|
عين المجتمع فطريقة التنشئة هي التي تفتح لنا فرصة القدرة على استغلال طاقاتنا، قال الحكيم سقراط: الهدف من التربية توليد الحاجة وليست تلبية الحاجات. ويقول المربي اميل شارتيه بوضوح: براعة المعلم هي تجويع فكر الطفل كي يُرغم على السعي بنفسه لإشباع ذهنه. فهل نعمل في تربيتنا حتى قبل المدرسة على إثارة دافع الاستطلاع وليس اشباع الاستطلاع، تعزيز الحاجة وليس تخفيفها، سلب الذهن اتزانه وليس إضفاء الاتزان عليه. وقداعتدنا على سماع مقولة :إن الحاجة هي أم الاختراع، وهذه فكرة يفرد لها الفلاسفة وعلماء الاجتماع مساحة كبيرة عند الحديث عن بناء شخصية الانسان فنجد بياجة يقول: إنّ الحاجة هي العامل الوحيد الذي يشوش اتزان الذهن ويحثه لتحقيق اتزان أكثر ثبوتاً وكمالاً. وهنا نعود فنتذكر إنّ تطوّر الإنسان لا يتحقق بتلبية احتياجاته بل توسيعها وتعزيزها، ونسأل هل نملك بيئة في بيوتنا وحينا حيث نسكن أو مدرستنا البيئة التي تولد احتياجات عند أبنائنا؟ وقبل ذلك هل يتيح النظام التعليمي للمعلمين هذه الفرصة؟ وهل يعدهم الاعداد الكافي للقيام بهذا الدور؟ ربما يكون هذا هو دافع وزارة التربية عندما اتجهت الى المناهج الحديثة، أي المنهج المركز على الأسئلة والقضايا بدلاً عن المنهج المركز على الإجابة والهدف هو إثارة دافع الإستطلاع والرغبة الشديدة في المعرفة وتوليد الحاجة إلى التقدم لدي الطلاب. لكنها لم تمحور جميع العناصر البيئية في المدرسة حول موضوع الحاجة والقضايا المعرفية والنفسية. كما لم تهيأ معلمين للعب هذا الدور، هذا داخل المدرسة أما خارجها فالوضع ليس بأحسن حال فأمام افتقاد أماكن آمنة للعب في الأحياء السكنية، يبقى أكثر الأماكن متاحا للاطفال وحتى اليافعين غرف الجلوس أو مقاهي الألعاب الالكترونية والتسمر أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر، وهذه لاتولد حاجات وانما أمراضاً اجتماعية. |
|