تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابتدعوه عيداً

أروقة محلية
الأربعاء 16-2-2011م
عبير ونوس

لأنني من أنصار الحب والداعين له والمؤمنين بضرورة تتويجه ملكاً على قلوبنا جميعاً، أشعر بالخوف عليه مع قدوم شهر شباط وتحديداً الرابع عشر منه، الذي ابتدعوه عيداً

لهذا الرباط المقدس وفرضوه طقساً استهلاكياً خاوياً من معانيه الإنسانية على أجيال ذنبها الوحيد أنها ولدت في زمن تحول فيه كل شيء إلى سلعة قابلة للبيع والشراء، وباتوا صيداً سهلاً لسماسرة وتجار استباحوا الحب عندما أفقدوا الهدية رمزيتها، والوردة معانيها، والعلاقات الانسانية الجميلة القائمة بين جميع أفراد المجتمع خصوصيتها ، وتفننوا بترويج بضاعتهم الكاسدة بعد صبغها باللون الأحمر، ووجبات مطاعمهم بإضافة كلمة الحب إليها فالمقبلات، متبل الحب، والوجبة : دجاج وسمك الحب ليليها فواكه وحلوى الحب، أما الفاتورة فهي الكفيلة بإيقاظ العشاق من وهمهم لأن ما يؤخذ بالرشوة لايليق به إلا هذه التسمية، و المؤسف أن الكثير من الأسر انجرت خلف هذا الطقس الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وسمحوا له بخلق شرخ فيها لإيمان البعض أن قيمته عند الآخر مرهونة بما يقدم إليه في هذا اليوم.‏

ولأنه تقليعة دخيلة علينا لابد من اتخاذ خطوات جدية للحد من سطوة مستثمريه وهو ما أقدمت عليه بعض الدول ولا سيما بعد أن بات فرصة ذهبية لترويج سلع تجافي الأخلاق وتهين كرامة المحبين، وإن كان لابد من يوم نحتفي فيه بالحب فلا بأس أن نروج لطقوس تليق بهذا الشعور النبيل الذي لا تستوي الحياة من دونه، وقد يكون غرس شجرة في مكان مخصص لهذه المناسبة وتدوين أسماء المحبين صريحة أو ترميزاً بداية لخطوات تعيد لمفردات حياتنا معانيها الحقيقية وبالتالي لمجتمعنا طمأنينته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية