تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأســــير المحــــرر سمير القنطار في ضيافـــــة الاتحـــاد الوطنــــي لطلبــــة ســـــورية

طلبة وجامعات
الأربعاء 16-2-2011م
س.خ. سليمان

سيكون طلبة سورية على موعد مع سمير القنطار... على موعدٍ مع قصة أسره وحزنه وفرحه، مع قصة بطولته التي يرويها في كتابه(قصتي) والحدث الذي بات قريباً جداً يأتي باستضافة الاتحاد الوطني لطلبة سورية للأسير المحرر القنطار على مدى الأسبوع القادم كاملاً في رحلةٍ يلتقي فيها مع طلبة سورية في الجامعات الرسمية والخاصة حوالي(16 جامعة) .

يروي خلالها جزءاً من ذكرياته في الأسر منذ لحظة وداع أبو العباس له وحتى لقاء حسن نصر الله تلك الحياة الموزعة بين زمنين يحكيها سمير معلوماتٍ وذكريات ويرويها للمرة الأولى حيث يستعيد القصة من بدايتها.‏

الحلم وفلسطين‏

سمير القنطار... اسم مفخرة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة والمحررة...هذا الاسم الذي صنعه سمير في خضم المقاومة في لبنان ومنذ الساعات الأولى البطولية في نهاريا... وهو في طريقه إلى فلسطين... كانت فلسطين حلماً تتسارع دقات قلبه إليها كلما اقترب من سحرها وألقها الذي خصه في قلبه.‏

فمنذ عملية الخالصة أول عملية استشهادية في تاريخ الثورة الفلسطينية نيسان 1974 والحلم يراوده ويصفه في كتابه حروف النضال والثأر بنزيف الدم وكل يوم يزداد فيه شموخاً وإيماناً بتحقيق التحرير والنصر وكتابه اسمه الذي حلم به«الشهيد سمير القنطار»‏

قصة كفاح‏

ولد سمير القنطار عام 1962 في بلدة عبيه وهي بلدة ذات موقع استراتيجي يشرف على العاصمة بيروت وتلقى علومه الأولى في مدارس البلدة وتميز منذ صغره بشجاعة وحماسة منقطعتي النظير حيث يروي سمير تاريخه بأنه لم يبدأ من الأسر ذاته.‏

بل ولد حين كان في العاشرة من عمره في السيارة مع والده ببيروت ومرا بجانب صبرا وشاتيلا كان مستعجلاً ليغدو فدائياً.‏

هجر سمير كتبه ودفاتره ومقاعد الدراسة التي كان يرسم عليها خريطة فلسطين ويخط تحتها اسم الشهيد سمير القنطار ، كان خطه جميلاً ومنمقاً وكان يبدو جميلاً أكثر حين يخط عليه اسم الشهيد هكذا بدأت الحكاية من رسم الشعارات والبنادق.. فكتب هنا غزة ورام الله والخليل.. هنا الأقصى وبيت لحم... نعم للأماكن في فلسطين أسماء.‏

العملية البطولية‏

لا أحد يملك حماسته حين سمع بعملية الشهيدة دلال المغربي وكان وقتها أسيراً في عمان، العملية التي هزت إسرائيل أشعلته حماسة وإصراراً في الوصول إلى أرض فلسطين قبل أن ينفذ عمليته التي سميت عملية القائد جمال عبد الناصر نام سمير بين أشجار الليمون وحلم بفلسطين التي وصلها في 22 نيسان1979 مع ثلاثة من رفاقه، وهناك على شاطئ نهاريا استطاع اختراق حواجز الأسطول السادس ورادارات العدو وترسانة أسلحته، وكان هدف العملية الوصول إلى مستوطنة نهاريا واختطاف رهائن من الجيش الإسرائيلي لمبادلتهم بمقاومين معتقلين.‏

فقتل سمير ورفاقه العديد من الجنود وجرح آخرين، أما أفراد العملية فقد استشهد منهم اثنان واعتقل سمير ورفيقه أبو أسعد، وبدأت رحلة الأسر والتعذيب القاسي لتكون أشبه بقصص الخيال التي لا يمكن أن يصدقها الناس أو يتصورها العقل البشري.‏

يقول سمير: لقد صلبت عارياً على حائط وبدأ جنود الاحتلال يتدربون فن القتال على جسدي...أياماً وليالي واقفاً ويداي للأعلى مقيدة بالحائط ورأسي مكسو بكيس قماشي أسود تنبعث منه رائحة نتنة، وصافرات الإنذار ومكبرات الصوت ملتصقة بأذني والكهرباء تصعقني.‏

كنت أفقد إحساسي بالوجود... من كثرة الألم لم أعد أشعر بالألم... جروحي مفتوحة واستأصلوا الرصاص من جسدي دون تخدير بالملاقط كانت جروحي تحف بالطاولة وتتخبط جوارحي ودمي لا يتوقف عن النزيف وبسخرية كمن يفاجأ بسر جميل قالوا لي: تركنا رصاصة في رئتك هدية من الإسرائيليين.‏

