تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردوغان.. في سياسة الهروب إلى الهاوية: سلطان العثمان يستجير بإسرائيل ..وأركان الجيش التركي:خطوة حمقاء ومتهورة

الثورة -رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء 1-7-2015
رجب طيب اردوغان يستدعي عسكر السلطان الى الحدود السورية ولأنه أي زعيم الاخوان بات بعد فشله الارهابي والحزبي وحيداً في ساحته يحاول جر جيشه للدخول في المعركة مع سورية

فقرر الاعلان صراحة عن رغبته في التلاقي مع اسرائيل حول ملف العدوان على سورية عل وعسى يدعمه نتنياهو في حماقته الجديدة التي يلوح بها منذ ايام بهدف إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية أو منطقة حظر طيران، أو الدخول في العمق السوري لمؤازرة داعش.‏

اهداف اردوغان واضحة في سورية وملامح نياته باتت مرئية بنشر جنود اتراك على الحدود تصل اعدادهم الى حوالي سبعة عشر الف جندي لكن الأوضح من كل المستجدات هو ان العقلية العثمانية التي تعاملت مع الأزمة في سورية منذ البدايات وخسرت هي ذاتها لم تتبدل لذلك لايبدو أن السيد اردوغان سيكسب في مغامرته الأكثر تهورا من كل المغامرات الماضية في سورية وهو ما يؤكده محللون حيث يرى البعض أن حجم التعقيدات الداخلية والخارجية التي تعترض أي خطوة يمكن أن تقدم عليها تركيا بشأن سورية في الوقت الراهن.. يشير إلى أن تركيا، المنشغلة بالدفاع عن قصر أردوغان الأبيض وسط المخاطر الخارجية والحسابات الداخلية الخاصة بالحكومة الجديدة، تلعب مرة أخرى في الوقت الضائع هي واسرائيل.‏

أردوغان يجتمع بالأركان لبحث العدوان‏

شهدت أنقرة التي يدور فيها النقاش حاليا حول خطط لعملية عسكرية محتملة للعدوان على شمال سورية اجتماعا الاثنين لما يسمى مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس الاخواني رجب طيب أردوغان.‏

ونوقش خلال الاجتماع آخر تطورات الأوضاع ومستجدات الأحداث في سورية وتشير التسريبات الى ان اردوغان حاول اقناع اركانه بالتدخل عن طريق اثارة مخاوف الحاضرين من المكون الكردي في سورية‏

الاجتماع الذي عُقد في مقر قصر رئاسة الجمهورية بالعاصمة أنقرة شهد استعراضا شاملا لمجمل الأوضاع على الحدود قدمه كل من جهاز المخابرات ورئاسة الأركان العامة للجيش التركي.‏

كما قدمت لأعضاء مجلس الأمن القومي معلومات مفصلة بالخرائط عن المناطق. وأعاد جناح حكومة اردوغان التشديد على طلب تشكيل منطقة أمنية على طول الخط الحدودي مع التأكيد على ضرورة أن دعم ما أسمته المعارضة السورية والتي بات معروفا انها هي ذاتها جبهة النصرة.‏

وأوضحت حكومة اردوغان في محاولتها للاقناع بالعدوان على سورية أنه في حال السيطرة على الشريط الحدودي انه سيتم القضاء على كل مايهدد تركيا.‏

أما الجناح العسكري في المجلس فقد استعرض بدوره النتائج السلبيّة التي قد تتمخض عنه ما تسميه حكومة العدالة والتنمية عملية عسكرية محتملة. حيث أوضح أن المنطقة المتوقع الدخول إليها هي أرض سورية وأن التدخل يحمل مخاطر من ناحية القانون الدولي.‏

كما لفت إلى أن بعض المجموعات التي تسمى معارضة سورية في المنطقة يتم النظر إليها على أنها إرهابية حتى من قِبل الولايات المتحدة؛ وأن القوات المسلحة التركية قد تضبط متلبسة في موقف «دعم إحدى المنظمات الإرهابية» في حال تدخلها في الأحداث.‏

