|
إضاءات هل سمعتم أوقح من ذلك؟ ويكمل أردوغان مهرجان كذبه بوصف ما يجري في سورية والعراق بنظام «سايكس بيكو الجديد» الذي ينفذ خطوة تلو الأخرى، متهماً قوى خارجية بمحاولة رسم مستقبل المنطقة بأسرها وكأنه ليس إحدى بيادق هذه القوى الخارجية.. لا بل من طلائعها وفي مقدمة الأدوات التي تسعى إلى شرذمة المنطقة وتقسيمها والاستيلاء على أراضيها وثرواتها كما تفعل حكومة حزبه الإخواني في تحالفها الوثيق مع الإرهاب. لم يعد المرء يميّز بين الإرهاب الداعشي والإرهاب الأردوغاني اللذين أصبحا وجهين لعملة واحدة، فكل هجوم إرهابي لـ«داعش» يكون وراءه بشكل أو بآخر أردوغان وحكومة حزب العدالة في تركيا، سواء بالمشاركة المباشرة أم بتسهيل مرور الإرهابيين إلى سورية والعراق أم بشراء النفط والآثار المنهوبة من سورية والعراق وتَولّي بيعهما لمصلحة تنظيم «داعش» وتمويله بالسلاح والعتاد، وكذلك احتواء واحتضان الإرهابيين وتدريبهم ضمن برامج مشتركة مع واشنطن ومملكة الشر الوهابية ودويلة قطَر بالتواطؤ المعهود مع «ملك» الأردن الذي قدم ما يقدمه أردوغان بالمثل ولكنه أقل اعترافاً من أردوغان، إلا أنه لا يقل خطورة عنه ويتقاسمان الأدوار الوظيفية كما تكلفهم بها واشنطن. لقد تعرضت سورية وشعبها للإرهاب الوهابي والفكر التكفيري المدعوم من واشنطن وحلفائها في المنطقة وأوروبا التي بدأت تلعق جراحها نتيجة العودة «الميمونة» للإرهاب الذي دعمته وشاركت في إنتاجه وبدأ يرد الدين لأوروبا وعلى رأسها فرنسا التي كانت من أولى الدول الداعمة للإرهاب وأكثر من بعض الدول الإقليمية، وكأن الشعب السوري عدو لها تحاول معاقبته بفرض الحظر والحصار الاقتصادي الجائر عليه والإعتراف مبكراً في دعم الإرهاب، على اعتبار أن الأهداف واحدة كما صرّح بذلك أكثر من مرة الرئيس الفرنسي «هولاند» ووزير خارجيته «لوران فابيوس» الذي اشترت ذمته مملكة الشر ووظّفته بوقاً لها، كما اشترت ذمم الكثير من المسؤولين والإعلاميين التي فضحتها مؤخراً وثائق ويكيلكس ولم تنكرها حكومة آل سعود الشفافة جداً جداً إلى حدّ إظهار عريّها دون خجل. فبعد عدوانها على اليمن لم يعد لديها شيء تخجل منه في دعمها للإرهاب في سورية على وجه الخصوص، ولم يعد هناك شيء تخفيه أو تختفي خلفه وقد حددت مسار سياستها المتحالفة مع العدو الصهيوني بإعتراف سياسييها وضباط استخباراتها واستخبارات العدو الصهيوني الذي ليس لديه شيء ليخفيه أو يستحي منه في إحراج تركيا أو السعودية وقطَر وسواهم من دول وممالك طبّعت علاقاتها مع العدو الصهيوني سواء بشكل علني أم سري لا فرق، ولم يعد لدى أردوغان أي داع للتخفي خلف دعم كاذب للشعب الفلسطيني بعد نسيانه سفينة مرمرة والانتهاء من تلك القصة الكاذبة. وبعد أن كان يحاول أردوغان إقامة منطقة عازلة ضمن الأراضي السورية أصبح يجاهد للحفاظ على حدوده من التطورات الجديدة التي وضعت «داعش» داخل أراضيه حالياً، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ما لا يرغب به الشعب التركي من توجه «داعش» للقيام بعمليات إرهابية نتيجة لسياسات أردوغان وحزبه في إحتواء الإرهاب، رغم أن أردوغان يعلم أن الإرهاب لا يمكن احتواؤه، بل بمحاربته وليس بالتحالف معه، فهو كمن يتحالف مع الشيطان... فليتحمّل شروره. |
|