في 28 كانون الثاني1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية في تل أبيب على الأسير سمير القنطار بخمسة مؤبدات +47 سنة ليكون مجموع سنوات الحكم 542 سنة ونصف السنة بعد محاكمة قاسية حاولوا خلالها إلصاق تهمة قتل الطفلتين من عائلة هاران به وهما قتلتا بيد إسرائيلية وقد تأكد ذلك لسمير بعد سنوات حين قرأ مجلداتهم ووثائقهم في صحيفة أيديعوت أحرونوت.‏

حكاية نضال داخل السجن‏

دخل سمير عدة معارك في السجن من أجل حقوق الأسرى وإضرابات مستمرة وانتزع مع رفاقه حقوقا كبيرة للأسرى منها حق التعليم بالمراسلة لينهي دراسته الجامعية بهذا الطريق في حزيران1997 وقد تخصص بمادة العلوم الإنسانية والاجتماعية.‏

نال سمير الحرية بعد عملية الوعد الصادق التي نفذتها المقاومة الوطنية اللبنانية وكان السيد حسن نصر الله في استقباله في بيروت 16/7/2008 بعد أن أصبح عميداً للأسرى العرب في سجون الاحتلال وهو اليوم بطل كبير ومقاوم نتعلم منه معاني البطولة والصبر والإرادة ونستمع لكفاحه الطويل من أجل النصر والحرية.‏

طلبة سورية يحيون‏

حول زيارة سمير للجامعات السورية عبر الطلبة عن فرحتهم بلقاء هذا المناضل، وفي الاستطلاع التالي نرصد لأهم الانطباعات التي وردت لنا منذ لحظة سماع خبر زيارته ولقائه بالطلبة.‏

عمار حسون طالب في قسم التاريخ إني أنتظر بفارغ الصبر يوم الأحد القادم للقاء المناضل سمير القنطار، وأحمل هواجس الحديث معه ورؤيته وسماع حديثه وقصته عن البطولة والكفاح، وأضاف: إننا كطلبة سوريين ننظر بعين الفخر ونتمثل مثل هذه القيم البطولية التي فعلها سمير.‏

شذى عائدي طالبة في كلية العلوم السياسية قالت: إن اللقاء مع مناضل كبير استطاع بنضاله وصبره وكفاحه تحويل أنظار العالم إلى قضية دعم الأسرى ونيل حقوقهم والتاريخ العطر الذي تتكشفه جوانب شخصية سمير هي دروس عظيمة لكل قارئ للتاريخ وأتمنى من الاتحاد الوطني لطلبة سورية إفساح المجال للقاء حواري وأسئلة والاستفادة من وجوده بيننا.‏

منال السماك طالبة في كلية الحقوق نعم مجرد سماع اسم المناضل سمير القنطار هو حدث وأتمنى اللقاء به والتقاط صور تذكارية لهذا المناضل وأرجو توزيع الكتاب وتسهيل الحصول عليه في مكتبات الكلية والجامعة ومعارض الكتاب.‏

..و يستذكرون‏

قيـــــم الصبــــــر والكفـــــــاح‏

نور الدين الجيلاني طالب في كلية الإعلام: أتمنى اللقاء بالبطل القنطار والحديث معه والاستماع لنضاله ونحن متشوقون كثيراً لهذا الحديث الذي ننتظره منذ زمن، فالقنطار هو ابن المقاومة الوطنية وهو ابن الثورة ضد المحتل ومن سليل الشهادة وسيدها الموسوي وراغب حرب وحسن نصر الله.‏

أتمنى من اتحاد الطلبة أن يقوم بتحويل الرواية الوثائقية إلى فيلم سينمائي يؤرخ لمسيرة القنطار أو مسلسل درامي يحكي قصته وهذا طلب سوري ويجب أن ينفذ بيد سورية ليكون قصة ومثالاً ورمزاً للأجيال القادمة.‏

عصام سليمان طالب في كلية الإعلام: سعيد جداً بلقاء سمير القنطار في رحاب الجامعة ونحن كنا على مدار سنوات أسره نستذكر معاني البطولة والفداء ونقدر عالياً وقفته أمام أعتى السجون الإسرائيلية وسجانيها.‏

لقد كان رمزاً ومثالاً لنا في الكفاح والحرية... أتمنى من اتحاد الطلبة إصدار كتيب يلخص حياة القنطار ويوزع مجاناً على مئات ألوف الطلبة عن حياة القنطار وكفاحه وأسره منذ البداية وحتى التحرير.‏

إنها قصة ثلاثين عاماً من البطولة ويجب أن يحتفي بها كل بيت لأننا بلد المقاومة ووطن الحرية والفدائيين والمقاومين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية