|
الصفحة الأولى لنتذكر دائما شدة الاهتمام الغربي،والحذر من أن تتأثر إسرائيل بالثورة التي قامت في مصر.. مع ذلك دعونا نتمنَ الصدقية لهذه المواقف.. اليوم تثبت الشعوب العربية -وكثيرا ما أثبتت- قدرتها على الإصلاح إلى حدود الثورة وتصفية نظام كان يبدو من أقوى الأنظمة العربية من خلال علاقته التابعة «الوثيقة» بالغرب.. والولايات المتحدة الأميركية تحديداً.. على أكثر من ساحة.. هاهو الشباب العربي يظهر مقدرته على التغيير ونشدان الأصلح.. ولاشك أن ساحات مصر العربية هي الأوضح على تلك المقدرة التي لا تخفيها أي من هذه الساحات. هل يثقون بنا الآن.. وهل هم صادقون برغبتهم في إصلاح شأننا..؟! إذن فليتوقفوا عن التدخل بشؤوننا.. وإملاءاتهم علينا..!! هذا أولا، ثم يكون الدعم المنتظر ربطا بالمصداقية التي نتمناها. لا يكفينا التحرك.. ونريد النتيجة.. نريدها ترسم مصالح شعوبنا، لا مصالح غيرها.. وطالما أن ثمة قوى تدفع بمصالحها بقوة سيبقى الحذر.. بل الخوف في كل مواقع الحراك الرائع الذي أحدثه ويحدثه شبابنا العربي. المسألة ليست أبدا عراضة شارع.. ما تم حتى الآن يؤكد أنها ليست عراضة شوارع، من سقوط نظام بن علي في تونس إلى سقوط نظام حسني مبارك في مصر.. إنها الثورة.. وبمفهومها السياسي.. رغم أن كثيرين وضعوها في إطار مطلبي.. وهي بصراحة بدأت كذلك.. بل إن المطلبية مازالت متداخلة معها.. لكن دون أن تبتعد الاعتبارات السياسية للثورة.. التي تدفع الشارع الثائر إلى تنظيم وتصعيد مطالباته السياسية.. ومازالت الحالة تحتمل الخطر.. في تونس ثمة ضبابية.. ربما تخفي أكثر من صراع.. في مصر ثمة صراع حقيقي غير خفي أبدا.. وهو صراع مريب.. ذلك أن قوى النظام السابق لم تنسحب من الساحة أبدا.. ومازالت تلعب على الاحتمالات.. ومن بينها احتمال أن تكون ثمة مواقف خارجية تؤيد «سرقة» الثورة أو خطفها.. الجيش المصري.. بالتأكيد جيش عربي وطني له تاريخه وأمجاده ومواقفه.. لكن الثورة بحث عن نظام سياسي بديل.. يقوم على التغيير الكامل لكل التوجهات السياسية التي سادت في نظام حسني مبارك.. ونرى أن ثمة معوقات حقيقية على هذه الطريق.. ينتقل الثوار بجدارة من خطوة إلى خطوة.. ومن تساؤل إلى تساؤل.. عن اتهام ومعاقبة أدوات النظام السابق.. مستهجنين بقاء أدوات له في رأس السلطة لا تخفى مخاطر وجودها على أحد.. الثورة بخير.. والخطر متوفر.. والحذر أكثر من مطلوب. |
|