تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البحث العلمي..منهــج ومهــارات وتدريـــــــب

شباب
الأثنين 28-3-2011م
تشجيع الشباب للبحث العلمي وامتلاك مهاراته قضية تتطلب الدعم الحقيقي خصوصاً أن الكثير من الشباب لديهم ميول نحو البحث والإبداع يتوجب توجيهها فهل يتهيأ للشباب المنهج وتلك البيئة

التي تمكنهم من أدوات التفكير الفعال والنشط ومهارات البحث؟ وهل يتوفر لهم ما يضمن التعامل المثمر لطاقاتهم الخلاقة من الناحية المادية والمعنوية؟‏‏

هنا بعض البحوث التي تجلى فيها التكامل ما بين الدوافع والجهود الشخصية للشباب وما بين بعض المؤسسات الراعية للبحوث الشبابية منها برنامج‏

الباحثين /الشباب/ التابع للأمانة السورية للتنمية حيث تؤكد تلك البحوث الطاقات الخلاقة للشباب والتي تشهد على إحساسهم بمسؤوليتهم واستثمارهم لإبداعهم في خدمة المجتمع عندتوفير بعض المعطيات الداعمة لهم مثلما أكدت الشابة مايا الكاتب والتي قالت: أنجزت بحثاً بعنوان «الحرير السوري» صورة لإرث ثقافي حي وما شدني إليه أنني التقيت مصادفة مع أحد العائلات وهي عائلة السعود التي تربي دودة القز وتقوم بصناعة كافة أشكال الحرير من نحل الحرير إلى صناعة الخيط ثم القماش حيث من الصعب والنادر الجمع بينها وما دفعني لذلك أكثر أن تلك الحرفة باتت مهددة بالانقراض فأحببت أن أقوم بنشاط يكون له فاعلية ومعنى على أرض الواقع فكان بحثي بمثابة أجوبة على أسئلة كثيرة تتعلق بهذه المهنة العريقة وجمعت المعلومات حتى أعرف مشكلات المهنة وصعوباتها أي بدأت فكرة البحث بشكل شخصي ثم قدمت مخطط البحث لـ برنامج «الباحثين الشباب» التابع للأمانة السورية للتنمية إذ يستقبل الراغبين من الشباب الدخول إلى عالم البحث فيقدم الدعم لهم علىأ كثر من صعيد وبعد أن اطلعوا على خطة بحثي أحبوا الفكرة واقتنعوا بها فقدموا المساعدة والدعم المادي والمعنوي فأنا كشابة لا يمكن أن أتحمل أعباء مصاريف البحث فهي فوق طاقتي فالتكاليف كبيرة من تأمين المراجع والتنقل والمواصلات.‏‏

سافرت كثيراً إلى القرى السورية جميعها التي تتواجد فيها هذه الحرفة ثم بحثت في أرشيف وزارة الزراعة ومكتب الإحصاء لاستخراج احصاءات لها علاقة بالتوت وأعداد القائمين على تلك الحرفة وأجزائها كما أن البحث تواجد فيه جزء كمي وآخر كيفي ومن جهة أخرى وثقت الأدوات المستخدمة في الإنتاج وركزت على الآليات التقليدية التي يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ثم قمت بتحليل المشكلات المتعددة التي تواجه الحرفة كما أوضحت المبادرات الحكومية والأهلية للحفاظ على المهنة وكان هناك توصيات عن أهمية حرفة صناعة الحرير بالنسبة لسورية والبحث الآن قيد الطباعة لنشره على شكل كتاب ولابد من التوضيح أنه ورغم المشقة والجهود الكبيرة التي بذلتها وقد اعتقدت بداية أن ما أقوم به في منتهى السهولة ثم اكتشفت أن مهمتي صعبة جداً فقد أحسست بقيمة ما فعلته على أرض الواقع فالمعلومات التي أعدت إنتاجها تسهل الحصول على المعرفة والإطلاع على حرفة الحرير إذ قدمت بحثاً يدعو للحفاظ على حرفة صناعة الحرير هذا جانب ومن جانب آخر فقد شعرت بسعادة كبيرة ولمست بيدي أن هذه هي وظيفة الإنسان في الحياة ، العمل والبحث والإنجاز المفيد وبقيت تلك التجربة رائعة وجديرة بأن تبذل الجهود من أجلها.‏‏

