|
مجتمع ويتعرف على البيئة المحيطة به كما يتفحص كل شيء تقع عليه عيناه فتكثر أسئلة عن أي شيء يخطر بباله وعن كل شيء ومن هذه الأسئلة من أنا.. لماذا أنام.. كيف أتيت.. لماذا الليل..؟ ماذا يعني الموت.. ماذا تعني الحياة .. لماذا الشمس..؟ لماذا هذه أختي.. لماذا هذا أخي..؟ والعديد من الأسئلة المحرجة أحياناً.. هذه الأسئلة توجهنا بها إلى الأستاذة التربوية عفاف لطف الله وسألنا لماذا يسأل الطفل أسئلة حرجة وكيف يجيب الأهل عن هذه الأسئلة. فأوضحت قائلة : إن مرحلة الطفولة يمكن أن نسميها مرحلة التساءل إذا يكتشف الطفل العالم بواسطة السؤال وهو دوما يسأل ولا يمل وبالإجابة عن هذه التساؤلات تزداد معرفة الطفل وتتسع خبراته كما تكثر من جهة أخرى أسئلته. أسئلة بدافع نفسي فطري وتبين لطف الله أن الدافع الذي يدفع الطفل للتساؤل هو دافع نفسي فطري لتحقيق حاجته إلى الاطلاع والتعرف على ما حوله.. ومن المعروف تضيف لطف الله أن الطفل يطرح أسئلة حساسة حرجة بين الحين والآخر مستفسراً عن جوانب حياتية إنسانية يراها بعض الأهل من الممنوعات التي من الواجب تجاهلها أو كف الطفل عن أسئلتها فيلجأ بعض الأهل للتردد والمراوغة أو التهرب من الاجابة بعضهم بدلي بإجابات مغلوطة أي يلجؤون إلى الكذب وتقديم معلومات خاطئة أو تفسيرات خرافية تدعو إلى سخرية الطفل من هذه الاجابات وعدم اقتناعه بها. وقد يلجأ بعض الأهل للمواغط.. هذا عيب.. هذا حرام بعضهم قد يقوم بمعاقبة الطفل السائل ومنعه من التحدث تحت قائمة من النواهي والأوامر والعيب والحرام. وعن كيفية الإجابة عن أسئلة الأطفال بشكل عام؟ تقول لطف الله : إن السلوك السليم أن يجيب الأهل عن أسئلة أطفالهم مهما كانت هذه الأسئلة دون حرج أو تهرب أو تقديم معلومات خاطئة وعلى الأهل تجنب الاستفاضات المملة أو الغوص في تفاصيل لا ضرورة لها وأن تكون الإجابات منطقية تناسب عقل الطفل ومدى استيعابه وأن تشبع المعلومات حاجة الطفل للمعرفة وأن يكون هذا الحوار في جو من الثقة والمحبة لكي يصبح الطفل أميناً لوالديه واثقا بهما عندها يمكن أن يلجأ الطفل إلى أحدهما أوكليهما عندما تعترضه مشكلة. وتوضح لطف الله أنه إذا شعر الطفل بالجفاء بينه وبين والديه عندها لا يثق بهما فتزداد الهوة اتساعاً فيما بينهم وتبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة فلا يجد ملاذاً له سوى الآخرين من رفاق أو أصدقاء وسواهم ما قد يؤدي إلي سلوك منحرف وحيرة وقلق وقد يثور الطفل على أسرته ويتمرد على أهله. هدفه المعرفة والإطلاع وعلى الأهل والمربين أن يعلموا أن الطفل عندما يسأل مستوضحاً عن أمور حرجة لا يكون مدفوعاً بأي دافع طيب إنما يكون هدفه المعرفة والاستطلاع وهو يسأل عن موضوعات حساسة كما يسأل عن أي موضوع آخر. وتبين لطف الله أن على الأهل أن يعلموا أنه من الطبيعي أن يسأل الطفل.. وإذا حدث ولم يسأل فمن الواجب دفعه إلى أن يسأل، وانتهاز الفرص لإقحامه في مواقف لكي يسأل وذلك ليقدم المربي إليه الخبرة والمعرفة التي يريدها ببساطة وطبيعية دون تكلف أو تطبع وبطريقة علمية موضوعية مبسطة تلاءم مستوى تفكيره. وتؤكد لطف الله: أن تجاهل أسئلة الأطفال وعدم الإجابة عنها يزرع في نفس الطفل القلق والشك ومشاعر الذنب والخطأ لذلك لابد من الاجابة على أسئلتهم الحرجة بالأسلوب الذي يفهمه الطفل بما يتناسب مع قدراته العقلية وعمره ومدى استيعابه وينبغي أن يتحقق بهذه الاجابة أركان ثلاثة هي الدقة والصحة والصراحة بما يخلق لديه القناعة والاستقرار بما يساعده على التكيف والحياة بسلام دون أن يشعر أن هناك متناقضات أو أي مشكلات أو أزمات تشغل تفكيره. |
|