خطوة متهورة‏

اجتماع اردوغان بأركان الجيش ترجمته المصادر الرسمية في تركيا أن الحكومة التركية ترغب في تحرك أكثر نشاطاً من جانب الجيش التركي لدعم المجموعات المسلحة في سورية مشيرة إلى أن الجيش التركي يبدي معارضته للقيام بذلك، وتجري الحكومة حوارا لإقناع الجيش بخططها.‏

وأكدت المصادر لصحيفة «حرييت» التركية، أن المساندة النشطة التي تسعى حكومة رئيس الوزراء «أحمد داوود أوغلو» للحصول عليها من الجيش تشمل قصفاً بالمدفعية طويلة المدى ، والقيام بعمليات جوية ودخول سورية بقوات برية لتأمين شريط بطول الحدود التركية بذريعة مكافحة المجموعات المسلحة.‏

وأوضحت المصادرالرسمية الحاجة إلى منع وقوع المزيد من الاشتباكات بين «داعش» والقوات الكردية لمنع الأخير من بسط سيطرته الكاملة على الحدود التركية السورية، وكتبت صحيفة «حرييت» أن هناك ما لا يقل عن 12 ألف جندي جاهزين للتدخل في سورية لإقامة «منطقة أمنية».‏

وكشفت الصحيفة عن سجال وقع بين قائد الأركان الجنرال «نجدت أوزال»، وبين «داود أوغلو»، في الاجتماع الذي تناول التطورات في شمال سورية 18 الشهر الجاري، وكيف أن «أوزال» رفض خطة لدخول الجيش منطقة جرابلس ومارع، وقطع الطريق على أي محاولة لوصل عفرين في الغرب، بباقي المناطق الحدودية من الحسكة إلى عين العرب، وحينها وصف «أوزال» التدخل العسكري بالخطوة «المتهورة» التي ستغرق تركيا في وحول الحرب.‏

تقول التحليلات إن الخطط العسكرية التركية للتدخل في سورية وتزامنها مع التصعيد على الحدود السورية التركية كشفت عن مخطط لطالما سعى «أردوغان» لتنفيذه وهو إقامة أقاليم ومناطق عازلة لصالح الفصائل الارهابية المسلحة شمال سورية، وخلق كيان لداعش على حدودها مع سورية، ، كما كشفت جميع القرائن أن الخوف الكاذب من «قيام دولة كردية» شمال سورية، ليس سوى ذريعة يحاول «أردوغان» من خلالها التدخل في شؤون سورية.‏

الدور التركي المشبوه في سورية لطالما كان محط انتقادات متكررة من الدول الغربية المؤيدة والمعادية لتركيا، والتي أخذت على الحكومة التركية عدم بذلها جهودا كافية لضبط حدودها مع سورية من أجل وقف تدفق الإرهابيين من أراضيها للانضمام إلى صفوف «داعش»، حيث سبق وأن قال رئيس الاستخبارات الأميركية «جيمس كلابر» في تصريح سابق إن محاربة تنظيم «داعش» ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا، وإن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب من الأراضي التركية إلى سورية، وسبقه في الانتقاد نائب الرئيس الأميركي «جو بايدن» الذي وجه اتهامه لتركيا والدول الخليجية بأنها هي التي تقف وراء دعم وتسليح المجموعات التكفيرية في سورية.‏

تسريبات‏

لايستطيع اردوغان اتخاذ قرار العدوان على سورية بمفرده وبات هذا واضحا من مغازلاته الأخيرة لنتنياهو حيث يلتقي الاثنان في مصالحهما حول تصعيد الأوضاع في سورية وهو ما كتب عنه فؤاد عوني، الذي يكشف بتدويناته ما يدور في الكواليس بين أردوغان ومساعديه والمقربين منه في تغريدة مثيرة للانتباه على حسابه في تويتر، الذي يبلغ عدد متابعيه مليون شخص على الرغم من إغلاقه أكثر من مرة، والذي صدقت الأحداث توقعاته مرارا:‏

