تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرنسا ..والدعم اللا محدود لإرهاب النصرة

بقلم الصحفي: جاك ماري بورجيه
 عن موقع فالميه
متابعات سياسية
الأربعاء 1-7-2015
ترجمة مها محفوض محمد

« إن قرار الولايات المتحدة بإدراج جبهة النصرة على لائحة التنظيمات الإرهابية تم انتقاده بشدة من قبل داعمي المعارضة السورية و كان لوران فابيوس قد اعتبر أن العرب جميعا عارضوا الموقف الأمريكي ذلك لأن هؤلاء يؤدون عملا جيدا على الأرض إذاً الأمر واضح و رئيس التحالف هو أيضا من هذا الاتجاه »

كانت تلك مقتطفات من مقال نشرته صحيفة لوموند في كانون أول عام 2012 حيث يدرك القارئ لدى قراءة المقال أن فرنسا تبذل قصارى جهدها لتحول دون ادراج جبهة النصرة ( فرع القاعدة في سورية ) على اللائحة السوداء للأمم المتحدة أي لائحة التنظيمات الإرهابية فمنذ أن اندلعت الأحداث في سورية تعهد نيكولا ساركوزي من قصر الاليزيه وبكل ما يستطيع فعله لإسقاط سورية ثم جاء وصول الاشتراكيين إلى السلطة في أيار 2012 ليزيد من حقد باريس على الحكومة السورية و اعتبار كل متمرد عندها هو شخص مقدس و لا يهم أيا كان ولا من أين جاء حتى لو كان الولد المسخ لابن لادن و هذه هي الحال بالنسبة لجميع عناصر تنظيم النصرة .‏

لكن و دون أن تقيم وزنا لفابيوس أو تهتم بمصالحه قررت واشنطن بشكل أحادي الجانب إعلان جبهة النصرة على لائحة الإرهاب فواشنطن يجب أن تفعل ذلك لأن تفجيرات 11 أيلول تركت آثارا لا تنسى فيها على أن تكون هذه التدابير مجدية و هنا بدأت وزارة الخارجية الفرنسية في الكواليس تحركاتها لتحييد جبهة النصرة عن إلصاق صفة الإرهاب القذرة بها و الدليل على ذلك حصلنا عليه في رسالة أرسلتها البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة إلى وزارتها في الرباط و الرسالة مؤرخة بتاريخ 29 نيسان 2013 و صنفت ب «السرية , عاجل جدا »  تحمل توقيع سفير المغرب لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي و قد جاء في هذه الرسالة اعتبار طلب سورية لدى الأمم المتحدة بمثابة تدخل يضع فرنسا في حالة قلق و اضطراب بشكل واضح جدا حيث كانت دمشق أنذرت للتو الأمم المتحدة لوضع جبهة النصرة على لائحة التنظيمات الإرهابية فالبريد الدبلوماسي المغربي جاء لينقل هذا الارتباك الفرنسي حيث يعتبر سياسيا أنه من غير المعقول الاعتراض على ادراج جبهة النصرة في لائحة العقوبات و مع ذلك كان من المهم جدا بالنسبة لفرنسا أن يحصل هذا الإدراج عبر قنوات أخرى غير قنوات البعثة السورية لقطع الطريق على دمشق التي تعتبر المعارضة السورية جماعات إرهابية فما هو العمل لمنع إلصاق صفة العار بالنصرة التنظيم الذي لا يراه فابيوس إرهابيا بل يراه جيدا ؟‏

دائما و بحسب البريد المغربي فإن باريس اعتقدت أن جوابا سيأتي بعد عدة أسابيع من المفاوضات لكن كانت المكيدة أو الخدعة من بريطانيا حين أضافت سرا اسم جبهة النصرة على لائحة العقوبات التي تضرب القاعدة في العراق و بذلك سيكون هناك تحد لمبادرة دمشق  و الإرهابيين الذين أحبتهم باريس أقل وصما بالعار .‏

و تتابع رسالة سفير المغرب اطلاعنا لدى قراءة ما كتبه عن موقف الرياض إزاء التشهير بالنصرة يقول : « لقد أبلغتنا السعودية مخاوفها من فكرة تسجيل النصرة و جوقتها على لائحة الإرهاب لأن ذلك سيعني أن هناك علاقة بين الإرهاب و البلدان التي تدعم الجماعات المسلحة من المعارضة السورية »‏

إن هذه الجملة تستحق تأويلات كثيرة لما فيها من شراسة مع مواربات الرياض بلفها و دورانها و لسان حالها يقول : من المستحيل أن أسمح لكم بوصف النصرة بالإرهاب في الوقت الذي ندعمها و نسلحها و نمولها و من المستحيل أن نسمح أن يقال أو أن يكتب بأننا حلفاء للإرهاب .‏

أخيرا في 31 أيار 2013 فرنسا فابيوس تخسر المباراة لأن الأمم المتحدة تضع رسميا النصرة على لائحتها السوداء وبجهود تشجيعية من باريس يسعى هؤلاء الإرهابيون لشطب أنفسهم من اللائحة و في أيلول 2014 تحرر النصرة 45 مخطوفا من القبعات الزرق كانت احتجزتهم كرهائن و تؤيد وزارة الخارجية الفرنسية سرا طلب تلاميذ بن لادن الذي يقضي ذلك مقابل أن تشطب النصرة من لائحة  العقوبات غير أن الاتفاق لم ينجح .‏

و تبقى تحركاتهم مستمرة منذ أن جاء جون كيري بعد فابيوس بفترة و وزير خارجية قطر ليصادقوا جميعا على حسن عمل القاعدة في سورية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية