|
رؤية في الرياضيات تسبق الفرضية برهانها, تنبثق من لا متعين.. لامثبت, ليأتي العالِم ببراهينه على صحة ما افترضه. ألم تكن مدينة أفلاطون الفاضلة افتراضاً؟! هذا بالضبط ما حصل مع الفضاء الافتراضي- العالم الشبكي إن جاز التعبير- وهكذا كان الجيل الجديد الذي اتهمناه بكل أنواع اللامسؤولية, واللاانتماء.. هو نفسه الجيل الذي حول الافتراض إلى حقيقة, الجيل الذي انتظر اختراع أدواته ووسائله هو, لإحداث فرق في قوانين الواقع تقود إلى تغييرها. جيل يبني عالمه انطلاقاً من الافتراضي, كمدينة فاضلة جديدة- ربما على غرار ما فعل الجزائري كمال قرور صاحب «الكتاب الأزرق» وهو الروائي الفائز منذ سنوات ب«جائزة مالك حداد» للرواية, والذي أصدر منذ أشهر روايته الثانية «سيد الخراب». فاخترع «منتدى المواطنة» ليناقش نخبة من أشهر الأدباء والسياسيين والفاعلين في المجتمع الأهلي. ل «فتح فضاء جديد للحوار، والتواصل، والتفاعل، ومناقشة قضايا، وتقديم أفكار، واقتراح مبادرات، تهم المجتمع، وذلك لتفعيل وترقية حاسة المواطنة». الفضاء المفتوح في سورية اليوم يعزز الثقة بالجيل وخياراته, بعدما أثبت يقينية الانتماء والمواطنة, وهو ما لا يتشكل دون تشاركية حقيقية تبدو ملامحها مبشرة. المواطنة معادلة كيميائية يتعادل طرفاها بموازنة تكافؤات عناصر الطرف الأول – الوطن- لتساوي تكافؤات عناصر الطرف الثاني- المواطن- ضمن حوجلة الاختبار أي الانتماء الحقيقي, وتكتمل المعادلة بخلق رمز وطني يتسيّد كالعلم, أو ما يُتفق عليه كرمز سوري يوحد الألوان كلها في لون الرمز الواحد. |
|