يقول عوني«ستحاول الحكومة التركية عبر مخطط إشاعة الفوضى إقناع الرأي العام بضرورة شن عملية عسكرية في سورية بهدف الأمن القومي. ويعمل كل من مستشار الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو ورئيس المخابرات التركية حاقان فيدان، منفذي المخططات المظلمة، بكل قوتهما من أجل قيام تركيا بهذه العملية في الأراضي السورية.‏

وأفاد فؤاد عوني بأن سينيرلي أوغلو، الذي يعد أهم رجال أردوغان في الفترة الأخيرة، عمل سفيرا لتركيا لدى اسرائيل، وهو من قام في الوقت نفسه بتهيئة العلاقات التجارية لأردوغان مع إسرائيل.‏

وأضاف عوني أن رغبة أردوغان الوحيدة هي جر تركيا إلى حرب في سورية وأنه يهدف من وراء ذلك إلى رفع عدد أصواته المتراجعة والنجاة من سقوطه من السلطة، حسب زعمه.‏

منذ متى بدأ التطبيع الأردوغاني مع إسرائيل؟‏

إنّ التزام رجب طيب أردوغان الصمت أثناء الحملة الانتخابيّة الإسرائيليّة الأخيرة، على الرغم من تصاريحه المثيرة للجدل حول الفلسطينيّين، وإعادة افتتاح معبد يهوديّ في مدينة أدرنة يدلّان ربّما على تغيير في سياسة أنقرة تجاه إسرائيل.‏

بالاضافة الى الرسالة التي وجّهها أردوغان في 26 آذار الماضي للتعبير عن دعمه للعدوان السعوديّ على اليمن من بوابة الوقوف في وجه ايران الرافضة لهذا العدوان. من هذا المنطلق، كانت تصريحات أردوغان فعليّاً تكراراً لما أكّده رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركيّ في 3 آذار عندما قال: «عدوّ عدوّك هو صديق لك». وأراد نتنياهو من خلال هذا التصريح إقناع الأميركيّين بأنّ إيران تشكّل خطراً وجودياً ليس على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها، إن لم يكن على العالم.‏

وأطلق أردوغان تصريحاته في اليوم نفسه الذي أجرى فيه مكالمة هاتفيّة مطوّلة مع الرئيس الأميركيّ باراك أوباما، بعد انقطاع الاتّصال لفترة طويلة بينهما تماماً كما حصل في العلاقة بين نتنياهو وأوباما. وجاء في البيان الصحافيّ الصادر عن البيت الأبيض أنّ أردوغان وأوباما ناقشا مسائل ملحّة في الشرق الأوسط، بما في ذلك البرنامج النوويّ الإيرانيّ.‏

في المقابل، إنّ القوّة التي عبّر فيها أوباما مؤخّراً عن رأيه في نتنياهو تسلّط الضوء أكثر على تحفّظ أردوغان تجاه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيليّ. ففي السنوات القليلة الماضية، لم يفوّت أردوغان فرصة لمهاجمة الحكومة الإسرائيليّة بسبب معاملتها للفلسطينيّين. وخلال حملته للانتخابات الرئاسيّة في صيف 2014، تخطّى بعض الخطوط الحمراء في اللهجة، واصفاً السياسيّين الإسرائيليّين بأنّهم «أسوأ من هتلر»، ومتّهماً إيّاهم بمحاولة ارتكاب إبادة في قطاع غزّة.‏