دور الأهل‏‏

كما تلعب المؤسسات دوراً في دعم البحث الشبابي فإن الأسرة أيضاً لها دور بتوجيه أبنائها وقد أكدته الشابة راما الشوفاني سنة ثالثة أدب إنكليزي التي تحدثت عن تأثير أسرتها وتشجيعها فقالت:‏‏

رغم قلة المشاريع التي توظف الطاقات الشبابية والإمكانات التي يمتلكونها بالشكل الذي يحتويها جميعها إلا أن التصميم لفعل شيء مهم كان الدافع القوي الذي يحركنا للتعبير عن ميولنا في البحث فتمكنت من جهتي الإنجاز لأكثر من بحث مثل «الأغاني والحكايا الشعبية» وهوبحث غير مكلف مادياً وقد اخترت موضوع التراث لأنني وجدته يلاقي الترحيب والإقبال من قبل الناس فبحثت هذه الفكرة مع المعمرين والمهتمين في مناطق عديدة فجمعت أغاني وحكايا وألعاباً من التراث وقد تم نسيانها مع تقدم الزمن وهذا بهدف إحيائها وتوثيقها مثلاً «الألعاب الشعبية» جمعت كافة المعلومات حول اليدوية منها وأرشفت الابتكارات الكثيرة التي تستثمر أدوات حياتية ليتم تحويلها إلى ألعاب عديدة إضافة إلى الألعاب الميدانية وقد طبعتها على بطاقات احتوت كل واحدة إرشادات ليتم الحفاظ عليها وأنوي طباعتها في كتاب إن تواجد الممول أيضاً هناك مشروع بحثي حول «الهالووين» وهو تقليد اجتماعي موجود في جميع الحضارات وأنا الآن بصدد جمع المراجع من الانترنت والمراكز الثقافية ومن تجربتي وجدت أن الصعوبات التي تعوق على الأكثر بحوث الشباب هو الاستخفاف ببحوثنا ومشاريعنا طبعاً من دون أن نعمم لأنه يتواجد بعض المشاريع التي تهتم بالبحث الشبابي وإن كانت تدخل ضمن إطار المناسبات إلا أنه لها تأثيرها المميز والفعال رعاية وتشجيعاً وتوجيهاً فالبحث الذي قمت بانجازه شاركت فيه عبر مشروع ضم الكثير من البحوث الشبابية الأخرى ورعته «جمعية الفنون للمكان» ولابد من الذكر بأن ا لمشروع وجهنا إلى تقنيات ومهارات بحثية كثيرة وواسعة وأرشدنا إلى كيفية البحث وكيفية العمل عليه تم استخدام المقارنة والتقاطع بين المعلومات والاعتماد على تعدد المصادر والانتهاج للموضوعية والتنظيم وأتمنى بحق أن تترسخ أمثال هذه المشاريع التي تشجع البحث الشبابي وترسخ المهارات البحثية بين أوساط الشباب المهتمين لأنه لابد لجملة معطيات أن تحضر حتى تساعد الشاب إن كان من قبل مؤسسات المجتمع أم الأسرة وأعتبر من جهتي أن الأرضية الثقافية لعائلتي ساعدتني وأخذتني إلى طريق رائع عرفت من خلاله كيف أوجه طاقاتي وميولي إذ شجعني الأهل وخلقوا عندي الدوافع للبحث واستثمار وقتي بالشكل الإيجابي فلم يكن هناك نشاط ثقافي أو ما يخص الشباب إلا ويوجهني والدي إلى متابعته.‏‏

وبالتالي كانت محاولاتي المستمرة في المتابعة والإنجاز لبحوث أو أنشطة شبابية تحقيقاً لذاتي كشابة تسعى للنجاح.‏‏

جدوى البحث‏‏

أما الشاب معن فلحوط يقول: لابد من التعمق بأبعادوجدوى أي بحث على أرض الواقع ، وقد شدني المشروع للاهتمام والتعريف بطريقة منهجية وعلمية بخمس مناطق أثرية هامة ومميزة خصوصاً أنني أدرس التاريخ في الجامعة فقدمت عبر البحث المعلومات الواسعة والدقيقة حول الحضارات التاريخية المتعاقبة على كل منها كما ركزت على الفنون المعمارية الخاصة في كل فترة بهدف اظهار غنى هذه الأرض بالحضارات والثقافات المتعددة والفنون التي ظهرت عبرها ومعطيات تؤكد جماليات راسخة على مر العصور باقية ما بقي الزمن.‏‏

آنا عزيز الخضر‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية