|
مجتمع
هل سحبت مقتضيات العصر البساط من الكتاب الورقي؟ أم وضع قدمه على اول سلم التراث ؟ هل سنكون هرماً مقلوباً في عصر اجتاحته الرقمنة فكانت لها سطوتها ؟ للإضاءة على هذا المفهوم وكيفية استخدامه الصحيح في حياتنا العملية . نظمت الجامعة الافتراضية ضمن الفعاليات المرافقة لمعرض الكتاب في دورته الحادية والثلاثين ندوة بعنوان (الرقمنة من أجل نشر الثقافة والتعليم في الجمهورية العربية السورية) شارك فيها رئيس الجامعة الافتراضية الدكتور خليل عجمي ومدير عام القياس والتقويم الدكتورة ميسون دشاش . الحياة بين الواقع والافتراض تحت عنوان التحول الرقمي واثره في التعليم والتربية افتتح الدكتور عجمي الندوة موضحا معنى الحياة اليوم استنادا إلى تصرفات أجيال كثيرة بأنها كل ما يحدث عندما يكون جوالك مشحونا ومتصلا بالانترنت . فمصطلح التحول الرقمي ليس فقط (انترنت أو واتس أو جوال) بل هو التغييرات المستمرة الهائلة إضافة إلى تبنينا لها. هذا التبني يفرز آثارا تتمثل بالإصدارات والأجهزة والتطبيقات المتجددة كل يوم . أشار عجمي الى كيفية تأثير هذه التقانات على طريقة تفكيرنا وحياتنا حيث أن الرقمية تعيد إنتاج الانسان ،انتاج تفكيره وإنتاج تصرفاته . فمثلا التطور التقاني( صوفيا ) الروبوت الذي صنع عام ٢٠١٦ وما زال يطوّر حتى يومنا هذا ، مدللا على ذلك بذكره حادثة حصلت منذ حوالي الاسبوعين حين أجرى وزير التقاني الاندونيسي محاورة مع صوفيا _ خلال المؤتمر عقد هناك _ فسألها :هل يمكن للانسان أن يقع في حب روبوتات مستقبلا ؟ فأجابته:لقد بدأ الادميون بذلك فالبعض يتزوج هاتفه الذكي. لم يكن جوابها ملقنا بل كان نتاج الذكاء الصناعي الذي برمجت عليه منذ ثلاث سنوات . لنرى بذلك أن الخيال العلمي يتحول باطراد إلى حقائق علمية . الا أن البلاد المنتجة للتقانة تعاني من كون التحول يتجاوز المنظومات التشريعية والقانونية ، فماذا عنا ونحن البلاد المستهلكة التي يقودنا التحول ؟وما الحل؟ يجد عجمي أن الحل يكمن ببناء علاقة صحيّة وصحيحة بين الجيل الرقمي والتقانة كي يتمكن هذا الجيل من قيادة التحول وتوجيهه والتأثير فيه وذلك عن طريق التربية والعلاقات الاجتماعية الصحيحة لاسيما أنهما مرتبطتان بالتحول الرقمي . فلفهم هذا الجيل ،وطبيعة تفكيره و كيفية التأثير فيه ليصبح قادرا على حمل التحول الرقمي .وقف عجمي على عدد من العوامل المؤثرة في الأجيال موضوع البحث وبدأ بالعامل الاول التربية المقادة بالعولمة فهناك كثير من الأفكار التي تأثرت بالعولمة وانتشرت بانتشارها وهذه الأفكار قد لاتكون جميع تفاصيلها صحيحة وتسببت في كثير من الأحيان بكسر المرجعيات التقليدية . وثاني تلك العوامل: التقانة ووسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية فالعيش ضمن عالم افتراضي فرض علاقات اجتماعية نشأت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وقد يعتقد اطرافها أنها علاقات اجتماعية متكاملة بكل مقوماتها وهنا تقبع المشكلة . ثالثها: سلوك مكتسب ناجم عن التفاعل مع التقانة فهناك مسافة كبيرة بين المعلومة والمعرفة قد لا يفهمها مستخدمو التقانة فالمعلومة تُكتسب بسرعة بينما المعرفة قد تحتاج إلى سنوات .. آخرها ..بيئة اقتصادية واجتماعية محيطة حين يتم الجامعي تعليمه ينطلق إلى الحياة العملية ليكتشف أنه يعيش في عالم مادي ، القيمة الحقيقية فيه للأرقام والمؤشرات الاقتصادية فيقف أمام حقيقة ( النتيجة على المدى القصير وليس الرضا على المدى البعيد) . كما أن قوة ورسوخ العلاقات الاجتماعية لايمكن الحصول عليها بالتقانة ومفرزاتها . فبناء المشاعر تأتي على المدى البعيد . أكد عجمي أن أهم التحديات التي تواجه التعليم لاسيما أن جيلنا اليوم لا يحتاج إلى المعلومة فهي بين يديه ، هي كيفية تعليمه كيف يتحقق من هذه المعلومة ويستخدمها ليكتسب المعارف ذاتياً . لاسيما أنه خلال عقدين من الزمن على الأكثر ستختفي وظائف و تظهر وظائف جديدة . ففي عام ٢٠٠٠ ظهرت وظائف لم تكن مألوفة في سوق العمل مثالها : تصليح الهواتف النقالة . واليوم تندثر وظائف أمام تطور التقنيات الحديثة مثل :عامل تلكس وعامل آلة كاتبة . فالتعلم برأيه قائم على البحث والتحقق والمقارنة ، واستثمار الشغف في البحث، لا على التلقين. وفي المقابل هناك عوائق لعملية البحث تتمثل بضحالة المحتوى الرقمي العربي إضافة إلى الاهتمام بالاليات دون وجود مضمون مرجعي حقيقي في المناهج والحاجة لتدريب المدرسين والمشرفين كمقدمة لأي تغيير ،لاسيما أن هناك تجارب تستحق الدعم كالماراثون البرمجي والمتميزين والروبوتيك والاولمبياد والمسابقة البرمجية ،هذا يحتم علينا إعادة النظر في نماذج ومناهج التعليم التقليدية . ختم عجمي مستشهدا بالقول (الكائنات القادرة على الاستمرار ليست الكائنات الاقوى أو الاذكى وانما الكائنات الاكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات والتبدلات ). المنصات المفتوحة حاجة لابد منها وتحت عنوان «الرقمنة من أجل نشر الثقافة والتعليم في الجمهورية العربية السورية» ألقت الدكتورة ميسون دشاش مدير عام مركز القياس والتقويم في وزارة التعليم العالي محاضرة بعنوان «استثمار المنصات المفتوحة لقطاعي التربية والتعليم» افتتحت دشاش الندوة بالسؤال كيف يمكن أن ندعم معرض الكتاب على مستوى وزارة التعليم العالي وأساتذة الجامعة في الجمهورية العربية السورية وتطبيق الرقمنة على التوازي مع الكتاب الورقي؟ ألقت الضوء على طرائق التعليم في الجامعات الأوروبية وإمكانية الاستفادة منها في سورية في ظل الرقمنة من حيث طرائق التعليم و تغيير بعض المصطلحات . ونحن كعالم عربي حين نبحث عن المنصات المتاحة لنا في الجمهورية العربية السورية لتكون منصات مفتوحة مجانية ومتاحة لكل شخص نجد منصتين عربيتين فقط هما رواق وادراك . |
|