تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بالنيابة عن مَن....؟

نقش سياسي
الأربعاء 1-7-2015
أسعد عبود

هو السؤال الذي واجه معظم الذين تابعوا المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري الخارجية السوري والروسي، وليد المعلم وسيرغي لافروف. إذا كانت تلك مبادرة فعلية، هل تطرحها روسيا بمعزل عن موقف الآخرين منها؟

المعلم لم يخفِ استغرابه للفكرة التي وصفها بمعجزة أكبر من كل ما فعله الرئيس بوتين حتى الآن، و مع ترحيبه منخفض الحماسة الذي جاء في نهاية الحديث عن الأمر، ظهر مطمئناً للموقف الروسي.‏

يستحيل أن يكون الوزير الروسي بكل ما عُرف عنه من حصافة العمل الدبلوماسي، وما مثّله على صعيد المسألة السورية والعمل للخروج من نفق الخراب والدم، يتحدث عن عبث، فهل في الأمر اتفاق ما ولو كان غير مباشر مع أحد من الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية؟.‏

إن كان ثمة مجال لتوسيع وحيوية هذه المبادرة، فهو عند الولايات المتحدة الأميركية تحديداً. أولاً لأن أميركا كانت من بين دول الغرب الاستعماري الأكثر فهماً لحقيقة ما يجري رغم عمق تورطها فيه وصولاً إلى تدريب المعارضة المسلحة لقتال الدولة السورية... فالذي يفعل ذلك هل يمكن أن يفكر بمبادرة حقيقية للحل السياسي؟ البراغماتية الأميركية تستطيع قبول ذلك ولاسيما إن كانت قناعتها بمن تدرب غير كافية أو بالأحرى واهية، وهو ما ظهر أكثر من مرة في تعليقات لمسؤولين أميركيين منهم الرئيس أوباما نفسه الذي وصف الاعتماد على المعارضة السورية لتحقيق نصر عسكري أشبه بالفنتازيا.‏

من جانب آخر وحدها الولايات المتحدة التي تستطيع أن تفترض إمكانية فتح مجال لشكل من أشكال التفاهم بين سورية والسعودية وقطَر وتركيا -خصوصاً تركيا– لمكافحة الارهاب، أما أوروبا فهي تابع لا يتعدى دورها ذاك الدور الذي يبدو لها في المحادثات النووية مع إيران. ويجب ألا ننسى أن جُلّ التطورات السياسية التي استطاعت روسيا أن تدخلها على المسألة السورية كانت بالتفاهم مع الولايات المتحدة وليس غيرها... كما في العمل على عقد مؤتمر جنيف1 و2... وكما في حل مشكلة السلاح الكيماوي، ومساعدة الولايات المتحدة للابتعاد عن ضرب سورية، وهو ما لم ترغب به متحسبة لعوامل كثيرة في مقدمتها الموقف الروسي والسلاح الروسي بيد الجيش العربي السوري.‏

في هذا الإطار قد يصح اعتبار الرهان على فكرة مثل هذا اللقاء بين دول المنطقة لمواجهة الارهاب، هو في حدود تطوير الموقف الروسي الذي اتصف دائماً بالعمل الذكي الأخلاقي المتواصل لإيجاد حل للأزمة في سورية. هكذا يصفه الصحفي الفرنسي «فريدريك بيشون» صاحب كتاب «المحنة السورية ... لماذا أخطأ الغرب ؟» بل هو رأى أن روسيا تسعى من خلال الأزمة السورية إلى إعادة ترتيب العلاقات الدولية من جديد.‏

مهما كانت بواعث وظروف ومؤيدات الفكرة الروسية لقيام مثل هذا التفاهم أو التعاون أو أكثر من ذلك... سورية مستعدة له بالتأكيد بحكم ما قالته وأعلنته مراراً... وبحكم ما أعلنه الوزير المعلم في موسكو... وبحكم ثقتها بروسيا ومبادراتها.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية