|
مشاكسات لا أجد أحداً بجواري يشبهها ، وفي أحسن الأحوال هي تعتمد على أرضية واقعية للشخصيات ليتم بعد ذلك الإبحار في القضايا المطروحة إلى مستوى يصل إلى مرحلة القسوة غير المبررة ، وهنا ليس المقصود بالقسوة العنف الجسدي ، وإنما العنف النفسي والذوقي واشتداد الصراع الذي يذهب فيه الكاتب إلى مكامن يرى أنها تحبس الأنفاس في حين أنها تحبس الروح وتزيد الهموم على كاهل المشاهد هموماً أخرى . وبالطبع تلك الواقعية أو التي أرى أن جزءاً منها يُصنف تحت عنوان قسوة الدراما تتطلب جرأة في العديد من مشاهدها لتضفي نوعاً من المصداقية والقبول ، لا بل لتكون تلك الجرأة هي جواز مرورها إلى المشاهد بحجة أنها تخترق التابوهات والخطوط الحمر في حين أن العديد منها يخترق الذائقة الإبداعية وليس الجرأة ، فهناك اختلاف في مفهوم ووظيفة الجرأة بين صناع الدراما، فمنهم من يرى أن بمقدورها أن تسوق العمل وبالتالي يتطلب ذلك منها أن تكون صادمة وقاسية لتصبح أشد تأثيراً ، ومنهم يرى أنها غوص حقيقي ومنطقي لعمق المجتمع لتلقي الضوء على أسباب المشكلة المطروحة و تثير الأسئلة شرط أن تكون ضمن قالب إبداعي لا يخدش الذائقة أو الإحساس ، أي أن تأتي القسوة فيها غير منفّرة وبعيدة عن الفبركات والشحن العاطفي المجاني . |
|