بسبب قصور التمويل. ولهذا اقترحت احداث صندوق ضمان قروض المشاريع السياحية ويشترط مساهمة صاحب المشروع بحدود 20٪ على سبيل المثال. المستثمر أديب حمد صاحب مشروع سياحي في مكتب المدينة القديمة بحلب يمثل فندقا تراثيا خمس نجوم مع فعاليات سياحية وتجارية وثقافية واجتماعية ومجموعة مطاعم بكلفة تقديرية فاقت 170 مليون ليرة. قدم مجموعة من المقترحات تهم المستثمرين وتسهم في تطوير القطاع السياحي وتشجيع الاستثمار المحلي الوطني بعد ان غادرتنا الاستثمارات الوافدة فقال: اقترح إلغاء الحد الادنى للايرادات المفروضة على كافة المشاريع المتعاقد علهيا وتم طرحها في ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي السابع 2012 كونها تمثل صعوبة بالغة في ظل المناخ الحالي. كما دعا الى تبسيط الاجراءات المتعلقة بمنح القروض من المصارف الحكومية والخاصة بحيث تكون قروضا طويلة الاجل تمكن المستثمر من اتمام مشروعه. وتسهيل الحصول على رخص حفر الابار والتراخيص اللازمة للمشاريع من قبل الجهات الادارية ومجالس المدن والمحافظات ومديريات الاثار وغيرها. ختاما: لم تكن ملتقيات الاستثمارات السياحية الدولية او العربية التي استضافتها دمشق اول الغيث لكن نتاجها وخواتيمها تدعونا لاعادة النظر بآليات الاستثمار المطروحة سابقا والبحث جديا عن مناقشة واقع المشاريع المتروكة او المعطلة التي غادرها أصحابها ومستثمريها بعد أن أكلوا اللحم كله. وكذلك محاسبة جادة تضع النقاط على الحروف لاكتشاف أي مصلحة كانت تحكم هذا المد الواسع لاستثمارات لم نتبين جدية من تقدم لها من «الأشقاء» والشركات متعددة الجنسيات وغير ذلك في وقت تركنا فيه مستثمرنا الوطني يتخبط في مساحات من الوجع فلا يجد سوى عباءات الوافدين غطاء له. بشار الحجلي |
|