تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وظيفة أم مهنة حرة..؟

أبجد هوز
الأربعاء25-9-2019
منهل إبراهيم

في الآونة الأخيرة أصبحت أفكر كثيراً فيما كان يقال لي... يا فلان ابحث لك عن شي مهنة يمكن تفيدك أكثر من الوظيفة.

وغدوت اليوم أشد إلحاحاً في البحث عن مهنة ولو متأخراً قليلاً.. علَّني أخرج من دوامة الانتظار لنتاج الوظيفة المتمثلة بالأجر الشهري... الذي يكاد لا يعجب حتى الأجر نفسه.. ولا يسد بضع أمور أساسية من حاجات المواطن... فالشتاء على الأبواب.. وما أدراك ما الشتاء...‏

لو تعلمت مهنة كان أفضل.. عبارة بت أسمعها كثيراً هذه الأيام وباتت تؤثر في تركيبتي الفكرية.. بين الإيمان الشديد بفكرة طالما رفضتها.. وجنوحي نحو الوظيفة الني نشأت على حب البحث عنها.‏

كثيراً ما ألتقي زملاء كنت معهم على مقاعد الدراسة فأفاجأ بأنهم في بحبوحة مادية (اللهم لا حسد) مع أنهم لم يكملوا الدراسة وخرجوا قبل إتمام تعليمهم ومنهم من تعلم وحصل على الثانوية ومنهم من تخرج من الجامعات لكنهم اعتمدوا على ممارسة المهن الحرة... فالوظيفة كما قال لي أحدهم لا تفي بالغرض خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.. مع إقرارهم بأهمية التعليم وضرورة الحصول على الشهادات العليا.‏

يقولون لي.. في المهن الحرة تسرح وتمرح في مساحة واسعة.. وفي الوظيفة.. تقيم في مكاتب ضيقة تصل لعدة أمتار... ويمكنك الالتحاق بالمهنة الحرة في أي وقت بإرادتك وبمجهودك الشخصي.. بينما الالتحاق بالوظيفة يحتاج إلى واسطة.. وبعد الحصول عليها لا بد من الالتزام بوقت ومكان وروتين لا وجود له في المهنة الحرة إلا ما ندر.‏

وفي المهن الحرة إذا كنت ملتزماً تتم مكافأتك مادياً ومعنوياً أو تكافئ نفسك بنفسك... وفي الوظيفة إذا كنت ملتزماً تتم مكافأتك معنوياً.. وبالمزيد من العمل.‏

وفي المهنة الحرة.. تحصل على وجبات مدعومة يومياً بدخل متجدد.. وفي الوظيفة.. تنفق نصف راتبك الهزيل في الحصول على وجبة يومية (شندويشة) لدعم وجودك في العمل.‏

وفي الوظيفة.. تنهي المدة المقررة لك (تتقاعد) وقد تآكلت أعصابك وزادت أمراضك للدرجة التي لا تصبح لديك معها قدرة إلا على الجلوس في المنزل وقراءة الصحف.. وفي المهنة الحرة تبدو نضراً وآثار النعمة واضحة على محياك.‏

وفي المهنة الحرة.. تحصل على أجور ودخل دسم وصافٍ من الحسميات.. وفي الوظيفة.. يتم قطع حسميات من راتبك فيختل توازنك الشهري والعقلي معاً..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية