|
شباب وهو يشمل بالنسبة للطلبة والشبّان فترات العطل الصيفيّة والشتوية والأسبوعية ، وبالنسبة للعاملين منهم الإجازات والأوقات الخارجـة عن الدوام الرسمي، بالإضافة إلى ما يوفّره عصر الآلة والتقنيات الحديثة من أوقات فراغ . فهل يستثمر الشباب والشابات أوقات فراغهم بما ينمي شخصياتهم ويطورها، وهل أسسنا لهم هذه الثقافة وهيأنا لها الأدوات المساعدة؟ فلو قلنا القراءة نشاط عقلي مهم للترفيه والفائدة معا، هل علمنا الأبناء والطلبة هذه العادة، من جهة القدرة على التحكّم بالكتاب انتقاء واستعارة واستنساخاً ، حيث يمكنهم الانتقاء والتحكّم في نوع الكتاب المطلوب ، وفي أيّ وقت و الرجوع إليه لغرض الكتابة ، فما دام هناك واجبات مدرسية وحلقات بحث ودراسات فالمصادر والمراجع لا تغيب يوماً، ومتعة القراءة وفائدتها لا يقدّرها إلاّ أولئك الذين عشقوا الكتاب وأقاموا معه صحبة طويلة ، خاصة اذا كانت منوّعة وجادّة، لأنها تلبي حاجـتنا الفكـرية والروحية والنفسـية، حينما نحمل القلم ساعة القراءة لنحتفظ ببعض الأفكار والآراء لحين الحاجة ، ونضع خطوطاً تحت الأفكار المهمّة ، أو بتمييزها بواسطة قلم فسفوري حتّى يسهل تذكرها . والقراءة لاتشمل الكتب فقط بل تضم الصحف والمجلاّت والدوريات وممّا يقدِّم المادّة الخبرية والمعلوماتية في شؤون الحياة المختلفة ممّا لا يستغني عنه شاب أو شابّة يريدان أن يعيشا عصرهما. وهنا يمكن ربط الكـتابة بالقراءة لأنها تولد الأفكار وتقوي اللغة، ففي أوقات الفراغ يمكن للشاب أو الشابّة أن يكتبا المقالة أو القصّة أو الشعر. وعلى أهمية القراءة الاأنها ليست النشاط الوحيد فهناك الأسابيع الثقافية والعلمية والأمسيات الأدبية وما يقدّم من محاضرات وندوات يمكن أن تعلّم على المشاركة وتنمّي قابلية الحوار والنقد والتعرّف على الآراء المتعددة .وهي فرصة للتعرف على عدد من المثقفين والأدباء والشخصيات المشاركة. وكل ذلك ينمي ملكة المحاكاة والنقد وعندها يصبح التعرض لوسائل الاعلام - بالاضافة إلى أنه لهو وتسلية - فرصة وأداة تثقيف أيضاً بما يمكن للشاب ملاحظته واسقاطه على واقعه وانتقاده . إن استثمار وقت الفراغ والاستمتاع به حق وعلينا التدرب من مراحل مبكرة على التمتع به وتوفير البيئة الجاذبة . |
|