|
منوعات ومن تقاليدهم في استقباله إعداد النسوة في أول أيامه طبخة ذات لون أبيض مثل «الشاكرية والشيشبرك» وهذا نابع من اعتقادهم أن افتتاح الشهر بأكلة ذات لون أبيض سيجعل باقي أيامه بيضاء، وآخر أيام هذا الشهر مباركة عندهم لأن ليلة القدر تقع فيه. وبسبب محبة أهل المْدينة لهذا الشهر وتعلقهم به فإنهم يعتقدون أنه وبعد انتهاء أيامه يأتي العيد حتى لا يشعرون بفراقه.
كما تفرض التقاليد على الأسر تبادل الزيارات التي تسمى شعبياً «زيارات الرمضنة» والعبارة الشهيرة التي يقولها الزوار لبعضهم: «جينا لعندكم حتى نرمضنكم»، وقد تعاتب المرأة جارتها التي لم تزرها بالمناسبة قائلة: «ليش ما جيتوا رمضنتونا؟» كما أن النسوة يسألن بعضهن عن الطبخات التي قمن بإعدادها على الإفطار كل يوم. وتضم «سفرة الصائم» مختلف أنواع المأكولات والمشروبات التي توضع على مائدة الإفطار اليومية، ومن العادات الاجتماعية المتعلقة بهذه السفرة أنه لا يجوز على المفطر أن يجلس مع الصائمين ويتناول المأكولات بل عليه الانتظار حتى ينتهي الصائمون ليباشر هو الأكل. وللباعة لهم نداءاتهم الخاصة في شهر رمضان المبارك بالمدينة، ومن هذه النداءات: «إلك يوم يا صايم»، وفي آخر أيامه ينادي الباعة: «بقالك يوم ويوم يا صايم»، وينادي بياع الكعك معروك: «يا ما عركوك بالليالي يا معروك»، أما المسحّر فينادي في آخر أيام هذا الشهر: «ودعوه ثم قالوا له يا شهرنا منا عليك السلام». ومن أهم العادات المتعلقة بشهر رمضان المبارك «المصارعات» الليلية التي كانت تقام بين أمهر المصارعين بحارات المدينة والقرى المجاورة لمدينة «حلب»، فقد كانت تقام في أحد المقاهي وبحضور الرجال وسط تشجيعهم وتصفيقهم ضمن سهرات رمضانية جميلة تدوم حتى السحور، وبين الحاضرين من الجمهور كان يجلس شيخ كبير السن هو «شيخ المصارعين» وكبيرهم لأنه كان في أيام شبابه من أمهر المصارعين، والعادة الشائعة في تلك السهرات الليلية هي قيام المتصارعين بتقبيل يديه قبيل البدء بالمصارعات احتراماً له. |
|