وأثناء الحملة الانتخابيّة الإسرائيليّة، قدّم اليمين «ذخيرة» أكثر من كافية إلى أردوغان. لكنّ أردوغان التزم الصمت المطبق. ونشر مستشار أردوغان، إبراهيم كالين، في 24 آذار/مارس تحليلاً لنتائج الانتخابات الإسرائيليّة. ومع أنّه ذكر تصريحات نتنياهو المثيرة للجدل، إلا أنّه حاول أيضاً إقناع قرّائه بأنّ الوسيلة الوحيدة لكي يحقّق نتنياهو هدفه بضمان أمن إسرائيل هي من خلال سلام عادل ودائم مع الفلسطينيّين.‏

تقول التحليلات أين الغضب والانفعال الذي طالما تبجح بهما «أردوغان، المدافع عن الفلسطينيّين» في السنوات القليلة الماضية؟ أين الاتّهامات الحادّة التي اعتدنا سماعها منه؟ لم يكن أردوغان الوحيد الذي تحفّظ عن الردّ، فقد تفادى مسؤولون حكوميّون آخرون في تركيا الردّ على تصريحات نتنياهو ووزير الخارجيّة أفيغدور ليبرمان حول المواطنين العرب في إسرائيل وإنشاء دولة فلسطينيّة.‏

وبعد الانتخابات الإسرائيليّة، تمّ تنظيم حفل باذخ في 27 آذار في مدينة أدرنة في شمال غرب تركيا لإعادة تكريس المعبد اليهوديّ الكبير في المدينة الذي كان في بداية القرن العشرين المعبد الأكبر في البلقان وثالث أكبر معبد في أوروبا. وقد أنفقت الحكومة التركيّة 1,7 ملايين دولار لترميم هذا المبنى الضخم الذي استوحي تصميمه من معبد ليوبولدستيتر في فيينا. مع انه وقبل بضعة أشهر، في تشرين الثاني 2014، أثار حاكم محافظة أدرنة، دورسون علي شاهين، الجدل عندما دعا إلى مصادرة المعبد وتحويله إلى متحف بسبب ما أسماه «دويّ حرب المجرمين [الإسرائيليّين] الذين يدمّرون المسجد الأقصى ويقتلون المسلمين هناك».‏

وأقيم الحفل. ودُعي أيضاً كبار الحاخامات الإسرائيليّين، لكنّهم قرّروا البقاء في القدس المحتلة بناء على اقتراح وزارة الخارجيّة. وحضر الحفل دبلوماسيّون إسرائيليّون يعملون في تركيا.‏

إسرائيل وتركيا نسختان متطابقتان‏

ويرى المراقبون ان الرسالة التي نقلها الحفل في معبد أدرنة لم تكن رسالة شمول وأخوّة تجاه اليهود، بل أيضاً رسالة صلح أو على الأقلّ «نوايا حسنة» من الحكومة التركيّة تجاه دولة إسرائيل.‏

وأشارت وزارة خارجيّة العدو إلى انها تعزو التغيير في الموقف التركيّ إلى المشكلات الداخليّة التي يواجهها أردوغان حالياً.‏

حضر ناميك تان، الذي كان سفيراً لتركيا في إسرائيل والولايات المتّحدة الأميركيّة، الحفل في أدرنة. وقال لـ «المونيتور» إنّه بغضّ النظر عمّا إذا كانت العلاقة بين تركيا وإسرائيل تنمو أو تتدهور، «هذان البلدان نسختان مطابقتان واحدهما من الآخر، ولا يمكننا التهرّب من مصيرنا المشترك هنا في المنطقة». وبالتالي، عندما أصبح واضحاً أنّ حكومة إسرائيل لم تُستبدل، وأنّه ما من مؤشّرات على حصول تغيّر مفاجئ في السلطة التركيّة، أصبح جلياً أيضاً أنّ الحكومتين قد تضطرّان إلى تقديم تنازلات والتعايش معاً، اليوم أكثر ممّا مضى، نظراً إلى التحديات الإقليميّة التي تواجهانها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية